حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أبِي ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ قَالَ : إِنَّ فِي حِكْمَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : تَعْمَلُونَ لِلدُّنْيَا ، وَأَنْتُمْ تُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ عَمَلٍ ، وَلَا تَعْمَلُونَ لِلْآخِرَةِ ، وَأَنْتُمْ لَا تُرْزَقُونَ فِيهَا إِلَّا بِالْعَمَلِ ، وَيْحَكُمْ عُلَمَاءَ السُّوءِ ، الْأَجْرَ تَأْخُذُونَ ، وَالْعَمَلَ تُضَيِّعُونَ ، تُوشِكُونَ أَنْ تَخْرُجُوا مِنَ الدُّنْيَا إِلَى ظُلْمَةِ الْقُبُورِ وَضِيقِهَا ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَهَاكُمْ عَنِ الْمَعَاصِي ، كَمَا أَمَرَكُمْ بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ ، فَكَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ دُنْيَاهُ آثَرُ عِنْدَهُ مِنْ آخِرَتِهِ ، وَهُوَ فِي الدُّنْيَا أَفْضَلُ رَغْبَةً ؟ كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ مَسِيرُهُ إِلَى آخِرَتِهِ ، وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى دُنْيَاهُ ؟ وَمَا يَضُرُّهُ أَشْهَى إِلَيْهِ مِمَّا يَنْفَعُهُ ؟ كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ ، وَاحْتَقَرَ مَنْزِلَتَهُ ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقُدْرَتِهِ ؟ كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنِ اتَّهَمَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فِي إِصَابَتِهِ ؟ كَيْفَ يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مَنْ طَلَبَ الْكَلَامَ لِيُحَدِّثَ بِهِ ، وَلَمْ يَطْلُبْهُ لِيَعْمَلَ بِهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أبِي ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ إِبْلِيسَ ظَهَرَ لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ فَرَأَى عَلَيْهِ مَعَالِيقَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ، فَقَالَ لَهُ : مَا هَذِهِ الْمَعَالِيقُ الَّتِي أَرَاهَا عَلَيْكَ ؟ قَالَ : هَذِهِ الشَّهَوَاتُ الَّتِي أُصِيبُ بِهَا بَنِي آدَمَ فَقَالَ لَهُ يَحْيَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : هَلْ لِي فِيهَا شَيْءٌ ؟ قَالَ : لَا قَالَ : فَهَلْ تُصِيبُ مِنِّي شَيْئًا ؟ قَالَ : رُبَّمَا شَبِعْتَ فَثَقَّلْنَاكَ عَنِ الصَّلَاةِ وَالذِّكْرِ قَالَ : هَلْ غَيْرُ ذَا ؟ قَالَ : لَا قَالَ : لَا جَرَمَ وَاللَّهِ ، لَا أَشْبَعُ أَبَدًا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أبِي ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ قَالَ : إِنَّ يَحْيَى وَعِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ الْتَقَيَا ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى : اسْتَغْفِرْ لِي ؛ أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي ، فَقَالَ لَهُ يَحْيَى : اسْتَغْفِرْ لِي ؛ أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي ، قَالَ لَهُ عِيسَى : أَنْتَ خَيْرٌ مِنِّي ؛ سَلَّمْتُ عَلَى نَفْسِي ، وَسَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ فَعَرَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَضْلَهُمَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أبِي ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ يَعْقُوبَ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ يَحْيَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ لِصَاحِبٍ لَهُ : ابْعَثْ إِلَيَّ بِقَمِيصِ نَبِيِّ اللَّهِ يَحْيَى أَشُمَّهُ ؛ فَإِنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنِّي مَقْتُولٌ قَالَ : فَبَعَثَ بِهِ إِلَيْهِ ، فَإِذَا سَدَاهُ وَلَحْمَتُهُ لِيفٌ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أبِي ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ قَالَ : أُتِي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِرَجُلٍ قَدْ زَنَا ، فَأَمَرَهُمْ بِرَجْمِهِ ، وَقَالَ لَهُمْ : لَا يَرْجُمُهُ رَجُلٌ عَمِلَ عَمَلَهُ ، فَأَلْقَوُا الْحِجَارَةَ مِنْ أَيْدِيهِمْ ، إِلَّا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَعْمَرٍ قَالَ : قَالَ الصِّبْيَانُ لِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَيْهِمَا السَّلَامُ : اذْهَبْ بِنَا نَلْعَبْ قَالَ : وَلِلَّعِبِ خُلِقْنَا ؟
