قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : حَدَّثَنِي مَنْ ، سَمِعَ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، قَالَ : قَدْ قَالَ اللَّهُ لِأُولِي الْأَلْبَابِ أَنْ يَعْتَزِلُوا فَقَالَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : قَدْ جَاءَ تَأْوِيلُ هَذِهِ بِآيَةٍ {{ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ }}
قَالَ : وَسَمِعْتُ مَالِكًا ، يُحَدِّثُ ، قَالَ : أَنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَكُونُ لَهُ الْمُصَلَّى مِنَ الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِيهِ , فَإِذَا وُصِفَ بِهِ انْتَقَلْ مِنْهُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يُنْسَبَ إِلَيْهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكٌ ، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَرَقًا لَا شَوْكَ فِيهِ ، فَهُمُ الْيَوْمَ شَوْكٌ لَا وَرَقَ فِيهِ ، إِنْ نَقَدْتَهُمْ وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يُبْرِئُوكَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ , عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالَ : ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ، فَقَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ، قَالَ : إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ : إِنَّ الْيَأْسَ غِنًى ، وَإِنَّ الطَّمَعَ فَقْرٌ حَاضِرٌ ، وَإِنَّ الْعُزْلَةَ رَاحَةٌ مِنْ خُلَّاطِ السُّوءِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالَ : كَانَ أَبِي ، يُحَدِّثُ عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : لَوَدِدْتُ إِذَا مِتُّ كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ مَوْلَى زَائِدَةَ وَغَيْرُهُ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ , عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَتْ حِينَ حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ : لَيْتَنِي لَمْ أُخْلَقْ وَلَيْتَنِي كُنْتُ شَجَرَةً أُسَبِّحُ وَأَقْضِي مَا عَلَيَّ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ يُحَدِّثُ ، أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فِي نِسْوَةِ وَذُكُورِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَتْ : نَحْنُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , ثُمَّ لَمْ نُحْدِثْ بَعْدَ ذَلِكَ أَوْ نَحْوَ هَذَا ، فَانْقَلَبَتْ فَرَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّهُ قِيلَ لَهَا : أَنْتِ الْمُتَأَلِّيَةُ عَلَى اللَّهِ ؟ كَيْفَ بِكِ وَأَنْتِ تَقُولِينَ فِيمَا لَا يَعْنِيكِ وَتبْخَلِينَ بِمَا لَا يُغْنِيكِ وَتَمْنَعِينَ مَاعُونَ بَيْتِكِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ ، قَالَ : قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، مَا نَرَاكَ نَبْدَأُكَ بِشَيْءٍ تَكْرَهُهُ ، فَقَالَ : إِنْ لَمْ يَكُنْ لَنَا فِيمَا يُكْرَهُ خَيْرٌ لَمْ يَكُنْ لَنَا فِيمَا يُسِرُّ خَيْرٌ , قَالَ : فَذَهَبْتُ لِأَعْتَذِرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَهْ ، إِنَّ الِاعْتِذَارَ مُخَالَطَةُ الْكَذِبِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، قَالَ : كَانَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ ، ظَلَمَنِي مَظْلِمَةً , قَالَ : فَذَكَرْتُهُ يَوْمًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَنِلْتُ مِنْهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : مَهْ , فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ يَظْلِمُ الرَّجُلَ بِالْمَظْلِمَةِ فَلَا يَزَالُ الْمَظْلُومُ حَتَّى يَكُونَ عَلَيْهِ الْفَضْلُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ، عَنْ أَبَانَ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : مَنِ اغْتِيبَ عِنْدَهُ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ وَهُوَ يَسْتَطِيعُ نَصْرَهُ فَنَصَرَهُ ، نَصَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ نَصْرَهُ فَلَمْ يَنْصُرْهُ أَدْرَكَهُ اللَّهُ بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ عِيسَى ، قَالَ : كَانَ ابْنُ مَرْيَمَ يَقُولُ : ابْنَ آدَمَ الضَّعِيفَ عَلِّمْ نَفْسَكَ الصَّمْتَ كَمَا تُعَلِّمُهَا الْكَلَامَ ، وَكُنْ مَكِينًا حَتَّى تَسْمَعَ ، وَلَا تَكُنْ مِضْحَاكًا فِي غَيْرِ عُجْبٍ ، وَلَا هَشًّا فِي غَيْرِ أَرَبٍ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَنَّ رَجُلًا ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَسْتَ أَكْرَمَنَا أَبًا وَأُمًّا وَنَفْسًا وَعَشِيرَةً ؟ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : كَمْ دُونَ لِسَانِكَ مِنْ طَبَقٍ ؟ ، فَقَالَ : أَرْبَعَةٌ ، شَفَتَايَ وَأَسْنَانِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا كَانَ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَا يَرُدُّ عَنَّا غَيْبَ لِسَانِكَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَا أُعْطِيَ عَبْدٌ فِي الدُّنْيَا شَرٌّ مِنْ طَلَاقَةِ لِسَانٍ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، قَالَ : رُبَّ مُتَكَلِّمٍ بِكَلَامٍ لَوْ يَعْلَمُ مَا يُجَابُ بِهِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : الْهَمَّازُونَ ، وَاللَّمَّازُونَ ، وَالْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ ، وَالْمُحِبُّونَ لِلْبَرَاءِ الْعَيْبَ ، يَحْشُرُهُمُ اللَّهُ فِي وُجُوهِ الْكِلَابِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مِقْسَمٍ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ الْمُجَمِّرِ ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ سُئِلَ عَنِ الْغِيبَةِ ، فَقَالَ : أَنْ تَذْكُرَ أَخَاكَ بِأَسْوَأِ شَيْءٍ وَتَدَعَ أَحْسَنَهُ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ , عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ نَزْرًا , وَأَنْتُمْ تَنْثُرُونَ الْكَلَامَ نَثْرًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّهُ قَالَ : شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ الَّذِينَ يَتَّقُونَ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ثَبَاتُ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : يُقَالُ : مَنِ اسْتَاكَ الرَّفَثَ فِي الدُّنْيَا سَالَ فِيهِ قَيْحًا وَدَمًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ كَانَ يَقُولُ : كَافِئْ بِالْحَسَنَةِ مِثْلَهَا ، وَلَا تُكَافِئْ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ , كَفَاكَ بِالْمُسِيءِ عَمَلُهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَتْرُكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا , وَيَتْرُكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ لَاعِبًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ قِيلَ وَقَالَ مِنَ الْأَحَادِيثِ ، وَلَا كَثْرَةَ السُّؤَالِ مِنَ النَّاسِ ، وَلَا يُحِبُّ الْمُخْتَالَ ، وَلَا الْجَافِيَ ، وَلَا الْمَنَّانَ الَّذِي يَمُنُّ بِالْقَلِيلِ ، قَالَ : وَلَا أُحِبُّ الذَّوَّاقَ مِنَ الرِّجَالِ ، وَلَا الذَّوَّاقَةَ مِنَ النِّسَاءِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , سَبَّابًا ، وَلَا فَحَّاشًا ، وَلَا لَعَّانًا , وَكَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْمَعْتَبَةِ مَا لَهُ تَرِبَتْ جَبِينُهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي يُونُسَ ، مَوْلَى عَائِشَةَ ، أَنَّ عَائِشَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ قَالَتِ : اسْتَأْذَنَ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : بِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ ، قَالَتْ : فَلَمَّا دَخَلَ تَبَسَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ خَرَجَ الرَّجُلُ وَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ اسْتَأْذَنَ : نِعْمَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ فَلَمَّا دَخَلَ لَمْ يَنْبَسِطْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَمَا انْبَسَطَ إِلَى الْآخَرِ وَلَمْ يَهَشَّ لَهُ كَمَا هَشَّ لَهُ ، قَالَتْ : فَلَمَّا خَرَجَ قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ لِفُلَانٍ مَا قُلْتَ وَهَشَشْتَ لَهُ ، وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ وَقُلْتَ لِفُلَانٍ مَا قُلْتَ ، ثُمَّ لَمْ أَرَكَ صَنَعْتَ بِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، قَالَ : يَا عَائِشَةُ إِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ مَنِ اتُّقِيَ لِفُحْشِهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، أَنَّ رَجُلًا ، سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ لَهُ : رَجُلٌ كَثِيرُ الْعَمَلِ ، كَثِيرُ الذُّنُوبِ أَعْجَبُ إِلَيْكَ ، أَمْ رَجُلٌ قَلِيلُ الْعَمَلِ ، قَلِيلُ الذُّنُوبِ ؟ فَقَالَ : لَا أَعْدِلُ بِالسَّلَامَةِ
قَالَ : وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ، يُحَدِّثُ عَنْ رَجُلٍ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : مَا خَاصَمْتُ أَحَدًا قَطُّ
قَالَ : وَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، كَانَ يَقُولُ : إِنَّ الْخَاصِمَ مُلْفِحٌ
قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَالَ : إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ
قَالَ : وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ كَانَ يَقُولُ : لَا أُسَابُّ أَحَدًا أَبَدًا تَرَكَنِي أَدْخَلُ بَيْتِي فَلْيَقُلْ مَا بَدَا لَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَالَ : مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ يُحَدِّثُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، يَقُولُ : لَقَدْ أَدْرَكْتُ النَّاسَ وَمَا يُعْجِبُهُمُ الْقَوْلُ , إِنَّمَا كَانُوا يُعْجَبُونَ بِالْفِعْلِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أُسَيْدٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ النَّخَعِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : خُذُوا مِنْ هَذَا الْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يَنْفَدَ قَالَ رَجُلٌ : وَكَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , وَكِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ؟ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , ثُمَّ قَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، وَهَلْ هَلَكَ أَهْلُ التَّوْرَاةِ ، وَالْإِنْجِيلِ إِلَّا وَالتَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ؟ فَهَلْ أَغْنَتْ عَنْهُمْ شَيْئًا ؟
قَالَ : وَأَخْبَرَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي حَفْصٍ الدِّمَشْقِيِّ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ , وَالْخَيْرُ عَادَةٌ , وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا فَقُهَ فِي الدِّينِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرَ ، قَالَ : قَالَ كَعْبٌ : لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ ؛ فَإِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِيَ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرَ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : اتَّقُوا النَّمِيمَةَ ؛ فَإِنَّ صَاحِبَهَا لَا يَسْتَرِيحُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ لِسَانَيْنِ مِنَ النَّارِ ، وَالْغِيبَةُ تُحْبِطُ الْعَمَلَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرَ ، عَنْ كَعْبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : مَنْ لَعَنَ شَيْئًا مِنْ غَيْرِ ذَنْبِهِ لَمْ تَزَلِ اللَّعْنَةُ تَرَدَّدُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى تَلْزَمَ تَرْقُوَةَ صَاحِبِهَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ ، وَقَفَ عَلَى قَوْمٍ يَتَذَاكَرُونَ عَظَمَةَ اللَّهِ فَقَالَ لَهُمْ : إِنَّ قَوْمًا أَسْكَتَتْهُمْ خَشْيَةُ اللَّهِ ، وَإِنَّهُمْ لَهُمُ النُّبَلَاءُ الْعُقَلَاءُ الْفُصَحَاءُ ، فَإِذَا ذَكَرُوا عَظَمَةَ اللَّهِ طَاشَتْ عُقُولُهُمْ , فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُمْ فَزِعُوا إِلَى اللَّهِ بِالْأَعْمَالِ الزَّاكِيَّةِ , فَأَيْنَ أَنْتُمْ مِنْهُمْ ؟
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي . . . . ، عَنِ الْحَسَنِ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : أَرْبَعٌ لَا يُصِبْنَ إِلَّا بِعَجَبٍ : أَوَّلُهُنَّ الصَّمْتُ ، وَهُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ ، وَذِكْرُ اللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ، وَالتَّوَاضُعُ ، وَقِلَّةُ الشَّيْءِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : سُئِلَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ : أَيُّ عَمَلِكَ أَوْثَقُ فِي نَفْسِكَ ؟ قَالَ : تَرْكِي مَا لَا يَعْنِينِي
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , قَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قُلْ لِي قَوْلًا يَنْفَعُنِي ، وَلَا تُكْثِرُ عَلَيَّ فَأَنْسَى ، فَقَالَ لَهُ : أَمْسِكْ لِسَانَكَ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ ، وَقَالَ : خِيَارُكُمُ الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ ، وَشِرَارُكُمُ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ . . . . أَنَّ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَخَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ مُدْلِعٌ لِسَانَهُ يَجْبِذُهُ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا تَصْنَعُ بِلِسَانِكَ يَا خَلِيفَةَ رَسَولِ اللَّهِ ؟ ، فَقَالَ : هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَارِدَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : دَعْ مَا لَسْتَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ ، وَلَا تَنْطِقْ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ ، وَاخْزِنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزِنُ وَرِقَكَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى : إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ ، وَاللَّيْثُ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ , أَنَّهُ قَالَ : طُوبَى لِمَنْ عَمِلَ بِعِلْمٍ ، وَأَنْفَقَ مِنْ فَضْلِ مَالِهِ ، وَأَخْزَنَ فَضْلَ كَلَامَهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ ، أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ ، بَيْنَا وَهُوَ يُحَدِّثُ قَوْمًا يَوْمًا إِذْ أَفَاضُوا فِي ذِكْرِ الدُّنْيَا قَالَ : قَدْ فَرَغْتُمْ ؟ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُفْتَحَنَّ عَلَيْكُمْ دُنْيَا تَأْكُلُ الْإِيمَانَ كَمَا تَأْكُلُ . . . . . . .
