أَخْبَرَنَا أَبُو الطَّيِّبِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ السَّيِّدِ بْنِ سَهْلٍ السِّنِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْجَنَدِيِّ السِّنِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَدِيثِيُّ الصُّوفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ، حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْغَنَوِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشِرَارِ هَذِهِ الْأُمَّةِ ؟ هُمُ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَفَيْقُهُونَ ، أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ ؟ أَحْسَنُكُمْ خُلُقًا
سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ هَارُونَ بْنَ حَيُّونَ يَقُولُ : اجْتَمَعَ الْغُزَاةُ بِالْحَدِيثَةِ عَلَى أَنْ يَخْرُجُوا إِلَى طَرَسُوسَ ، فَقَالُوا لِأَبِي عِمْرَانَ الْحَدِيثِيِّ الصُّوفِيِّ : اخْرُجْ مَعَنَا ، فَقَالَ : كَيْفَ أَخْرُجُ مَعَكُمْ وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ ارْكَبُهُ ؟ فَأَخَذُوا لَهُ مِنْ نُصَيْرٍ غُلَامِ يَعِيشَ - وَكَانَ أَمِيرَ الْحَدِيثَةِ - دَابَّةً تَسْوَى أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ ، فَأَخَذَ الدَّابَّةَ وَرَكِبَهَا ، وَخَرَجَ مَعَ الْغُزَاةِ حَتَّى بَلَغَ نَصِيبِينَ ، فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ الْفُقَرَاءُ ، وَقَالُوا : يَا أَبَا عِمْرَانَ ، أَيْشِ هَذَا أَنْتَ رَاكِبٌ وَنَحْنُ مُشَاةٌ ، فَقَالَ : دُونَكُمْ وَالدَّابَّةَ ، فَأَخَذُوا الدَّابَّةَ وَبَاعُوهَا ، وَقَعَدَ أَبُو عِمْرَانَ مَعَ الْفُقَرَاءِ بِنَصِيبِينَ ، وَكَتَبَ إِلَى الْأَمِيرِ : أَعْلِمِ الْأَمِيرَ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُ ، أَنِّي دَخَلْتُ إِلَى نَصِيبِينَ وَأَسْوَاقُهَا ضَيِّقَةٌ فَقَطَّرَ بِي الْفَرَسُ فِي قِدْرِ هَرَّاسٍ ، فَلَوْلَا أَنَّ اللَّهَ أَغَاثَنِي بِالزِّقَاقِ لَغَرِقْتُ مَعَ الْفَرَسِ فِي قِدْرِ الْهَرَّاسِ وَالسَّلَامُ . قَالَ : فَضَحِكَ مِنْهُ الْأَمِيرُ ، وَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى سَلَامَتِهِ