حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، قَالَ : نا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ طَارِقٍ ، عَنْ رَافِعِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيِّ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ غَزْوَةُ ذَاتِ السَّلَاسِلِ اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَيْهَا قَالَ : وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَنْفِرَ مَنْ مَرَّ بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَالَ : وَكَانَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ قَالَ : وَهِيَ الْغَزْوَةُ الَّتِي يَفْخَرُ بِهَا أَهْلُ الشَّامِ فَيَقُولُونَ : اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عَلَى جَيْشٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ قَالَ : فَمَرُّوا بِنَا فَاسْتَنْفَرْنَا مَعَهُمْ قَالَ : فَقُلْتُ : لَأَخْتَارَنَّ لِنَفْسِي رَجُلًا أَصْحَبُهُ قَالَ : فَتَخَيَّرْتُ أَبَا بَكْرٍ ، وَكَانَ عَلَيْهِ كِسَاءٌ فَدَكِيٌّ يُخِلُّهُ إِذَا رَكِبَ ، وَأَلْبَسُهُ أَنَا إِذَا هُوَ نَزَلَ ، وَهُوَ الْكِسَاءُ الَّذِي عَيَّرَتْهُ هَوَازِنُ فَقَالُوا : ذَا الْخِلَالِ يُسْتَخْلَفُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : فَخَرَجْنَا فِي غَزَاتِنَا ثُمَّ رَجَعْنَا قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا بَكْرِ إِنِّي قَدْ صُحْبَتُكَ ، وَلِلصَّحَابَةِ حَقٌّ ، وَلَسْتُ أَسْتَطِيعُ أَنْ آتِيَ الْمَدِينَةَ كُلَّمَا شِئْتُ ، فَعَلِّمْنِي شَيْئًا يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ . فَقَالَ : نَعَمْ ، وَلَوْ لَمْ تَقُلْ لَفَعَلْتُ . اعْبُدِ اللَّهَ ، وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا ، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ ، وَأَدِّ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَصُمْ رَمَضَانَ ، وَحُجَّ الْبَيْتَأعْبُدِ اتَأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنِ . فَقُلْتُ : أَمَّا اعْبُدِ اللَّهَ ، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ فَقَدْ عَرَفْتُهُ ، وَلَكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِكَ : وَلَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى رَجُلَيْنِ ؟ وَإِنَّمَا يُصِيبُ النَّاسَ الشُّرَفُ وَالْخَيْرُ بِالْإِمَارَاتِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّكَ اسْتَخْبَرْتَنِي فَجَهَدْتُ لَكَ ، وَإِنَّ النَّاسَ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ طَوْعًا وَكَرْهًا ، وَهُمْ عُوَّادُ اللَّهِ ، وَجُوَارُ اللَّهِ ، وَفِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، وَمَنْ يُخْفِرْ مِنْكُمْ أَحَدًا فَإِنَّمَا يُخْفِرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُؤْخَذُ بِشُوَيْهَةِ جَارِهِ , أَوْ بَعِيرِهِ ، فَيَظَلُّ نَاتِئًا عَضَلَهُ غَضَبًا لِجَارِهِ ، وَاللَّهُ مِنْ وَرَاءِ جَارِهِ . قَالَ : فَانْصَرَفْنَا إِلَى دِيَارِنَا ، وَقُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَبَلَغَنِي أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اسْتُخْلِفَ ، فَقُلْتُ : صَاحِبِي الَّذِي نَهَانِي عَنِ الْإِمَارَةِ ثُمَّ تَأَمَّرَ عَلَى النَّاسِ ، لَآتِيَنَّهُ ، فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ ، فَتَعَرَّضْتُ لَهُ حَتَّى لَقِيتُهُ فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا بَكْرِ نَهَيْتَنِي عَنِ الْإِمَارَةِ ، ثُمَّ تَأَمَّرْتَ عَلَى النَّاسِ ؟ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قُبِضَ ، وَالنَّاسُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ وَارْتَدَّتِ الْعَرَبُ ، وَلَمْ يَدَعْنِي أَصْحَابِي ، فَلَمْ يَزَلْ يَعْتَذِرُ إِلَيَّ حَتَّى عَذَرْتُهُ . حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ ، قَالَ : نا جَرِيرٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ رَافِعٍ هُوَ ابْنُ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيُّ قَالَ : لَمَّا كَانَتْ غَزْوَةُ السَّلَاسِلِ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَيْشًا ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ : وَكُنْتُ رَجُلًا أَسْرِقُ النَّعَمِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَدْفِنُ الْمَاءَ فِي أُدْحِيُّ النَّعَمِ حَتَّى أَمُرَّ بِالْفَلَاةِ فَأَسْتَتِرُهُ . قَالَ : فَقُلْتُ : لَأَخْتَارَنَّ لِنَفْسِي رَجُلًا فَلَأَصْحَبَنَّهُ قَالَ : فَاخْتَرْتُ أَبَا بَكْرٍ ، وَكَانَ لَهُ كِسَاءٌ فَدَكِيٌّ , قَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ : طَوْعًا وَكَرْهًا ، فَأَجَارَهُمُ اللَّهُ مِنَ الظُّلْمِ ، فَهُمْ عُوَّادُ اللَّهِ ، وَجِيرَانُ اللَّهِ ، وَفِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، وَسَاقَ نَحْوَهُ . زَادَ : قَالَ رَافِعٌ : فَمَا زَالَ بِي الْأَمْرُ حَتَّى صِرْتُ عَرِيفًا فِي إِمَارَةِ الْحَجَّاجِ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَّامٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ نُصَيْرٍ ، قَالَا : نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أنا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ يَحْمَدَ ، قَالَ : فِي خِطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَتَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ تَغْدُونَ وَتَرُوحُونَ فِي أَجَلٍ قَدْ غُيِّبَ عَنْكُمْ عِلْمُهُ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَنْقَضِيَ الْأَجَلُ وَأَنْتُمْ فِي عَمَلِ اللَّهِ فَافْعَلُوا ، وَلَنْ تَنَالُوا ذَلِكَ إِلَّا بِاللَّهِ ، وَإِنَّ أَقْوَامًا جَعَلُوا آجَالَهُمْ لِغَيْرِهِمْ فَنَهَاكُمْ أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمْ فَقَالَ : وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ، أَيْنَ مَنْ تَعْرِفُونَ مِنْ إِخْوَانِكُمْ ؟ قَدْ قَدِمُوا عَلَى مَا قَدَّمُوا فِي أَيَّامِ سَلَفِهِمْ ، فَخَلُّوا فِيهِ بِالشَّقَاوَةِ أَوِ السَّعَادَةِ ، أَيْنَ الْجَبَّارُونَ الْأَوَّلُونَ الَّذِينَ بَنَوُا الْمَدَائِنَ وَحَصَّنُوهَا بِالْحَوَائِطِ ؟ قَدْ صَارُوا تَحْتَ الصَّخْرِ وَالْآكَامِ ، هَذَا كِتَابُ اللَّهِ لَا تَفْنَى عَجَائِبُهُ ، فَاسْتَضِيؤَا مِنْهُ لِيَوْمِ الظُّلْمَةِ ، وَانْتَصِحُوا كِتَابَهُ وَتِبْيَانَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ أَثْنَى عَلَى زَكَرِيَّاءَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ فَقَالَ : {{ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ، وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }} ، لَا خَيْرَ فِي قَوْلٍ لَا يُرَادُ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ ، وَلَا خَيْرَ فِي مَالٍ لَا يُنْفَقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ يَغْلِبَ جَهْلُهُ حِلْمَهُ ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ يَخَافُ في اللَّهَ لَوْمَةَ لَائِمٍ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ ، قَالَ : نا الْوَلِيدُ ، قَالَ : نا الْأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كَثِيرٍ ، قَالَ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لَا يَدَعُ هَذَا الْكَلَامَ أَنْ يَقُولَهُ كُلَّ جُمُعَةٍ فِي خُطْبَتِهِ : أَيْنَ الْوَضَّآةُ الْحَسَنَةُ وُجُوهَهُمْ ، وَالْمُعْجَبُونَ بِشَبَابِهِمْ ؟ أَيْنَ الَّذِينَ بَنَوُا الْبُنْيَانَ فَحَصَّنُوهَا بِالْحِيطَانِ ؟ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُعْطَوْنَ الْغَلَبَةَ مِنْ مَوَاطِنَ الْحَرْبِ ؟ قَدْ تَضَعْضَعَ بِهِمُ الدَّهْرُ ، فَأَصْبَحُوا كَلَا شَيْءٍ , وَأَصْبَحُوا قَدْ فُقِدُوا وَأَصْبَحُوا فِي ظُلُمَاتِ الْقُبُورِ ، الْوَحَا الْوَحَا ثُمَّ النَّجَا النَّجَا .