وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ : ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : ثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، قَالَ : ثَنَا نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : قِوَامُ الْمَرْءِ عَقْلُهُ ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَقْلَ لَهُ وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ لِأَخٍ لَهُ : يَا أَخِي عَقْلُكَ لَا يَتَّسِعُ لِكُلِّ شَيْءٍ فَفَرِّغْهُ لَأَوَّلِ الْمُهِمِّ مِنْ أَمْرِكَ ، وَكَرَامَتُكَ لَا تَسَعُ النَّاسَ فَخُصَّ بِهَا أَوْلَى النَّاسِ بِكَ ، وَلَيْلُكَ وَنَهَارُكَ لَا يَسْتَوْعِبَانِ حَوَائِجَكَ فَأَسْقِطْ عَنْكَ مَا لَكَ مِنْهُ بُدٌّ ، وَلَيْسَ مِنَ الْعَقْلِ أَنْ تَذَرَ مِنَ الْخَيْرِ مَا لَابُدَّ مِنْهُ ، وَلَا تَمْدَحْ مَنْ لَمْ تُخْبَرْ إِحْسَانُهُ . وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ : مَا الْعَقْلُ ؟ ، قَالَ : أَمْرَانِ أَحَدُهُمَا صِحَّةُ الْفِكْرِ فِي الذَّكَاءِ وَالْفِطْنَةِ ، وَالْآخَرُ حُسْنُ التَّمْيِيزِ وَكَثْرَةُ الْإِصَابَةِ . وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ : مَا الْحُمْقُ ؟ ، قَالَ : قِلَّةُ الْإِصَابَةِ وَوَضْعُ الْكَلَامِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ وَكُلَّمَا مُدِحَ بِهِ الْعَاقِلُ كَانَ مَفْقُودًا فِي الْأَحْمَقِ . وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ : أَوْصِنَا بِأَمْرٍ جَامِعٍ ، قَالَ : احْفَظُوا وَعُوا : إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَمَعَهُ قَاضِيَانِ بَاطِنَانِ ، أَحَدُهُمَا نَاصِحٌ وَالْآخَرُ غَاشٌّ ، فَأَمَّا النَّاصِحُ فَالْعَقْلُ ، وَأَمَّا الْغَاشِّ فَالْهَوَى وَهُمَا ضِدَّانِ ، فَأَيُّهُمَا مِلْتَ مَعَهُ وَهِيَ الْآخَرُ
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : كَلَّمَ رَجُلٌ رَجُلًا مِنَ الْمُلُوكِ فَلَايَنَهُ ثُمَّ أَغْلَظَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا لَكَ لَمْ تُكَلِّمْنِي بِهَذَا أَوَّلًا ؟ ، قَالَ : لَمَّا كَلَّمْتُكَ رَأَيْتُ لَكَ عَقْلًا فَعَلِمْتُ أَنَّ عَقْلَكَ لَا يَتْرُكُكَ تَظْلِمُنِي
حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ : حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْجِيلِيُّ ، قَالَ : قَالَ حَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ : مِنْ وَرَعِ الرَّجُلِ ألَّا يَخْدَعَ ، وَمِنْ عَقْلِهِ ألَّا يُخْدَعَ