حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ : مَا شَتَمْتُ أَحَدًا قَطُّ ؛ لِأَنَّ الَّذِي يَشْتُمُنِي أَحَدُ رَجُلَيْنِ كَرِيمٌ كَانَتْ مِنْهُ ذَلَّةً وَهَفْوَةً فَأَنَا أَحَقُّ مَنْ غَفَرَهَا وَأَخَذَ الْفَضْلَ فِيهَا أَوْ لَئِيمٌ فَلَمْ أَكُنْ لِأَجْعَلَ عِرْضِي . . . وَكَانَ يَتَمَثَّلُ : وَأَغْفِرُ عَوْرَاءَ الْكَرِيمِ ادِّخَارَهُ وَأُعْرِضُ عَنْ شَتْمِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا
حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : كَانَ يُقَالُ : سِلَاحُ اللِّئَامِ قَبِيحُ الْكَلَامِ
وَحَدَّثَنِي مَيَّاسُ بْنُ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ : مَا شَتَمْتُ رَجُلًا مُنْذُ كُنْتُ رَجُلًا ، وَلَا زَاحَمَتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ ، وَإِذَا أَنَا لَمْ أَصِلْ زَائِرِي حَتَّى يَرْشَحَ جَبِينُهُ كَمَا يَرْشَحُ السِّقَاءُ فَوَاللَّهِ مَا وَصَلْتُهُ
حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ ، عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ بِقَوْمٍ فَشَتَمَهُ سَفِيهُهُمْ فَقَالَ : يَا أُمَّ عَمْرٍو أَلَا تَنْهَوْا سَفِيهَكُمْ إِنَّ السَّفِيهَ إِذَا لَمْ يُنْهَ مَأْمُورٌ
قَالَ عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ : ذَكَرَ أَبِي ، نا الْأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ ، يَقُولُ : يُقَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِلْعَبْدِ : قُمْ إِلَى فُلَانٍ فَخُذْ حَقَّكَ مِنْهُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَا أَعْرِفُ لِي عِنْدَهُ مِنْ حَقٍّ ، فَيُقَالُ : بَلَى إِنَّهُ ذَكَرَكَ يَوْمَ كَذَا بِكَذَا وَيَوْمَ كَذَا بِكَذَا ، قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ : أَفَنَاصِحٌ لِنَفْسِهِ مَنْ يَقْضِي مِنْ حَسَنَاتِهِ غَدًا وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى ذُلِّ خَاشِعٍ يَوَدُّ لَوْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِلَّائِهِ أَمَدًا بَعِيدًا