حديث رقم: 591

حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {{ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ }} قَالَ : أَثَرُ قَدَمَيْهِ فِي الْمَقَامِ

حديث رقم: 592

حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَامَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى هَذَا الْمَقَامِ ، فَقَالَ : يَأَ أَيُّهَا النَّاسُ أَجِيبُوا رَبَّكُمْ ، قَالَ : فَقَالُوا : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، قَالَ : فَمَنْ حَجَّ إِلَى الْيَوْمِ ، فَهُوَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ

حديث رقم: 593

حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ أَبِي الْمَهْدِيِّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَهْلِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، {{ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }} قَالَ : إِنَّمَا أُمِرُوا أَنْ يُصَلُّوا عِنْدَهُ وَلَمْ يُؤْمَرُوا بِمَسْحِهِ ، وَلَقَدْ تَكَلَّفَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ شَيْئًا مَا تَكَلَّفَتْهُ الْأُمَمُ قَبْلَهَا ، وَلَقَدْ ذَكَرَ لَنَا بَعْضُ مَنْ رَأَى أَثَرَهُ ، وَأَصَابِعَهُ فَمَا زَالَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ تَمْسَحُهُ حَتَّى اخْلَوْلَقَ وَانْمَاحَ

حديث رقم: 594

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الدِّيلِيِّ ، قَالَ : رَأَيْتُ الْمَقَامَ فِي عَهْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ مِثْلُ الْمَهَاةِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : سُئِلَ أَبُو الْوَلِيدِ عَنِ الْمَهَاةِ ، فَقَالَ : خَرَزَةٌ بَيْضَاءُ وَأَنْشَدَ أَبُو الْوَلِيدِ : مَهَاةٌ كَمَثَلِ الْبَدْرِ بَيْنَ السَّحَائِبِ تَعَلَّقَهَا قلبى وَمَا طَرَّ شَارِبِي إِلَى أَنْ أَتَى حِلْمِي وَشَابَتْ ذَوَائِبِي

حديث رقم: 595

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الْوَاقِدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ عَنِ الْأَثَرِ الَّذِي فِي الْمَقَامِ ، فَقَالَ : كَانَتِ الْحِجَارَةُ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ الْيَوْمَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَرَادَ أَنْ يَجْعَلَ الْمَقَامَ آيَةً مِنْ آيَاتِهِ ، فَلَمَّا أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ ، قَامَ عَلَى الْمَقَامِ ، فَارْتَفَعَ الْمَقَامُ حَتَّى صَارَ أَطْوَلَ الْجِبَالِ ، وَأَشْرَفَ عَلَى مَا تَحْتَهُ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَجِيبُوا رَبَّكُمْ فَأَجَابَهُ النَّاسُ ، فَقَالُوا : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، فَكَانَ أَثَرُ قَدَمَيْهِ فِيهِ لِمَا أَرَادَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ، فَكَانَ يَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ، وَيَقُولُ : أَجِيبُوا رَبَّكُمْ فَلَمَّا فَرَغَ أُمِرَ بِالْمُقَامِ ، فَوُضِعَه قِبْلَةً ، فَكَانَ يُصَلَّى إِلَيْهِ مُسْتَقْبِلَ الْبَابِ فَهُوَ قِبْلَةٌ إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ كَانَ إِسْمَاعِيلُ بَعْدُ يُصَلِّي إِلَيْهِ إِلَى بَابِ الْكَعْبَةِ ، ثُمَّ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَأُمِرَ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَصَلَّى قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ وَبَعْدَ مَا هَاجَرَ ، ثُمَّ أَحَبَّ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَصْرِفَهُ إِلَى قِبْلَتِهِ الَّتِي رَضِيَ لِنَفْسِهِ وَلِأَنْبِيَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ، قَالَ : فَصَلَّى إِلَى الْمِيزَابِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ ، ثُمَّ قَدِمَ مَكَّةَ ، فَكَانَ يُصَلِّي إِلَى الْمَقَامِ مَا كَانَ بِمَكَّةَ

