عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ : إِنَّ آدَمَ كَانَ رَجُلًا طُوَالًا كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ . . . سِتِّينَ ذِرَاعًا ، وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ ، فَلَمَّا وَقَعَ فِيمَا وَقَعَ فِيهِ مِنَ الْخَطِيئَةِ ، بَدَتْ لَهُ عَوْرَتُهُ ، وَكَانَ لَا يَرَاهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، فَانْطَلَقَ هَارِبًا ، فَأَخَذَتْ بِرَأْسِهِ شَجَرَةٌ مِنْ شَجَرِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ لَهَا : أَرْسِلِينِي ، قَالَتْ : لَسْتُ مُرْسِلَتَكَ , قَالَ : فَنَادَاهُ رَبُّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمِنِّي تَفِرُّ ؟ قَالَ : أَيْ رَبِّ لَا ، أَسْتَحْيِيكَ . قَالَ : فَنَادَاهُ : وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَسْتَحْيِي رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الذَّنْبِ إِذَا وَقَعَ بِهِ ، ثُمَّ يَعْلَمُ بِحَمْدِ اللَّهِ أَيْنَ الْمَخْرَجُ ، يَعْلَمُ أَنَّ الْمَخْرَجَ فِي الِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : خَدَّتِ الدُّمُوعُ فِي وَجْهِهِ كَتَخْدِيدِ الْمَاءِ فِي الْأَرْضِ
أَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ، كَانَ يَعُودُهُ النَّاسُ مَا يَظُنُّونَ إِلَّا أَنَّهُ مَرِيضٌ ، وَمَا بِهِ إِلَّا شِدَّةُ الْفَرَقِ مِنَ اللَّهِ
أنا وُهَيْبٌ قَالَ : كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَقُولُ : حُبُّ الْفِرْدَوْسِ ، وَخَشْيَةُ جَهَنَّمَ يُورِثَانِ الصَّبْرَ عَلَى الْمَشَقَّةِ ، وَيُبَاعِدَانِ الْعَبْدَ مِنْ رَاحَةِ الدُّنْيَا