حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ قَالَ : كَانَ الصَّلْتُ بْنُ بِسْطَامٍ التَّمِيمِيُّ يَجْلِسُ فِي حَلْقَةُ أَبِي خَبَّابٍ يَدْعُو مِنْ بَعْدِ الْعَصْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، قَالَ : فَجَلَسُوا يَوْمًا يَدْعُونَ ، وَقَدْ نَزَلَ الْمَاءُ فِي عَيْنَيْهِ فَذَهَبَ بَصَرُهُ ، فَدَعَوْا وَذَكَرُوا بَصَرَهُ فِي دُعَائِهِمْ فَلَمَّا كَانَ قَبِيلَ الشَّمْسِ عَطَسَ عَطْسَةً ، فَإِذَا هُوَ يُبْصِرُ بِعَيْنَيْهِ ، وَإِذَا قَدْ رَدَّ اللَّهُ بَصَرَهُ قَالَ زَكَرِيَّا : فَقَالَ لِي ابْنُهُ : قَالَ لِي حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ : أَنَا رَأَيْتُ النَّاسَ عَشِيَّةً إِذْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِيكَ يُهَنِّئُونَهُ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي شُعَيْبُ بْنُ مُحْرِزٍ قَالَ : ذُكِرَ لِي فِي زَمَانِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ عَمْيَاءَ ، فَصَحَتْ عَيْنُهَا لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ قَالَ : فَأَتَيْتُهَا عِنْدَ دَارِ مُوسَى الْمُحْتَسِبِ بِالْبَصْرَةِ ، فَقَالَتِ : اجْلِسْ حَتَّى أَخْرُجَ إِلَيْكَ ، فَخَرَجَتْ فَصَفَقَتِ الْبَابَ عَلَى خَدِّهَا ، وَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ عَيْنَهَا كَأَنَّهَا عَيْنُ غَزَالٍ لَيْسَ بِهَا شَيْءٌ فَقُلْتُ لَهَا : يَا أَمَةَ اللَّهِ ، بِأَيِّ شَيْءٍ دَعَوْتِ رَبَّكِ ؟ قَالَتْ : صَلَّيْتُ أَوَّلَ اللَّيْلِ فِي مَسْجِدِ الْحَيِّ ، حَتَّى إِذَا كَانَ فِي السَّحَرِ ، قُمْتُ فِي مَسْجِدِ بَيْتِي ، فَدَعَوْتُ رَبِّي فَقُلْتُ : يَا كَاشِفَ ضُرِّ أَيُّوبَ ، يَا مَنْ رَحِمَ شَيْبَةَ يَعْقُوبَ ، يَا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلَى يَعْقُوبَ ، رُدَّ عَلَيَّ بَصَرِي قَالَتْ : فَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ جَرَّدَ عَيْنِي فَأَبْصَرْتُ