حديث رقم: 596

قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ : حَدَّثَنِي جَدِّي ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ فِي نَاسٍ مَعَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ لَيْلًا فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : سَلُونِي قَبْلَ أَنْ لَا تَرَوْنِي ، فَسَأَلَهُ الْقَوْمُ فَأَكْثَرُوا ، فَكَانَ مِمَّا سُئِلَ عَنْهُ أَنْ قَالَ رَجُلٌ : أَحَقٌّ مَا سَمِعْنَا يُذْكَرُ فِي الْمَقَامِ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ : وَمَاذَا سَمِعْتَ ؟ قَالَ الرَّجُلُ : سَمِعْنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ نَبِيَّ اللَّهِ سُبْحَانَهُ حِينَ جَاءَ مِنَ الشَّامِ حَلَفَ لِامْرَأَتِهِ أَنْ لَا يَنْزِلَ بِمَكَّةَ حَتَّى يَرْجِعَ ، يَقُولُ الرَّجُلُ : فَقُرِّبَ إِلَيْهِ الْمَقَامُ فَرَجَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ سَعِيدٌ : لَيْسَ كَذَلِكَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَلَكِنَّهُ حَدَّثَنَا أَنَّهُ حِينَ كَانَ بَيْنَ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَبَيْنَ سَارَةَ امْرَأَةِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَا كَانَ ، أَقْبَلَ إِبْرَاهِيمُ نَبِيُّ اللَّهِ بِأُمِّ إِسْمَاعِيلَ ، وَإِسْمَاعِيلُ مَعَهَا ، وَهُوَ صَغِيرٌ يُرْضِعُهَا حَتَّى قَدِمَ بِهِمَا مَكَّةَ ، وَمَعَ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ شَنَّةٌ فِيهَا مَاءٌ تَشْرَبُ مِنْهَا ، وَتُدِرُّ عَلَى ابْنِهَا ، لَيْسَ مَعَهَا زَادٌ ، يَقُولُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَعَمَدَ بِهِمَا إِلَى دَوْحَةٍ فَوْقَ زَمْزَمَ فِي أَعْلَى الْمَسْجِدِ يُشِيرُ لَنَا بَيْنَ البير وَبَيْنَ الصَّفَا ، يَقُولُ : فَوَضَعَهُمَا تَحْتَهَا ، ثُمَّ تَوَجَّهَ إِبْرَاهِيمُ خَارِجًا عَلَى دَابَّتِهِ ، وَاتَّبَعَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ أَثَرَهُ حَتَّى أَوْفَى إِبْرَاهِيمُ بِكُدَا يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقَالَتُ لَهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ : إِلَى مَنْ تَتْرُكُهَا وَابْنَهَا ؟ قَالَ : إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، قَالَتْ : رَضِيتُ بِاللَّهِ تَعَالَى ، فَرَجَعَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تَحْمِلُ ابْنَهَا حَتَّى قَعَدَتْ تَحْتَ الدَّوْحَةِ وَوَضَعَتِ ابْنَهَا إِلَى جَنْبِهَا ، ثُمَّ سَاقَ حَدِيثًا طَوِيلًا يَقُولُ فِيهِ : ثُمَّ جَاءَ الثَّالِثَةَ ، فَوَجَدَ إِسْمَاعِيلَ قَاعِدًا تَحْتَ الدَّوْحَةِ إِلَى نَاحِيَةِ الْبِئْرِ يَبْرِي نَبْلًا لَهُ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ نزل إليه فَقَعَدَ مَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ قَدْ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ ، قَالَ : إسماعيل : فَأَطِعْ رَبَّكَ فِيمَا أَمَرَكَ ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ : أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا ، قَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ : وَأَيْنَ ؟ يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَأَشَارَ إِلَى أَكَمَةٍ بَيْنَ يَدَيْهِ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا ، عَلَيْهَا رَضْرَاضٌ مِنْ حَصْبَاءَ يَأْتِيهَا السَّيْلُ مِنْ نَوَاحِيهَا ، وَلَا يَرْكَبُهَا ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقَامَا يَحْفِرَانِ عَنِ الْقَوَاعِدِ وَيَقُولَانِ : {{ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }} ، وَيَحْمِلُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ الْحِجَارَةَ عَلَى رَقَبَتِهِ ، وَيَبْنِي الشَّيْخُ إِبْرَاهِيمُ ، فَلَمَّا ارْتَفَعَ الْبُنْيَانُ ، وَشَقَّ عَلَى الشَّيْخِ تَنَاوُلُهُ ، قَرَّبَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ هَذَا الْحَجَرَ ، فَكَانَ يَقُومُ عَلَيْهِ ، وَيَبْنِي وَيُحَوِّلُهُ فِي نَوَاحِي الْبَيْتِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى وَجْهِ الْبَيْتِ ، يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَذَلِكَ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقِيَامُهُ عَلَيْهِ