قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : لَمَّا أَسْلَمَ خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَصَنَعَ بِهِ أَبُوهُ أُحَيْحَةُ مَا صَنَعَ ، فَلَمْ يَرْجِعْ خَالِدٌ عَنْ دِينِهِ ، وَلَزِمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى خَرَجَ إِلَى الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ ، غَاظَ ذَلِكَ أَبَا أُحَيْحَةَ وَغَمَّهُ ، وَقَالَ : لَأَعْتَزِلَنَّ فِي مَالِي لَا أَسْمَعُ شَتْمَ آبَائِي وَلَا عَيْبَ آلِهَتِي ، هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْمَقَامِ مَعَ هَؤُلَاءِ الصُّبَاةِ ، فَاعْتَزَلَ فِي مَالِهِ بِالظُّرَيْبَةِ نَحْوَ الطَّائِفِ ، وَكَانَ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ عَلَى دِينِهِ وَكَانَ يُحِبُّهُ وَيُعْجِبُهُ ، فَقَالَ أَبُو أُحَيْحَةَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ فِيمَا أَنْشِدْنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ : أَلَا لَيْتَ شَعْرِي عَنْكَ يَا عَمْرُو سَائِلًا إِذَا شَبَّ وَاشْتَدَّتْ يَدَاهُ وَسُلَّحَا أَتَتْرُكُ أَمْرَ قَوْمٍ فِيهِ بَلَابِلٌ وَتَكْشِفُ غَيْظًا كَانَ فِي الصَّدْرِ مُوجَحَا ؟ - ثُمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيثِ عَبْدِ الْحَكِيمِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ - : فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو أُحَيْحَةَ إِلَى مَالِهِ بِالظُّرَيْبَةِ أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ ، وَلَحِقَ بِأَخِيهِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ : أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ بَعْدَ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ بِيَسِيرٍ ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ فِي الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ ، مَعَهُ امْرَأَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ مُحَرِّثِ بْنِ شَقِّ بْنِ رَقَبَةَ بْنِ مُخْدَجٍ الْكِنَانِيَةُ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَيْضًا يُسَمِّيهَا وَيَنْسُبُهَا هَكَذَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدٍ ، قَالَتْ : قَدِمَ عَلَيْنَا عَمِّي عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ أَرْضَ الْحَبَشَةِ بَعْدَ مَقْدَمِ أَبِي بِسَنَتَيْنِ ، فَلَمْ يَزَلْ هُنَاكَ حَتَّى حُمِلَ فِي السَّفِينَتَيْنِ مَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ بِخَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الْهِجْرَةِ ، فَشَهِدَ عَمْرٌو مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْفَتْحَ وَحُنَيْنًا وَالطَّائِفَ وَتَبُوكَ ، فَلَمَّا خَرَجَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى الشَّامِ فَكَانَ فِيمَنْ خَرَجَ ، فَقُتِلَ يَوْمَ أَجْنَادِينَ شَهِيدًا فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ ، وَكَانَ عَلَى النَّاسِ يَوْمَئِذٍ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