قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى النَّوْفَلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ الذَّهَبِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ : انْظُرُوا مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ , قَالَ : فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَنَظَرَ إِلَى الْعَبَّاسِ وَنَوْفَلٍ وَعَقِيلٍ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَنَادَاهُ عَقِيلٌ : يَا ابْنَ أُمِّ عَلِيٍّ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتَنَا ، فَجَاءَ عَلِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُ الْعَبَّاسَ وَنَوْفَلًا وعَقِيلًا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ عَقِيلٍ ، فَقَالَ : أَبَا يَزِيدَ قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ ، قَالَ : إِذًا لَا يُنَازِعُوا فِي تِهَامَةَ إِنْ كُنْتَ أَثَخَنْتَ الْقَوْمَ وَإِلَّا فَارْكَبْ أَكْتَافَهُمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ أَشْيَاخِهِ ، قَالَ : وَقَالَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لِلنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ قَتَلْتَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ ؟ قَالَ : قُتِلَ أَبُو جَهْلٍ قَالَ : الْآنَ صَفَا لَكَ الْوَادِي . قَالُوا : وَرَجَعَ عَقِيلٌ إِلَى مَكَّةَ ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُهَاجِرًا فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَمَانٍ ، فَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَعَرَضَ لَهُ مَرَضٌ ، فَلَمْ يُسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ فِي فَتْحِ مَكَّةَ وَلَا الطَّائِفِ وَلَا خَيْبَرَ وَلَا فِي حُنَيْنٍ . وَقَدْ أَطْعَمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِخَيْبَرَ مِائَةً وَأَرْبَعِينَ وَسْقًا كُلَّ سَنَةٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ : أَصَابَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ خَاتَمًا يَوْمَ مُؤْتَةَ فِيهِ تَمَاثِيلُ ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَنَفَّلَهُ إِيَّاهُ , فَكَانَ فِي يَدِهِ . قَالَ قَيْسٌ : فَرَأَيْتُهُ أَنَا بَعْدُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : جَاءَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِمِخْيَطٍ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : خِيطِي بِهَذَا ثِيَابَكِ ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُنَادِيًا : أَلَا لَا يَغُلَّنَّ رَجُلٌ إِبْرَةً فَمَا فَوْقَهَا ، فَقَالَ عَقِيلٌ لِامْرَأَتِهِ : مَا أَرَى إِبْرَاتَكِ إِلَّا وَقَدْ فَاتَتْكِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : يَا أَبَا يَزِيدَ إِنِّي أُحِبُّكَ حُبَّيْنِ : حُبًّا لِقَرَابَتِكَ ، وَحُبَّا لِمَا كُنْتُ أَعْلَمُ مِنْ حُبِّ عَمِّي إِيَّاكَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبَرْشَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ شَيْخًا كَبِيرًا بَعْلَ الْعَرَبِ ، قَالَ : وَكَانَ عَلَيْهَا غَرُوبٌ وَدِلَاءٌ ، قَالَ : وَرَأَيْتُ رِجَالًا مِنْهُمْ بَعْدُ ، مَا مَعَهُمْ مَوْلًى فِي الْأَرْضِ ، يَلُفُّونَ أَرْدِيَتَهُمْ ، فَيَنْزِعُونَ فِي الْقَمِيصِ حَتَّى إِنَّ أَسَافِلَ قُمُصِهِمْ لَمُبْتَلَّةٌ بِالْمَاءِ ، فَيَنْزَعُونَ قَبْلَ الْحَجِّ أَيَّامَ مِنًى وَبَعْدَهُ ، قَالُوا : وَمَاتَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَعْدَمَا عَمِيَ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَلَهُ عَقِبٌ الْيَوْمَ وَلَهُ دَارٌ بِالْبَقِيعِ رَبَّةٌ ، يَعْنِي : كَثِيرَةَ الْأَهْلِ وَالْجَمَاعَةِ وَاسِعَةً