وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّيْسَابُورِيُّ ، نا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْفِرْيَابِيُّ ، نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا ، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ وَقَالُوا : الْمُتَوَاضِعُ مِنْ طُلَّابِ الْعِلْمِ أَكْثَرُ عِلْمًا كَمَا أَنَّ الْمَكَانَ الْمُنْخَفِضَ أَكْثَرُ الْبِقَاعِ مَاءً . وَرُوِّينَا مِنْ وُجُوهٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِحِكَمِهِ وَقِيلَ لَهُ : انْتَعِشْ ، نَعَشَكَ اللَّهُ فَهُوَ فِي نَفْسِهِ حَقِيرٌ وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ كَبِيرٌ وَكَانَ يُقَالُ : إِذَا كَانَ عِلْمُ الرَّجُلِ أَكْثَرَ مِنْ عَقْلِهِ كَانَ قَمِنًا أَنْ بَصَّرَهُ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ ، نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ سِنَانُ بْنُ سَعْدٍ الْكِنْدِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا وَلَا يَبْغِ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ نا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ ، مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ نا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ بْنِ ثُمَامَةَ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ : كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ قَدْ قَرَءُوا الْكُتُبَ وَعَلِمُوا عِلْمًا ، وَإِنَّهُمْ طَلَبُوا بِقِرَاءَتِهِمْ وَعِلْمِهِمُ الشَّرَفَ وَالْمَالَ ، وَإِنَّهُمُ ابْتَدَعُوا بِهَا بِدْعًا أَدْرَكُوا بِهَا الْمَالَ وَالشَّرَفَ فِي الدُّنْيَا فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا رُوِّينَا عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : يَنْبَغِي لِلْعَالِمِ أَنْ يَضَعَ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقِيلَ لبزرجمهر : مَا النِّعْمَةُ الَّتِي لَا يُحْسَدُ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا ؟ قَالَ : التَّوَاضُعُ وَقِيلَ لَهُ : مَا الْبَلَاءُ الَّذِي لَا يُرْحَمُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ ؟ قَالَ : الْعُجْبُ وَقَالَ : التَّوَاضُعُ مَعَ السَّخَافَةِ وَالْبُخْلُ أَحْمَدُ مِنَ الْكِبْرِ مَعَ السَّخَاءِ وَالْأَدَبِ ، فَأَعْظِمْ بِحَسَنَةٍ عَفَّتْ عَلَى سَيِّئَتَيْنِ ، وَأَفْظِعْ بِعَيْبٍ أَفْسَدَ مِنْ صَاحِبِهِ حَسَنَتَيْنِ ، وَلَقَدْ أَحْسَنَ الْمُرَادِيُّ فِي قَوْلِهِ : وَأَحْسَنُ مَقْرُونَيْنِ فِي عَيْنِ نَاظِرٍ جَلَالَةُ قَدْرٍ فِي ثِيَابِ تَوَاضَعِ وَأَحْسَنُ مِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الْعِرَاقِيِّينَ يَمْدَحُ رَجُلًا : فَتًى كَانَ عَذْبَ الرُّوحِ لَا مِنْ غَضَاضَةٍ وَلَكِنَّ كِبْرًا أَنْ يَكُونَ بِهِ كِبْرُ وَقَالَ الْبُحْتُرِيُّ : وَإِذَا مَا الشَّرِيفُ لَمْ يَتَوَاضَعْ لِلْأَخِلَّاءِ فَهُوَ عَيْنُ الْوَضِيعِ وَقَالَ ابْنُ عَبْدُوسٍ : كُلَّمَا تَوَقَّرَ الْعَالِمُ وَارْتَفَعَ كَانَ الْعُجْبُ إِلَى صَاحِبِهِ أَسْرَعُ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ بِتَوْفِيقِهِ وَنَزَعَ حُبِّ الرِّيَاسَةِ عَنْ نَفْسِهِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ ، نا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، نا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ رَآهُ يَتَّبِعُ الْأَحَادِيثَ : اتَّقِ اللَّهَ وَارْضَ بِالدُّونِ مِنَ الْمَجَالِسِ وَلَا تُؤْذِ أَحَدًا ؛ فَإِنَّهُ لَوْ مَلَأَ عِلْمُكَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ مَعَ الْعُجْبِ مَا زَادَكَ اللَّهُ بِهِ إِلَّا سِفَالًا وَنَقْصًا
