حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ : بَيْتُ الْمَقْدِسِ أَعْظَمُ مِنَ الْكَعْبَةِ ؛ لِأَنَّهُ مُهَاجَرُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَلِأَنَّهُ فِي الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ . وَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : الْكَعْبَةُ أَعْظَمُ . فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَنَزَلَ : {{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا }} حَتَّى بَلَغَ : {{ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ }} ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، {{ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا }} ، أوَلَيْسَ ذَلِكَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ عُثْمَانُ : وَأَخْبَرَنِي خُصَيْفٌ قَالَ : أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ قَالَ : أَوَّلُ مَسْجِدٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ : أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ مِثْلُ قَوْلِهِ {{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }}
قَالَ عُثْمَانُ : وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّهُ قَرَأَ : {{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ }} ، حَتَّى بَلَغَ : {{ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ }} ، قَالَ : الْآيَاتُ الْبَيِّنَاتُ هِيَ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ، {{ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ }} وَقَالَ : {{ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }}
وَقَالَ عُثْمَانُ : وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَنَّ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ }} أَيْ مَسْجِدٍ {{ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ }} وَقَالَ : {{ لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا }}
قَالَ عُثْمَانُ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا }} قَالَ : كَانَ مَوْضِعُ الْكَعْبَةِ قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْتًا قَبْلَ أَنْ تَكُونَ الْكَعْبَةُ فِي الْأَرْضِ ، وَقَدْ بُنِيَ قَبْلَهُ بَيْتٌ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ سَمَّاهُ بَيْتًا ، وَجَعَلَهُ اللَّهُ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ، قِبْلَةً لَهُمْ