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، قَالَ : نا ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ زُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا بَكْرٍ الْوَفَاةُ أَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ يَسْتَخْلِفُهُ ، فَقَالَ لَهُ : إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ أَنْ تَحْفَظَهَا : إِنَّ لِلَّهَ حَقًّا بِاللَّيْلِ لَا يَقْبَلُهُ بِالنَّهَارِ ، وَإِنَّ لِلَّهِ حَقًّا فِي النَّهَارِ لَا يَقْبَلُهُ فِي اللَّيْلِ ، وَاللَّهُ لَا يَقْبَلُ نَافِلَةً حَتَّى تُؤَدَّى الْفَرِيضَةُ ، وَإِنَّمَا ثَقُلَتْ مَوَازِينُ مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْحَقَّ فِي الدُّنْيَا وَثِقَلِهِ عَلَيْهِمْ ، وَحَقٌّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ إِلَّا الْحَقُّ أَنْ يَكُونَ ثَقِيلًا ، وَإِنَّمَا خَفَّتْ مَوَازِينُ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِاتِّبَاعِهِمُ الْبَاطِلُ فِي الدُّنْيَا وخِفَتِهِ عَلَيْهِمْ ، وَحَقٌّ لِمِيزَانٍ لَا يُوضَعُ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا الْبَاطِلُ أَنْ يَكُونَ خَفِيفًا . أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَصَالِحَ مَا عَمِلُوا وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ : لَا أَبْلَغُ هَؤُلَاءِ ، وَذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ وَسَيِّئ مَا عَمِلُوا ، فَرَدَّ عَلَيْهِمْ صَالِحَ مَا عَمِلُوا ، فَيَقُولُ الْقَائِلُ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ ، وَذَكَرَ آيَةَ الرَّحْمَةِ ، وَآيَةَ الْعَذَابِ لِيَكُونَ الْمُؤْمِنُ رَاغِبًا وَرَاهِبًا ، وَلَا يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ، وَلَا يُلْقِي بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة ، فَإِنْ أَنْتَ حَفِظْتَ قُولِي هَذَا فَلَا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَلَا بُدَّ مِنْهُ ، وَإِنْ أَنْتَ ضَيَّعْتَ قُولِي فَلَا يَكُونَنَّ غَائِبٌ أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَلَنْ تُعْجِزَهُ
قَالَ : وَقَالَ عُمَرُ : أَوْصَى الْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللَّهِ . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : نا سُفْيَانُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَحِمَهُ اللَّهُ آخِذًا بِطَرَفِ لِسَانِهِ ، فَقَالَ : هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوْارِدَ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيُّ أَبُو مَعْمَرٍ ، نا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ : خَطَبَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ : وُلِّيتُ أَمَرَكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ ، فَإِنْ أَنَا أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي وَإِنْ أَنَا أَسَأْتُ فَسَدِّدُونِي ، فَإِنَّ لِي شَيْطَانًا يَعْتَرِينِيلَا أذَا رَأَيْتُمُونِي غَضِبْتُ فَاجْتَنِبُونِي ، َلَا أُؤْثَرُ فِي أَجْسَادِكُمْ وَلَا أَبْشَارِكُمْ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ ، فِي قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ : وُلِّيتُكُمْ وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ قَالَ سُفْيَانُ : بَلَغَنَا عَنِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ : بَلَى وَاللَّهِ إِنَّهُ لَخَيْرُهُمْ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ يَهْضِمُ نَفْسَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا أَبُو كَامِلٍ ، قَالَ : نا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ طَارِقٍ ، عَنْ قَيْسٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، قَالَ : إِنِّي لَأَرْجُو لَكُمْ أَنْ يُتِمَّ اللَّهُ لَكُمُ هَذَا الْأَمْرَ مَعْشَرَ الْعُرَيْبِ ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَدْعُو بِخُبْزَتِهِ مِنَ الْحِنْطَةِ ، فَإِنْ شَاءَ قَالَ لِأَهْلِهِ : ائْدُمُوهُ بِسَمْنٍ ، وَإِنْ شَاءَ قَالَ : ائْدُمُوهُ بِزَيْتٍ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ ، قَالَ : نا عَبْدُ الْأَعْلَى ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ حَوْشَبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : دَخَلَ سَلْمَانُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ : أَوْصِنِي ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ فَاتِحٌ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا فَلَا تَأْخُذُنَّ مِنْهَا إِلَّا بَلَاغًا .