حَدَّثنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، أَنَّهُ قَالَ : كَانَ مَوْضِعُ الْكَعْبَةِ قَدْ خَفِيَ ، وَدَرَسَ فِي زَمَنِ الْغَرَقِ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ، قَالَ : وَكَانَ مَوْضِعُهُ أَكَمَةً حَمْرَاءَ مَدَرَةً لَا تَعْلُوهَا السُّيُولُ غَيْرَ أَنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ أَنَّ مَوْضِعَ الْبَيْتِ فِيمَا هُنَالِكَ ، وَلَا يَثْبُتُ مَوْضِعُهُ ، وَكَانَ يَأْتِيَهُ الْمَظْلُومُ ، وَالْمُتَعَوِّذُ مِنْ أَقْطَارِ الْأَرْضِ ، وَيَدْعُو عِنْدَهُ الْمَكْرُوبُ ، فَقَلَّ مَنْ دَعَا هُنَالِكَ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ ، وَكَانَ النَّاسُ يَحُجُّونَ إِلَى مَوْضِعِ الْبَيْتِ حَتَّى بَوَّأَ اللَّهُ مَكَانَهُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا أَرَادَ مِنْ عِمَارَةِ بَيْتِهِ ، وَإِظْهَارِ دِينِهِ وَشَرَائِعِهِ ، فَلَمْ يَزَلْ مُنْذُ أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى الْأَرْضِ مُعَظِّمًا مُحَرِّمًا بَيْتَهُ تَتَنَاسَخُهُ الْأُمَمُ ، وَالْمِلَلُ أُمَّةٌ بَعْدَ أُمَّةٍ ، وَمِلَّةٌ بَعْدَ مِلَّةٍ ، قَالَ : وَقَدْ كَانَتِ الْمَلَائِكَةُ تَحُجُّهُ قَبْلَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