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ نا مُحَمَّدٌ نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، نا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : قَالَ عُمَرُ ، أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَهْلِكُوا فِيهِ ثَلَاثُ خِلَالٍ : شُحٌّ مُطَاعٌ ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، نا عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ أَبِي عَقِيلٍ ، نا يَغْنُمُ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ ، فَأَمَّا الْمُهْلِكَاتُ فَشُحٌّ مُطَاعٌ ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ ، وَالثَّلَاثُ الْمُنْجِيَاتُ تَقْوَى اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالسَّخَطِ ، وَالِاقْتِصَادُ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ قَاسِمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَا : نا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ ، نا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ الْمُقْرِئُ ، نا أَبُو شِهَابٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْمًا أَنْ يَخْشَى اللَّهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَنْ يُعْجَبَ بِعَمَلِهِ قَالَ أَبُو عُمَرَ : إِنَّمَا أَعْرِفُهُ بِعَمَلِهِ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ : عَلَامَةُ الْجَهْلِ ثَلَاثٌ : الْعُجْبُ وَكَثْرَةُ الْمَنْطِقِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ وَأَنْ يَنْهَى عَنْ شَيْءٍ وَيَأْتِيَهُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثِ : سَأَلْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ التَّوَاضُعِ ، فَقَالَ : أَنْ تَخْضَعَ لِلْحَقِّ وَتَنْقَادَ لَهُ مِمَّنْ سَمِعْتَهُ وَلَوْ كَانَ أَجْهَلَ النَّاسِ لَزِمَكَ أَنْ تَقْبَلَهُ مِنْهُ وَقَالُوا : الْعُجْبُ يَهْدِمُ الْمَحَاسِنَ ، وَعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : الْإِعْجَابُ آفَةُ الْأَلْبَابِ وَقَالَ غَيْرُهُ : إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ دَلِيلٌ عَلَى ضِعْفِ عَقْلِهِ وَلَقَدْ أَحْسَنَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ حَيْثُ يَقُولُ : الْمَالُ آفَتُهُ التَّبْذِيرُ وَالنَّهْبُ وَالْعِلْمُ آفَتُهُ الْإِعْجَابُ وَالْغَضَبُ وَقَالُوا : مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ذَلَّ ، وَمَنِ اسْتَغْنَى بِعَقْلِهِ زَلَّ ، وَمَنْ تَكَبَّرَ عَلَى النَّاسِ ذَلَّ وَمَنْ خَالَطَ الْأَنْذَالَ حُقِّرَ وَمَنْ جَالِسَ الْعُلَمَاءَ وُقِّرَ وَقَالُوا : لَا تَرَى الْمُعْجَبَ إِلَّا طَالِبًا لِلرِّئَاسَةِ ، وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ : مَا مِنْ أَحَدٍ أَحَبَّ الرِّئَاسَةَ إِلَّا حَسَدَ وَبَغَى وَتَتَبَّعَ عُيُوبَ النَّاسِ وَكَرِهَ أَنْ يُذْكَرَ أَحَدٌ بِخَيْرٍ وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ : وَاللَّهِ مَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ إِلَّا بِحُبِّ الرِّئَاسَةِ وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ : أَأُخَيُّ مَنْ عَشِقَ الرِّئَاسَةَ خِفْتُ أَنْ يَطْغَى وَيُحْدِثَ بِدْعَةً وَضَلَالَا وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ : حُبُّ الرِّئَاسَةِ أَطْغَى مَنْ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى بَغَى بَعْضُهُمْ فِيهَا عَلَى بَعْضِ . وَلِي فِي هَذَا الْمَعْنَى : حُبُّ الرِّئَاسَةِ دَاءٌ يَحْلِقُ الدُّنْيَا وَيَجْعَلُ الْحُبَّ حَرْبًا لِلْمُحِبِّينَا يَفْرِي الْحَلَاقِيمَ وَالْأَرْحَامَ يَقْطَعُهَا فَلَا مُرُوءَةَ تُبْقِي وَلَا دِينَا مَنْ دَانَ بِالْجَهْلِ أَوْ قَبِلَ الرُّسُوخَ فَمَا تُلْفِيهِ إِلَّا عَدُوًّا لِلْمُحِقِّينَا يَشْنَا الْعُلُومَ وَيَقْلِي أَهْلَهَا حَسَدًا ضَاهَى بِذَلِكَ أَعْدَاءَ النَّبِيِّينَا