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أبِي ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مَعْقِلٍ قَالَ : سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ : نَادَى مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا سَيِّدُ مَنْ وَلَدَتِ النِّسَاءُ ، وَأَنَّ جُورْجِيسَ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَمْ يَهُمَّ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بِخَطِيئَةٍ ، وَلَا حَاكَ فِي صَدْرِهِ امْرَأَةٌ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أبِي ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ ، عَنِ الْحَسَنِ : قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ ، لَا تَأْكُلْ شِبَعًا فَوْقَ شِبَعٍ ؛ فَإِنَّكَ إِنْ تُلْقِهِ بْنَبْذِهِ لِلْكَلْبِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، أَخْبَرَنِي أبِي ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ يَقُولُ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ : أَوْصَانِي خَلِيلِي بِسَبْعٍ : أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنِّي ، وَلَا أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي ، وَأَنْ أُحِبَّ الْمَسَاكِينَ ، وَأَدْنُوَ مِنْهُمْ ، وَأَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ ، وَإِنْ كَانَ مُرًّا ، وَأَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا ، وَأَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ أَدْبَرَتْ ، وَأَنْ لَا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، وَأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، أَخْبَرَنِي أبِي ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ أَنَّ أَمَةَ اللَّهِ فَاطِمَةَ بِنْتَ حُسَيْنٍ حَدَّثَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ مِنْ شِرَارِ أُمَّتِي الَّذِينَ غُذُّوا بِالنَّعِيمِ ، الَّذِينَ يَطْلُبُونَ أَلْوَانَ الطَّعَامِ ، وَأَلْوَانَ الثِّيَابِ ، يَتَشَادَقُونَ بِالْكَلَامِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أبِي ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى بِلَالٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فَرَأَى عِنْدَهُ صُبَرًا مِنْ تَمْرٍ ، فَقَالَ لَهُ : مَا هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا تَمْرٌ ادَّخَرْتُهُ قَالَ : أَفَمَا تَخَافُ أَنْ يَكُونَ لَهُ بُخَارٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ؟ أَنْفِقْ بِلَالُ ، وَلَا تَخْشَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ إِقْلَالًا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أبِي ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ هُرْمُزَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : إِنَّ أَحَبَّ شَيْءٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْغُرَبَاءُ قَالَ : قِيلَ : وَمَا الْغُرَبَاءُ ؟ قَالَ : الْفَرَّارُونَ بِدِينِهِمْ ، يُجْمَعُونَ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَوْ غَيْرِهِ قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : سُبْحَانَ مُسْتَخْرِجِ الشُّكْرِ بِالْعَطَاءِ ، وَمُسْتَخْرِجِ الدُّعَاءِ بِالْبَلَاءِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا يَمَانُ بْنُ عَدِيٍّ ، حِمْصِيٌّ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا دَاوُدُ أَلَا أُعَلِّمُكَ عَمَلَيْنِ إِذَا عَمِلْتَ بِهِمَا أَلَّفْتَ بِهِمَا وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْكَ ، وَبَلَغْتَ بِهِمَا رِضَايَ ؟ قَالَ : بَلَى ، يَا رَبِّ قَالَ : احْتَجِرْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ بِالْوَرَعِ ، وَخَالِطِ النَّاسَ بِأَخْلَاقِهِمْ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، حَدَّثَنِي أبِي ، أَخْبَرَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ عَرَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : انْهَ الظَّالِمِينَ عَنْ ذِكْرِي ، وَعَنْ قُعُودٍ فِي مَسَاجِدِي ؛ فَإِنِّي جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي - أَوْ آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي - أَنَّ مَنْ ذَكَرَنِي ذَكَرْتُهُ ، وَإِنَّ الظَّالِمَ إِذَا ذَكَرَنِي لَعَنْتُهُ