أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ خَزْرَجُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ ، أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ
سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ خَفِيفٍ يَقُولُ : دَخَلَ أَبُو طَالِبٍ خَزْرَجُ بْنُ عَلِيٍّ شِيرَازَ ، فَاعْتَلَّ عِلَّةَ الذَّرَبِ ، فَكُنْتُ أَخْدُمُهُ وَأُقَدِّمُ إِلَيْهِ الطَّسْتَ فِي اللَّيْلِ مِرَارًا ، وَكُنْتُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ فِي حَالِ الرِّيَاضَةِ ، وَكُنْتُ لَا أُفْطِرُ إِلَّا عَلَى الْبَاقِلَّاءِ الْيَابِسِ ، فَسَمِعَ أَبُوَ طَالِبٍ لَيْلَةً كَسْرِيَ الْبَاقِلَّاءَ بِأَسْنَانِي ، فَقَالَ لِي : مَا هَذَا ؟ فَعَرَّفْتُهُ حَالِي وَأَنِّي لَا آكُلُ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَبَكَى وَقَالَ : الْزَمْ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، فَإِنِّي كُنْتُ كَذَلِكَ حَتَّى حَضَرْتُ لَيْلَةً مَعَ أَصْحَابِنَا فِي دَعْوَةٍ بِبَغْدَادَ ، فَقُدِّمَ إِلَيْنَا حَمَلٌ مَشْوِيُّ ، فَأَمْسَكْتُ يَدِي ، فَقَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا : كُلْ بِلَا أَنْتَ ، فَأَكَلْتُ لُقْمَةً ، فَأَنَا مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلَى خَلْفٍ ، ثُمَّ تَمَاثَلَ وَخَرَجَ إِلَى بَعْضِ النَّوَاحِي ، وَجَلَسَ فِي رِبَاطٍ وَسَوَّدَ دَاخِلَ الرِّبَاطِ وَخَارِجَهُ ، وَقَالَ : هَكَذَا جُلُوسُ أَهْلِ الْمَصَائِبِ ، فَمَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى مَاتَ