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ : سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ خَلَفٍ يَقُولُ : وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَإِزَالَةُ الْجِبَالِ الرُّوَاسِيِّ أَيْسَرُ مِنْ إِزَالَةِ الرِّيَاسَةِ وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ الْبَصْرِيُّ الْمُتَكَلِّمُ : إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا أَقُولُ وَمَا تَقُولُ فَأَنْتَ عَالِمُ أَوْ كُنْتَ تَجْهَلُ ذَا وَذَاكَ فَكُنْ لِأَهْلِ الْعِلْمِ لَازِمَ أَهْلُ الرِّيَاسَةِ مَنْ يُنَازِعُهُمْ رِيَاسَتَهُمْ فَظَالِمُ لَا تَطْلُبَنَّ رِيَاسَةً بِالْجَهْلِ أَنْتَ لَهَا مُخَاصِمُ لَوْلَا مَقَامُهُمْ رَأَيْتَ الدِّينَ مُضْطَرِبَ الدَّعَائِمِ وَهَذَا مَعْنَاهُ فِيمَنْ رَأَسَ بِحَقٍّ وَعِلْمٍ صَحِيحٍ أَنْ لَا يُحْسَدَ وَلَا يُبْغَى عَلَيْهِ وَلِلْخَلِيلِ بْنِ أَحْمَدَ : لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا أَقُولُ عَذَرْتَنِي أَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا تَقُولُ عَذَلْتُكَا لَكِنْ جَهِلْتَ مَقَالَتِي فَعَذَلْتَنِي وَعَلِمْتُ أَنَّكَ جَاهِلٌ فَعَذَرْتُكَا وَقَالَ الثَّوْرِيُّ : مَنْ أَحَبَّ الرِّيَاسَةَ فَلْيُعِدْ رَأْسَهُ لِلنِّطَاحِ وَقَالَ بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ : تَغَايَرَ النَّاسُ فِيمَا لَيْسَ يَنْفَعُهُمْ وَفَرَّقَ النَّاسَ آرَاءٌ وَأَهْوَاءُ وَقَالَ آخَرُ : حُبُّ الرِّيَاسَةِ دَاءٌ لَا دَوَاءَ لَهُ وَقَلَّ مَا تَجِدُ الرَّاضِينَ بِالْقَسْمِ
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ أَحْمَدَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى قَالَا : نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نُعْمَانَ ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَرْوَانَ ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ ، نا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ : كُنْتُ أَتَمَنَّى الرِّيَاسَةَ ، وَأَنَا شَابٌّ وَأَرَى الرَّجُلَ عِنْدَ السَّارِيَةِ يُفْتِي فَأَغْبِطُهُ فَلَمَّا بَلَغْتُهَا عَرَفْتُهَا وَقَالَ الْمَأْمُونُ : مَنْ طَلَبَ الرِّيَاسَةَ بِالْعِلْمِ صَغِيرًا فَاتَهُ عِلْمٌ كَثِيرٌ وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ : الْكَلْبُ أَكْرَمُ عِشْرَةً وَهُوَ النِّهَايَةُ فِي الْخَسَاسَةِ مِمَّنْ تَعَرَّضَ لِلرِّيَاسَةِ قَبْلَ إِبَّانِ الرِّيَاسَةِ وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا مِنَ الْمَسْجِدِ فَاتَّبَعَهُ النَّاسُ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ : أَيُّ قَلْبٍ يَصْلُحُ عَلَى هَذَا ؟ ثُمَّ قَالَ : خَفْقُ النِّعَالِ مَفْسَدَةٌ لِقُلُوبٍ نَوْكَى الرِّجَالِ وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هِيَ مَفْسَدَةٌ لِلْمَتْبُوعِ مَذَلَّةٌ لِلتَّابِعِ
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ : نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ : مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِلْعَمَلِ كَسَرَهُ , وَمَنْ تَعَلَّمَهُ لِغَيْرِ الْعَمَلِ زَادَهُ فَخْرًا