حديث رقم: 5044

قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْوَانَ قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ بِعُكَاظٍ فَقُلْتُ : مَنْ تَبِعَكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ ؟ قَالَ : حُرٌّ وَعَبْدٌ وَلَيْسَ مَعَهُ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ , وَبِلَالٌ , فَقَالَ : انْطَلِقْ حَتَّى يُمَكِّنَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ

حديث رقم: 5045

قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، وَضَمْرَةَ , وَأَبِي طَلْحَةَ أَنَّهُمْ سَمِعُوا أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ يُحَدِّثُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ نَازِلٌ بِعُكَاظٍ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ مَعَكَ فِي هَذَا الْأَمْرِ ؟ قَالَ : مَعِي رَجُلَانِ أَبُو بَكْرٍ , وَبِلَالٌ قَالَ : فَأَسْلَمْتُ عِنْدَ ذَلِكَ , قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي رُبْعَ الْإِسْلَامِ ، قَالَ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَمْكُثُ مَعَكَ أَمْ أَلْحَقُ بِقَوْمِي ؟ قَالَ : الْحَقْ بِقَوْمِكَ ، قَالَ : فَيُوشِكُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَفِيَ بِمَنْ تَرَى وَيُحْيِيَ الْإِسْلَامَ ، قَالَ : ثُمَّ أَتَيْتُهُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ، قَالَ : وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ أُحِبُّ أَنْ أَسْأَلَكَ عَمَّا تَعْلَمُ وَأَجْهَلُ ، وَيَنْفَعُنِي وَلَا يَضُرُّكَ

حديث رقم: 5046

قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ طَلْقٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْلَمَ ؟ قَالَ : حُرٌّ وَعَبْدٌ ، أَوْ قَالَ : عَبْدٌ وَحُرٌّ ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ , وَبِلَالًا قَالَ : فَأَنَا رَابِعُ الْإِسْلَامِ

حديث رقم: 5047

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الْأَشْجَعِيُّ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ أَنَّهُ كَانَ ثَالِثًا أَوْ رَابِعًا فِي الْإِسْلَامِ

