موسوعة الحديث | كتاب الطبقات الكبير لابن سعد | المجلد الرابع | قُزمان بن الحارث
من بني عبس ، وكانت له ابنة ولم يكن له غيرها ، وشَهِد أُحُدًا وليس له عقب ، وكان من المنافقين ، فتخلف عن الخروج إلى أُحد ، فعيَّره نساءُ بني ظفر ، وقلن : قد خرج الرجال وبقيت ! ألا تستحيي مما صنعت ! ما أنت إلا امرأةٌ ، فأحفظنه فدخل بيته فأخرج قوسه وجعبته وسيفه وكان يُعرفُ بالشجاعة فخرج يعدو حتى انتهى إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وهو يسوي صفوف المسلمين ، فجاء من خلف الصفوف حتى انتهى إلى الصف الأول فكان فيه ، وكان أول من رمى بسهم من المسلمين ، فجعل يُرسِل نَبْلاَّ كأنها الرماح ، وإنه لَيكِتّ كتيت الجمل ، ثم صار إلى السيف ففعل الأفاعيل ، فلما انكشف المسلمون كسر جفن سيفه وجعل يقول : الموت أحسن من الفرار ! يا آل الأوس قاتلوا على الأحساب واصنعوا مثل ما أصنع ! وجعل يدخل وسط المشركين حتى يُقالُ قد قُتل ثم يطلع وهو يقول : أنا الغلام الظَّفري ! حتى قتل منهم سبعة ، وأصابته الجراح وكثرت به ، فمر به قتادة بن النعمان فقال : أبا الغيداق ! قال : يا لبيك ! قال : هنيئًا لك الشهادة ! فقال : إني والله ما قاتلت يا أبا عمر على دين ، ما قاتلت إلا على الحفاظ أن لا تسير قريش إلينا حتى تطأ سعفنا ، وأندبته الجراحةُ فقتل نفسه ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر | 0 حديث