قَالَ : أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرِقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مِسْعَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْجَرْمِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ يُصَلِّي بِنَا ، أَوْ يُصَلِّي لَنَا ؟ فَقَالَ : يُصَلِّي بِكُمْ أَوْ يُصَلِّي لَكُمْ أَكْثَرُكُمْ أَخْذًا أَوْ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ قَالَ عَمْرٌو : فَكَانَ أَبِي يُصَلِّي بِهِمْ فِي مَسْجِدِهِمْ ، وَعَلَى جَنَائِزِهِمْ ، لَا يُنَازِعُهُ أَحَدٌ حَتَّى مَاتَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَاهُ وَنَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ وَفَدُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حِينَ أَسْلَمَ النَّاسُ ، وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ ، فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ ، وَقَالُوا لَهُ : مَنْ يُصَلِّي بِنَا ، أَوْ لَنَا ؟ قَالَ : يُصَلِّي بِكُمْ أَكْثَرُكُمْ جَمْعًا ، أَوْ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ قَالَ : فَجَاءُوا إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَسَأَلُوهُمْ ، فَلَمْ يَجِدُوا فِيهِمْ أَحَدًا أَخَذَ ، أَوْ جَمَعَ مِنَ الْقُرْآنِ أَكْثَرَ مِمَّا جَمَعْتُ أَوْ أَخَذْتُ ، قَالَ : وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ عَلَيَّ شَمْلَةٌ ، فَقَدَّمُونِي ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ ، فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ إِلَّا وَأَنَا إِمَامُهُمْ إِلَى يَوْمِي هَذَا ، قَالَ مِسْعَرٌ : وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ ، وَيَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِهِمْ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَلَمَةَ أَبُو يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ قَالَ : كُنَّا بِحَضْرَةِ مَاءٍ مَمَرِّ النَّاسِ . قَالَ : وَكُنَّا نَسْأَلُهُمْ مَا هَذَا الْأَمْرُ ، فَيَقُولُونَ : رَجُلٌ زَعَمَ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، وَأَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ ، وَأَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ كَذَا وَكَذَا . فَجَعَلْتُ لَا أَسْمَعُ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ إِلَّا حَفِظْتُهُ ، كَأَنَّمَا تَغَرَّى فِي صَدْرِي ، حَتَّى جَمَعْتُ مِنْهُ قُرْآنًا كَثِيرًا . قَالَ : وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهَا الْفَتْحَ ، يَقُولُونَ : انْظُرُوا ، فَإِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ صَادِقٌ ، وَهُوَ نَبِيٌّ قَالَ : فَلَمَّا جَاءَتْنَا وَقْعَةُ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ قَالَ : فَانْطَلَقَ أَبِي بِإِسْلَامِ حِوَائِنَا ذَلِكَ . قَالَ : فَأَقَامَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُقِيمَ قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ ، فَلَمَّا دَنَا تَلَقَّيْنَاهُ ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ قَالَ : جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَقًّا ثُمَّ قَالَ : إِنَّهُ يَأْمُرُكُمْ بِكَذَا ، وَيَنْهَاكُمْ عَنْ كَذَا وَكَذَا ، وَأَنْ يُصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا ، وَصَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا قَالَ : فَنَظَرَ أَهْلُ حِوَائِنَا ، فَمَا وَجَدُوا أَحَدًا أَكْثَرَ مِنِّي قُرْآنًا ؛ لِلَّذِي كُنْتُ أَحْفَظُهُ مِنَ الرُّكْبَانِ قَالَ : فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ، فَكُنْت أُصَلِّي بِهِمْ وَأَنَا ابْنُ سِتِّ سِنِينَ ، قَالَ : وَكَانَ عَلَيَّ بُرْدَةٌ كُنْتُ إِذَا جَلَسْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ : أَلَا تُغَطَّونَ عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ ؟ قَالَ : فَكَسَوْنِي قَمِيصًا مِنْ مَعْقِدِ الْبَحْرَيْنِ . قَالَ : فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ أَشَدَّ مِنْ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ قَالَ : كُنْتُ أَتَلَقَّى الرُّكْبَانَ ، فَيُقْرِئُونِي الْآيَةَ ، فَكُنْتُ أَؤُمُّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ سَلَمَةَ قَالَ : ذَهَبَ أَبِي بِإِسْلَامِ قَوْمِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُمْ : يَؤُمُّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا قَالَ : فَكُنْتُ أَصْغَرَهُمْ ، فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ : غَطُّوا اسْتَ قَارِئِكُمْ فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا ، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ مَا فَرِحْتُ بِذَلِكَ الْقَمِيصِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : لَمَّا رَجَعَ قَوْمِي مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالُوا : إِنَّهُ قَالَ : لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قِرَاءَةً لِلْقُرْآنِ ، قَالَ : فَدَعَوْنِي ، فَعَلَّمُونِي الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ . قَالَ : فَكُنْتُ أُصَلِّي بِهِمْ ، وَعَلَيَّ بُرْدَةٌ مَفْتُوقَةٌ ، فَكَانُوا يَقُولُونَ لِأَبِي : أَلَا تُغَطِّي عَنَّا اسْتَ ابْنِكَ