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ : نا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَسْلَمَ وَلَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ . قَالَ عُرْوَةُ : فَأَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ قَالَتْ : تُوفِّيَ أَبُو بَكْرٍ وَلَمْ يَتْرُكْ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا ، ضَرَبَ اللَّهُ سَكَنَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ ، قَالَ : نا وَكِيعٌ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ ، عَنْ عَرْفَجَةَ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكُوا .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ ، قَالَ : نا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، قَالَ : أنا غَالِبٌ الْقَطَّانُ ، قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَفْضُلِ النَّاسَ بِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَهُمْ صَلَاةً وَصَوْمًا ، وَإِنَّمَا فَضَلَهُمْ بِشَيْءٍ كَانَ فِي قَلْبِهِ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، قَالَ : أنا ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : أنا الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ الْمُحَارِبِيِّ ، قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ : {{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا }} فَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَى إِلَهٍ غَيْرِهِ ، وَ : {{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }} قَالَ : بِشِرْكٍ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : أنا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ نِمْرَانَ الْبَجَلِيِّ ، قَالَ : قَرَأْتُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ : {{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا }} قَالَ : هُمُ الَّذِينَ لَمْ يُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : نا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْمَانِيُّ ، قَالَ : نا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ ، عَنْ سُفْيَانَ عَنْ سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ أَبِي لَمَّا حَشْرَجَ ، قُلْتُ : يَأْبَهُ هَذَا كَمَا قَالَ الْقَائِلُ . قَالَ : لَا بَلْ هَذِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ : {{ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ }} .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : نا حَمَّادٌ ، قَالَ : أنا ثَابِتٌ ، عَنْ سُمَيَّةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، وَهِشَامٌ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ وَأَبُو بَكْرٍ يُفْضِي : مَنْ لَمْ يَزَلْ دَمْعُهُ مُقَنَّعًا ، فَإِنَّهُ لَا بُدَّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ : وَلَا أَدْرِي قَالَ مُوسَى مَرَّةً ، أَمْ : لَا بُدَّ مَدْفُوقٌ ؟ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : بَلْ {{ جَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ }}
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ ، قَالَ : ني سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعُمَرِيِّ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ يَعْنِي إِلَى الشَّامِ فَأَتَى أَبَا عُبَيْدَةَ فِي مَنْزِلِهِ ، فَقَالَ : أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ سَلَّامَ اللَّهِ ، وَجْهُكَ هَذَا الَّذِي خَرَجْتَ لَهُ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِ الدُّنْيَا ، إِنْ ظَفَرْتَ بِهِ تَنْظُرُ إِلَى الْآخِرَةِ وَتَنْظُرُ إِلَيْكَ ، لَا إِيَابَ لَكَ مِنْهُ وَلَا تَرَانِي بَعْدَهَا إِلَّا فِيهِ ، إِنْ أَقَمْتَ زَوَّدْتُكَ ، وَإِنْ تَقَدَّمْتَ لَحِقْتُكَ ، هُوَ وَاللَّهِ مَقَامٌ على علية قَدْ مَلَأْتَ يَدَيْكَ دُنْيًا ، فَأَثْوَبُهَا مَنِ اسْتَأْثَرَهَا وَآثَرَهَا ، وَلَا تَحْبِسُكَ عَنْ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا ، اتَّقُوا اللَّهَ فِي خُلَفَائِكُمْ ، دَعُوهُمْ وَرَبِّهِمْ ، فَإِنْ ظَفَرَ بِكَ كَانَ أَسْرَعَ بِوِرْدِكَ وَأَجْهَزَ لِصَدْرِكَ ، وَلَنْ يَخْلُفَ لِلنَّاسِ بَعْدَكَ إِلَّا مَا أَنْتَ فِيهِ خَيْرٌ مِنْهُ ، إِنَّكَ عَيْنِي عَلَى نَفْسِكَ ، وَعَيْنِي عَلَى غَيْرِكَ