حديث رقم: 5048

قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ : حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو عَمَّارٍ ، وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو أُمَامَةَ : يَا عَمْرُو بْنَ عَبَسَةَ لِصَاحِبِ الْعُقُلِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ بِأَيِّ شَيْءٍ تَدَّعِي أَنَّكَ رُبُعُ الْإِسْلَامِ ؟ قَالَ : إِنِّي كُنْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَرَى النَّاسَ عَلَى ضَلَالَةٍ وَلَا أَرَى الْأَوْثَانَ بِشَيْءٍ ، ثُمَّ سَمِعْتُ عَنَ رَجُلٍ يُخْبِرُ أَخْبَارًا بِمَكَّةَ ، وَيُحَدِّثُ بِأَحَادِيثَ , فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ ، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُسْتَخْفِيًا وَإِذَا قَوْمُهُ عَلَيْهِ جُزْءَانِ ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ : مَا أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا نَبِيُّ ، فَقُلْتُ : وَمَا نَبِيُّ ؟ قَالَ : رَسُولُ اللَّهِ ، قُلْتُ : اللَّهُ أَرْسَلَكَ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَبِأَيِّ شَيْءٍ ؟ ، قَالَ : بِأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ ، وَلَا يُشْرَكَ بِهِ شَيْءٌ ، وَكَسْرِ الْأَوْثَانِ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا ؟ ، قَالَ : حُرٌّ وَعَبْدٌ ، وَإِذَا مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ , وَبِلَالٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنِّي مُتَّبِعُكَ ، قَالَ : إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا ، وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكِ , فَإِذَا سَمِعْتَ لِيَ قَدْ ظَهَرْتُ , فَالْحَقْ بِي ، قَالَ : فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي وَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَدْ أَسْلَمْتُ ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الْأَخْبَارَ حَتَّى جَاءَ رَكْبُهُ مِنْ يَثْرِبَ ، فَقُلْتُ : مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الْمَكِّيُّ الَّذِي أَتَاكُمْ ؟ ، فَقَالُوا : أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ , فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَاكَ ، وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ ، وَتَرَكْتُ النَّاسَ إِلَيْهِ سِرَاعًا , فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى قَدِمْتُ عَلَيْهِ الْمَدِينَةَ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَعْرِفُنِي ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، أَلَسْتَ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ ؟ ، فَقُلْتُ : بَلَى ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَجْهَلُ ، فَقَالَ : إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ , فَأَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا طَلَعَتْ فَلَا تُصَلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قَيْدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَصَلِّ , فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى يُسْتَقْبَلَ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ , فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تَسْجُدُ جَهَنَّمُ ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ , فَصَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَحْضُورَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ , فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبَرَنِي عَنِ الْوُضُوءِ ، فَقَالَ : مَا مِنْكُمْ مِنْ رَجُلٍ يُقَرِّبُ وضُوءَهُ فَيُمَضْمِضُ وَيَمُجُّ ، ثُمَّ يَسْتَنْشِقُ وَيَنْثُرُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا فِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ مَعَ الْمَاءِ ، ثُمَّ يَغْسِلُ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ ، ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلَّا جَرَتْ خَطَايَا قَدَمَيْهِ مِنْ أَطْرَافِ أَصَابِعِهِ مَعَ الْمَاءِ ، ثُمَّ يَقُومُ وَيَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ الَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ ، ثُمَّ يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ إِلَّا انْصَرَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ : يَا عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ : أَأَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَيُعْطَى الرَّجُلُ هَذَا كُلَّهُ فِي مَقَامِهِ ؟ ، فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ : يَا أَبَا أُمَامَةَ لَقَدْ كَبُرَتْ سِنِّي وَرِقَ عَظْمِي وَاقْتَرَبَ أَجَلِي ، وَمَا بِي مِنْ حَاجَةٍ أَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ، لَقَدْ سَمِعْتُهُ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ

حديث رقم: 5049

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ قَالَ : رَغِبْتُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَذَلِكَ أَنَّهَا بَاطِلٌ , فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنَ الْكُتَّابِ مِنْ أَهْلِ تَيْمَاءَ , فَقُلْتُ : إِنِّي امْرُؤٌ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ , فَيَنْزِلُ الْحَيُّ لَيْسَ مَعَهُمْ إِلَهٌ , فَخَرَجَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ , فَيَأْتِي بِأَرْبَعَةِ أَحْجَارٍ , فَيَنْصِبُ ثَلَاثَةً لِقِدْرِهِ , وَيَجْعَلُ أَحْسَنَهَا إِلَهًا يَعْبُدُهُ ، ثُمَّ لَعَلَّهُ يَجِدُ مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ , فَيَتْرُكُهُ وَيَأْخُذُ غَيْرَهُ إِذَا نَزَلَ مَنْزِلًا سِوَاهُ ، فَرَأَيْتُ أَنَّهُ إِلَهٌ بَاطِلٌ لَا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ , فَدُلَّنِي عَلَى خَيْرٍ مِنْ هَذَا ، فَقَالَ : يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ رَجُلٌ يَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ وَيَدْعُو إِلَى غَيْرَهَا ، فَإِذَا رَأَيْتَ ذَلِكَ , فَاتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَفْضَلِ الدِّينِ ، فَلَمْ تَكُنْ لِي هِمَّةٌ مُنْذُ قَالَ لِي ذَلِكَ إِلَّا مَكَّةَ فَآتِي , فَأَسْأَلُ : هَلْ حَدَثَ فِيهَا حَدَثٌ ؟ ، فَيُقَالُ : لَا ، ثُمَّ قَدِمْتُ مَرَّةً , فَسَأَلْتُ , فَقَالُوا : حَدَثَ فِيهَا رَجُلٌ يَرْغَبُ عَنْ آلِهَةِ قَوْمِهِ وَيَدْعُو إِلَى غَيْرِهَا , فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي , فَشَدَدْتُ رَاحِلَتِي بِرَحْلِهَا , ثُمَّ قَدِمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ أَنْزَلَ بِمَكَّةَ , فَسَأَلْتُ عَنْهُ , فَوَجَدْتُهُ مُسْتَخْفِيًا , وَوَجَدْتُ قُرَيْشًا عَلَيْهِ أَشِدَّاءَ ، فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ , فَسَأَلْتُهُ , فَقُلْتُ : أَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ ؟ ، قَالَ : نَبِيُّ ، قُلْتُ : وَمَنْ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ : اللَّهُ ، قُلْتُ : وَبِمَ أَرْسَلَكَ ؟ ، قَالَ : بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِحَقْنِ الدِّمَاءِ , وَبِكَسْرِ الْأَوْثَانِ , وَصِلَةِ الرَّحِمِ , وَأَمَانِ السَّبِيلِ ، فَقُلْتُ : نَعَمْ ، مَا أُرْسِلْتَ بِهِ قَدْ آمَنْتُ بِكَ وَصَدَّقْتُكَ ، أَتَأْمُرُنِي أَمْكُثُ مَعَكَ أَوْ أَنْصَرِفُ ؟ ، فَقَالَ : أَلَا تَرَى كَرَاهَةَ النَّاسِ مَا جِئْتُ بِهِ فَلَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَمْكُثَ ، كُنْ فِي أَهْلِكَ فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ خَرَجْتُ مَخْرَجًا , فَاتَّبِعْنِي ، فَمَكَثْتُ فِي أَهْلِي حَتَّى إِذَا خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ سِرْتُ إِلَيْهِ ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتَعْرِفُنِي ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، أَنْتَ السُّلَمِيُّ الَّذِي أَتَيْتَنِي بِمَكَّةَ , فَسَأَلَتْنِي عَنْ كَذَا وَكَذَا ، فَقُلْتُ لَكَ كَذَا وَكَذَا ، فَاغْتَنَمْتُ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ , وَعَلِمْتُ أَنْ لَا يَكُونَ الدَّهْرُ أَفْرَغَ قَلْبًا لِي مِنْهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ , فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَيُّ السَّاعَاتِ أَسْمَعُ ؟ قَالَ : الثُّلُثُ الْآخِرُ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا رَأَيْتَهَا طَلَعَتْ حَمْرَاءَ كَأَنَّهَا الْحَجَفَةَ فَأَقْصِرْ عَنْهَا فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ فَيُصَلِّي لَهَا الْكُفَّارُ ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى يُسَاوِي الرَّجُلَ ظِلُّهُ , فَأَقْصِرْ عَنْهَا فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تَسْجُدُ جَهَنَّمُ ، فَإِذَا فَاءَ الْفَيْءُ , فَصَلِّ فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُوَدَةٌ مَقْبُولَةٌ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ ، فَإِذَا رَأَيْتُهَا غَرَبَتْ حَمْرَاءُ كَأَنَّهَا الْحَجَفَةَ فَأَقْصِرْ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْوُضُوءَ فَقَالَ : إِذَا تَوَضَّأْتَ فَغَسَلْتَ يَدَيْكَ وَوَجْهَكَ وَرِجْلَيْكَ ، فَإِنْ جَلَسْتَ كَانَ ذَلِكَ لَكَ طَهُوَرًا ، وَإِنْ قُمْتَ فَصَلَّيْتَ وَذَكَرْتَ رَبَّكَ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ انْصَرَفْتَ مِنْ صَلَاتِكِ كَهَيْئَتِكَ يَوْمَ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ مِنَ الْخَطَايَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : لَمَّا أَسْلَمَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِمَكَّةَ رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ بَنِي سُلَيْمٍ , وَكَانَ يَنْزِلُ بِصُفَّةٍ , وَحَاذَةٍ وَهِيَ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ ، فَلَمْ يَزَلْ مُقِيمًا هُنَاكَ حَتَّى مَضَتْ بَدْرٌ , وَأُحُدٌ , وَالْخَنْدَقُ , وَالْحُدَيْبِيَةُ , وَخَيْبَرٌ ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَدِينَةَ