حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ مُحَمَّدٌ ، ثنا أَبُو عُمَرَ الْعُمَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا : أَنَّ حَكِيمًا ، لَقِيَ حَكِيمًا ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَفْتَرِقَا قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ أَوْصِنِي ؟ قَالَ : اجْعَلِ اللَّهَ هَمَّكَ ، وَاجْعَلِ الْحُزْنَ عَلَى ذَنْبِكَ ؛ فَكَمْ مِنْ حَزِينٍ قَدْ وَفْدَ بِهِ حُزْنُهُ عَلَى سُرُورِ الْأَبَدِ ، وَكَمْ مِنْ ذِي فَرَحٍ قَدْ نَقَلَهُ فَرَحُهُ إِلَى طُولِ الشَّقَاءِ ، وَكَمْ مِنْ قَوْمٍ قَدْ أُخِّرَ عَنْهُمْ مَا قَدْ عُجِّلَ لِغَيْرِهِمْ نَظَرًا مِنَ السَّيِّدِ لَهُمْ ، وَتَحَنُنًا مِنْهُ عَلَيْهِمْ فَمَلُّوا ذَلِكَ ، وَأَحَبُّوا تَعْجِيلَ مَا أُخِّرَ عَنْهُمْ ؛ فَأُبْدِلُوا بِالرِّضَا السَّخَطَ ؛ وَبِالْمَحَبَّةِ الْبَغْضَةَ ، وَبِالسَّكِينَةِ الْخِفَّةَ ، وَسُلِبُوا صَالِحَ الْعِبَادَةِ ، وَحَلَاوَةَ الطَّاعَةِ فَفَقَدُوا مَا عَرَفُوا ، فَنَدِمُوا عَلَى مَا أَحَبُّوا مِنْ تَعْجِيلِ الدُّنْيَا ، فَلَمْ تُغْنِ عَنْهُمُ النَّدَامَةُ هَيْهَاتَ ، وَأَنَّى لَهُمْ ذَلِكَ ، وَقَدْ بَطَرُوا نِعْمَةَ الطَّاعَةِ ، فَأُبْدِلُوا بِهَا ذَلَّ الْمَعْصِيَةِ فِي أَنْفُسِهِمْ ، وَوَهَنًا فِي قُلُوبِهِمْ فَخَرَجُوا مِنَ الدُّنْيَا مُتَلَاوِمِينَ لَمْ يَصْبِرُوا عَلَى مَا اخْتِيرَ لَهُمْ وَلَمْ يُدْرِكُوا مَا اسْتَعْجَلُوا , أُوَلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا فِي الْآخِرَةِ ، وَضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْعَاجِلَةِ