حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ مُسْمَعِ بْنِ عَاصِمٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَابِدًا مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ ، قُلْتُ : مَا بَالُ الْحَزِينِ يُجِيبُهُ قَلْبُهُ إِذَا شَاءَ وَتَهْطُلُ عَيْنَاهُ عِنْدَ كُلِّ حَرَكَةٍ ؟ ، قَالَ : أُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ رَحِمَكَ اللَّهُ ، إِنَّ الْحَزِينَ بَدَا بِهِ الْحُزْنُ ، فَجَالَ فِي بَدَنِهِ ، فَأَعْطَى كُلَّ عُضْوٍ بقِسْطِهِ ، ثُمَّ إِلَى الْقَلْبِ وَالرَّأْسِ ، فَسَكَنَهُمْ ، فَمَتَى جَرَى الْقَلْبُ بِشَيْءٍ تَجْرِي فَهَاجَتِ الْحُرَقَةُ صَاعِدَةً ، فَاسْتَثَارَتِ الدُّمُوعَ مِنْ شُئُونِ الرَّأْسِ حَتَّى تُسَلِّمَهَا إِلَى الْعَيْنِ فَتَذْرِيهَا فَتُنِيرُ الْجُفُونَ ، ثُمَّ خَنَقَتْهُ عَبْرَتُهُ فَقَامَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ ، حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَرَاثِيُّ : لَا تَنْدُ الْعَيْنُ حَتَّى يَحْتَرِقَ الْقَلْبُ ، فَإِذَا احْتَرَقَ الْقَلْبُ تَلَهَّبَ شُعْلَةً ، فَهَاجَ إِلَى الرَّأْسِ دُخَانُهُ ، فَاسْتَنْزَلَ الدُّمُوعَ مِنَ الشُّئُونِ إِلَى الْعَيْنِ فَسَحَّتْهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : أَخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ضَيْغَمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ يُقَالُ : إِنَّ كَثْرَةَ الدُّمُوعِ وَقِلَّتَهَا عَلَى قَدْرِ احْتِرَاقِ الْقَلْبِ ، فَإِذَا احْتَرَقَ الْقَلْبُ كُلُّهُ لَمْ يَشَأِ الْحَزِينُ أَنْ يَبْكِي إِلَّا بَكَى ، وَالْقَلِيلُ مِنَ التَّذْكِرَةِ تُحْزِنُهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ ، عَنْ رَاهَوَيْهَ ، قَالَ : قُلْتُ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ : أَلَا تَرَى إِلَى أَبِي عَلِيٍّ يَعْنِي فُضَيلًا ، لَا تَكَادُ تَجِفُّ لَهُ دَمْعَةٌ ؟ ، فَقَالَ سُفْيَانُ : إِذَا فَرِحَ الْقَلْبُ نَزَفَتِ الْعَيْنَانُ ، ثُمَّ تَنَفَّسَ سُفْيَانُ تَنَفُّسًا مُنْكَرًا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ ، حَدَّثَنِي خَلْفُ الْبَرَاثِيُّ ، قَالَ : سَأَلْتُ رَجُلًا مِنَ الْعِبَادِ عَنِ الشَهِيقِ الَّذِي يَعْتَرِي الْبَاكِي بَعْدَ الْبُكَاءِ ؟ قَالَ : إِذَا كَانَ بَدْءُ الْبُكَاءِ تَنَفُّسًا وزَفِيرًا وَآخِرُهُ شَهِيقًا ، فَذَاكَ بُكَاءٌ مُوجِعٌ مُقْلِقٌ ، وَإِنْ كَانَتْ دَمْعَتُهُ سَائِلَةٌ فِي هُدُوءٍ وَرِفْقٍ فَتِلْكَ رِقَّةٌ فِي الْقُلُوبِ تَبْعَثُهَا إِلَى الْعُيُونِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ وَثَوَابٌ