حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ رَشِيقٍ رَحِمَهُ اللَّهُ , نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ بِمِصْرَ نا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ الْجَوْزَجَانِيُّ قَالَ : ثنا يَحْيَى ، أنا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ ، يَا يُونُسُ ، لَا تُكَابِرِ الْعِلْمَ ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ أَوْدِيَةٌ , فَأَيُّهَا أَخَذْتَ فِيهِ قَطَعَ بِكَ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَهُ وَلَكِنْ خُذْهُ مَعَ الْأَيَّامِ وَاللَّيَالِي ، وَلَا تَأْخُذِ الْعِلْمَ جُمْلَةً ؛ فَإِنَّ مَنْ رَامَ أَخْذَهُ جُمْلَةً ذَهَبَ عَنْهُ جُمْلَةً وَلَكِنِ الشَّيْءُ بَعْدَ الشَّيْءِ مَعَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ
وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ ، نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو ، أنا ابْنُ وَهْبٍ ، ثنا يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ شِهَابٍ ، يَا يُونُسَ لَا تُكَابِرْ هَذَا الْعِلْمَ ؛ فَإِنَّمَا هُوَ أَوْدِيَةٌ فَأَيُّهَا أَخَذْتَ فِيهِ قَبْلَ أَنْ تَبْلُغَهُ قَطَعَ بِكَ وَلَكِنْ خُذْهُ مَعَ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ وَذَكَرَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بَعْضَ هَذَا الْكَلَامِ ، وَرِوَايَةُ يُونُسَ أَتَمُّ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْأَنْصَارِيُّ نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ الْقَاضِي قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : كَانَ الزُّهْرِيُّ ، يُحَدِّثُ ثُمَّ يَقُولُ : هَاتُوا مِنْ أَشْعَارِكُمْ هَاتُوا مِنْ أَحَادِيثِكُمْ , فَإِنَّ الْأُذُنَ مَجَّاجَةٌ وَالنَّفَسَ حَمْضَةٌ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ : وَصَلْتُ بِالْعِلْمِ وَكَسَبْتُ بِالْمِلْحِ وَقَالُوا : مَنْ رَقَّ وَجْهُهُ رَقَّ عِلْمُهُ
وَذَكَرَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : الْأُذُنُ مَجَّاجَةٌ وَالنَّفْسُ حَمْضَةٌ ، فَأَفِيضُوا فِي بَعْضِ مَا يَخِفُّ عَلَيْنَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، ثنا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغٍ ، نا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْرٍ ، عَنِ النَّجِيبِ بْنِ السَّرِيِّ قَالَ : قَالَ لِي عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَجِمُّوا هَذِهِ الْقُلُوبَ وَاطْلُبُوا لَهَا طَرَائِفَ الْحِكْمَةِ ؛ فَإِنَّهَا تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ الْأَبْدَانُ
وَذَكَرَ ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : كَانَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ : هَاتُوا مِنْ أَحَادِيثِكُمْ هَاتُوا مِنْ أَشْعَارِكُمْ ، فَإِنَّ الْأُذُنَ مَجَّاجَةٌ وَالنَّفْسَ حَمْضَةٌ قَالَ أَبُو عُمَرَ : لَقَدْ أَحْسَنَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ حَيْثُ يَقُولُ فِي مِثْلِ مَعْنَى هَذَا الْبَابِ : لَا يُصْلِحُ النَّفْسَ إِذَا كَانَتْ مُصَرَّفَةً إِلَّا التَّنَقُّلُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالِ لَا تَلْعَبَنَّ بِكَ الدُّنْيَا وَأَنْتَ تَرَى مَا شِئْتَ مِنْ عِبَرٍ فِيهَا وَأَمْثَالِ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى ، نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ ، نا سُحْنُونُ بْنُ سَعِيدٍ ، أنا ابْنُ وَهْبٍ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنِ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ قَالَ : كَانَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِذَا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ مِنَ الْمَسَائِلِ قَالَ : إِنَّ لِحَدِيثِ الْعَرَبِ وَحَدِيثِ النَّاسِ نَصِيبًا مِنِ الْحَدِيثِ فَلَا تُكْثِرُوا عَلَيْنَا مِنْ هَذَا
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ ، وَأَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عَقِيلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : رَوِّحُوا الْقُلُوبَ سَاعَةً وَسَاعَةً
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، ثنا ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ ح وَأَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ ، نا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَا : نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِيُّ ، نا وَكِيعٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، نا أَبُو خَالِدٍ الْوَالِبِيُّ قَالَ : كُنَّا نُجَالِسُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَيَتَنَاشَدُونَ الْأَشْعَارَ وَيَتَذَاكَرُونَ أَيَّامَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
وَقَرَأْتُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ نَصْرٍ أَنَّ قَاسِمَ بْنَ أَصْبَغَ ، أَخْبَرَهُمْ , نا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ ، نا الْحُمَيْدِيُّ ، نا سُفْيَانُ ، ثنا الْأَعْمَشُ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ شَقِيقَ بْنَ سَلَمَةَ يَقُولُ : خَرَجَ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ : إِنِّي لَأُخْبَرُ بِمَجْلِسِكُمْ فَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا كَرَاهِيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا
وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، نا الْهِزَّانِيُّ ، نا الرِّيَاشِيُّ ، ثنا الْأَصْمَعِيُّ قَالَ : قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ ، الْعِلْمُ نُتَفٌ
رَوَاهُ ثَعْلَبٌ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ قَالَا : قَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ ، الْحَقُّ نُتَفٌ
قَالَ ثَعْلَبٌ : وَحُدِّثْتُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَوْصِلِيِّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى الْأَصْمَعِيِّ ، فَرَأَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قِمَطْرًا فَقُلْتُ : هَذَا عِلْمَكَ كُلُّهُ فَقَالَ : إِنَّ هَذَا مِنْ حَقٍّ لَكَثِيرٌ وَرُوِّينَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : الْعِلْمُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَى فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحْسَنَهُ وَعَنِ الشَّعْبِيِّ مِثْلُهُ
أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ ، لِابْنِ أَغْنَسَ : مَا أَكْثَرَ الْعِلْمَ وَمَا أَوْسَعَهْ مَنْ ذَا الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يَجْمَعَهُ إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ لَهُ طَالِبًا مُحَاوِلًا فَالْتَمِسْ أَنْفَعَهْ وَأَحْسَنُ مِنْ هَذَا قَوْلُ مَنْصُورٍ الْفَقِيهِ : قَالُوا خُذِ الْعَيْنَ مِنْ كُلٍّ فَقُلْتُ لَهُمُ فِي الْعَيْنِ فَضْلٌ وَلَكِنْ نَاظِرُ الْعَيْنِ حَرْفَانِ فِي أَلْفِ طُومَارَ مُسَوَّدَةٍ وَرُبَّمَا لَمْ تَجِدْ فِي الْأَلْفِ حَرْفَيْنِ وَكَانَ يُقَالُ : الْعَالِمُ النَّبِيلُ الَّذِي يَكْتُبُ أَحْسَنَ مَا يَسْمَعُ وَيَحْفَظُ أَحْسَنَ مَا يَكْتُبُ وَيُحَدِّثُ بِأَحْسَنَ مَا يَحْفَظُ