قَالَ : وَأَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، أَنَّ رَجُلًا ، مِنَ الْأَنْصَارِ مَرَّ عَلَى مَجْلِسِ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ : تَطَهَّرُوا فَإِنَّ بَعْضَ مَا تَقُولُونَ شَرٌّ مِنَ الْحَدَثِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ سَمْعَانَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَالَ : ثَلَاثَةٌ لَا يُرِيحُونَ رِيحَ الْجَنَّةِ : رَجُلٌ كَذَبَ عَلَى رَجُلٍ كَذِبًا ، أَوْ قَالَ : رَأَيْتُ مَا لَمْ يَرَ ، وَرَجُلٌ ادُّعِيَ لِغَيْرِ أَبِيهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَابَاهَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : أَلَا أُنْذِرُكُمْ فُضُولَ الْكَلَامِ ؟ بِحَسْبِ أَحَدِكُمْ مَا بَلَغَ حَاجَتَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ إِذْ عَثَرَ بِهِ الْحِمَارُ ، فَقَالَ : تَعِسْتَ ، فَقَالَ صَاحِبُ الْيَمِينِ : مَا هِيَ بِحَسَنَةٍ فَأَكْتُبُهَا . وَقَالَ صَاحِبُ الشِّمَالِ : مَا هِيَ بِسَيِّئَةٍ فَأَكْتُبُهَا . فَقَالَ صَاحِبُ الشِّمَالِ : مَا تَرَكَ صَاحِبُ الْيَمِينِ فَأَكْتُبُهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَالْكُفْرُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ ، وَلَا يَجْتَمِعُ الْكَذِبُ وَالصِّدْقُ جَمِيعًا ، وَلَا تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَالْأَمَانَةُ جَمِيعًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنَا وَشُعَيْبٌ ، فَاعْتَذَرَ ( . . . . . . ) غَيْرَ مُعْتَذَرٍ إِنَّ الِاعْتِذَارَ مُخَالَطَةُ الْكَذِبِ أَوْ يُخَالِطُهُ الْكَذِبُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي قَيْسٌ ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ( . . . ) فِي الدُّنْيَا وَيُحْرَمُ بِهِنَّ فِي الْآخِرَةِ ، مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ الْفُحْشُ وَالشُّحُّ ، وَهُنَّ مِمَّا يَزِدْنَ بِهِنَّ الْعَبْدَ فِي الدُّنْيَا وَيُدْرِكُ بِهِنَّ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْحَظِّ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ ، إِنَّ الْحَيَاءَ وَالْعِيَّ عِيُّ اللِّسَانِ ، لَا عِيَّ الْقَلْبِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : يَا عَائِشَةُ إِنَّ الْحَيَاءَ لَوْ كَانَ رَجُلًا كَانَ رَجُلًا صَالِحًا ، وَإِنَّ الْعُجْبَ لَوْ كَانَ رَجُلًا كَانَ رَجُلَ سُوءٍ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ : إِنَّ الْجَنَّةَ حَرَامٌ عَلَى كُلِّ فَاحِشٍ أَنْ يَدْخُلَهَا ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنْ أَبِي الْأَشْهَبِ عَنِ الْحَسَنِ ، فِي هَذِهِ . . . قَالَ : الْفَاحِشُ اللَّئِيمُ الضَّرِيبَةِ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ . . . كُلُّهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ ، . . . ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يُسَبَّ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، فَإِنَّهُ لَا يَصِلُ إِلَيْهِمْ وَتُؤْذُونَ الْأَحْيَاءَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ ، وَابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , أَنَّهُ قَالَ : الْغَضَبُ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ الْإِنْسَانِ تُوقَدُ ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ ، فَإِذَا حَسَّ أَحَدُكُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَجْلِسْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ مَيْسَرَةَ ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : الْغَضَبُ طَعَنَاتٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ، أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ تَدُرُّ أَوْدَاجُهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنْ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا ، لَقِيَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي مَا يُقَرِّبُ مِنْ رِضَا اللَّهِ وَيُبْعِدُ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ ، فَقَالَ : لَا تَغْضَبْ . قَالَ : الْغَضَبُ مَا يَبْدَأُهُ وَمَا يُعِيدُهُ ؟ قَالَ : التَّعَزُّزُ ، وَالْحَمِيَّةُ ، وَالْكِبْرِيَاءُ ، وَالْعَظَمَةُ . قَالَ : فَغَيْرُ ذَلِكَ أَسْأَلُكَ عَنْهُ . قَالَ : سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ ، الزِّنَا مَا يَبْدَأُهُ وَمَا يُعِيدُهُ ، قَالَ : النَّظَرُ فَيَقَعُ فِي الْقَلْبِ , وَلَا تُكْثِرُوا الْخَطْوَ إِلَى اللَّهْوِ وَالْغِنَا فَتَكْثُرَ الْغَفْلَةُ ، وَالْخَطِيئَةُ ، وَلَا تُدِمِ النَّظَرَ إِلَى مَا لَيْسَ لَكَ فَإِنَّهُ لَيْسَ يَفْتِنُكَ مَا لَمْ تَرَ وَلَمْ يُؤْذِكَ مَا لَمْ تَسْمَعْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي . . . قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : رُبَّمَا غَضِبَ الْمُؤْمِنُ غَضْبَةً تُقْحِمُهُ قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ، عَنْ غَالِبِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، إِذَا مَسَّهُمْ . . . الْغَضَب
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : مَا يَجْرَعُ عَبْدٌ جَرْعَتَينِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ كَتَمَهَا رَجُلٌ أَوْ جَرْعَةِ غَضَبٍ رَدَّهَا
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَى اللَّهِ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ ، الْمُفَيْهِقُونَ ، الْمُتَشَادِّقُونَ ، قَالُوا : وَمَا الْمُفَيْهِقُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الْمُسْتَكْبِرُونَ قَالَ عُقْبَةُ : وَالثَّرْثَارُونَ الَّذِينَ يُكْثِرُونَ مِنَ الْحَدِيثِ فِي خَوْضِ الْبَاطِلِ وَالْمُتَشَادِّقُونَ الَّذِينَ يَشَّدَّقُونَ فِي الْحَدِيثِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ رَافِعٍ الْقَيْسِيِّ ، قَالَ : كَانَ أَشْيَاخُنَا يَنْهَوْنَ الرَّجُلَ أَنْ يَبْتَئِسَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , عَلَيْهِ السَّلَامُ , أَنَّهُ قَالَ : حَسْبُ امْرِئٍ مِنَ السُّوءِ إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللَّهُ أَنْ يُشِيرَ النَّاسُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , يَقُولُ : إِنَّ الْمُسْلِمَ الْمُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجَةَ الصُّوَّامِ الْقُوَّامِ بِآيَاتِ اللَّهِ بِحُسْنِ خُلُقِهِ وَكَرَمِ ضَرِيبَتِهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الْإِنْسَانُ الْخُلُقُ الْحَسَنُ ، وَإِنَّ شَرَّ مَا أُعْطِي الْإِنْسَانُ الْخُلُقُ السَّيِّئُ فِي صُورَةِ الْحَسَنَةِ , قَالَ : وَمَا كَرِهْتَ أَنْ يَعْلَمَهُ النَّاسُ إِذَا عَمِلْتَهُ فَلَا تَعْمَلْهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَشْهَلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ ، قَالَ : كَانَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ الَّتِي كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ : بُنَيَّ لَا تَكُنْ حُلْوًا فَتُبْتَلَعَ ، وَلَا مُرًّا فَتُلْفَظَ ، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ زَحْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , يَوْمًا ، فَبَدَرْتُهُ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ ، أَوْ بَدَرَنِي فَأَخَذَ بِيَدِي ، فَقَالَ : يَا عُقْبَةُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَأَهْلِ الْآخِرَةِ : تَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ ، وَتُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، أَلَا وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَيُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ فَلْيَصِلْ ذَا رَحِمِهِ ، قَالَ : وَقَامَ بِهِ فِي النَّاسِ ، فَقَالَ : أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَفْضَلِ أَخْلَاقِ أَهْلِ الدُّنْيَا وَأَهْلِ الْآخِرَةِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ زَحْرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ وَالْخِيَانَةُ فِي النَّارِ ، لَيْسَ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِ الْمَكْرُ وَلَا الْخَدِيعَةُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْأَخْنَسِ الْكَعْبِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , عَنِ الشُّؤْمِ قَالَ : سُوءُ الْخُلُقِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، عَنِ الْحَارِثِ ابْنِ جَمِيلَةَ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : إِنَّ مِنْ أَثْقَلِ الْأَعْمَالِ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُسْنُ الْخُلُقِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، أَنَّهُ مَا وُضِعَ فِي مِيزَانِ عَبْدٍ شَيْءٌ أَفْضَلُ لَهُ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ أَوْ خُلُقٍ صَالِحٍ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ كَثِيرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : إِنَّ مَحَاسِنَ الْأَخْلَاقِ مَخْزُونَةٌ عِنْدَ اللَّهِ , فَإِذَا أَحَبَّ اللَّهُ عَبْدًا مَنَحَهُ مِنْهَا خُلُقًا حَسَنًا أَوْ خُلُقًا صَالِحًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ , وَيَكْرَهُ دَقِيقَهَا وَسَفْسَافَهَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي رَجُلٌ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَأَشْبَهَ الْمُؤْمِنِينَ بِي أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا
قَالَ : وَحَدَّثَنِي رَجُلٌ ، قَالَ : ثَلَاثٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ , فَلَا تَعْتَدَّ بِعَمَلِهِ شَيْئًا , وَرَعٌ يَحْجُزُهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ ، وَخُلُقٌ يُدَارِي بِهِ النَّاسَ ، وَحِلْمٌ يَكُفُّ بِهِ السَّفِيهَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا ، لَمْ يَأْخُذْ أَحَدًا قَطُّ بِيَدِهِ فَيُرْسِلَهُ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَتَّى يَكُونَ الَّذِي أَخَذَ بِيَدِهِ هُوَ يُرْسِلُ يَدَهُ حَيَاءً وَتَكَرُّمًا وَحُسْنَ خُلُقٍ
قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَنْعَمَ ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , تَقُولُ : مَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ عَشَرَةٌ وَقَدْ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ وَلَا تَكُونُ فِي وَلَدِهِ ، وَتَكُونُ فِي وَلَدِهِ وَلَا تَكُونُ فِي أَبِيهِ ، وَتَكُونُ فِي الْعَبْدِ وَلَا تَكُونُ فِي سَيِّدِهِ ، وَيَقْسِمُهَا اللَّهُ لِمَنْ أَحَبَّ : صِدْقُ الْحَدِيثِ ، وَصِدْقُ البَاءِ ، وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ ، وَالْمُكَافَأَةُ ، وَحِفْظُ الْأَمَانَةِ ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ ، وَتذَمُّمٌ لِلصَّاحِبِ ، وإِقْرَاءُ الضَّيْفِ ، وَالْحَيَاءُ رَأْسُهَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَنْعَمَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَغَيْرِهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : اللِّينُ ، وَالْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَالْفُحْشُ ، وَالْبَذَاءُ مِنَ النِّفَاقِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَنْعَمَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَغَيْرِهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ سُئِلَ : أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ ، قَالَ : أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا . قِيلَ : أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ ، قَالَ : أَكْثَرَهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : إِنَّكُمْ لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَسَعُوا النَّاسَ بِأَمْوَالِكُمْ ، فَلْيَسَعْهُمْ مِنْكُمُ السَّلَامُ ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ وَأَدَعَ كُلَّ شَيْءٍ ، قَالَ : قُمْ فِي مَالِكَ وَاعْبُدِ اللَّهَ ، فَإِنَّكَ لَوْ كُنْتَ بَيْنَ جَبَلَيْنِ تَعْبُدُ اللَّهَ لَمْ يَتِرْكَ عَمَلَكَ
قَالَ : وَسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبَ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : كَانَ أَبُو الْجَهْمِ الْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ ، لَا يُجَالِسُ الْأَنْصَارَ ، وَإِذَا ذُكِرَتْ لَهُ الْوَحْدَةُ قَالَ : النَّاسُ شَرٌّ مِنَ الْوَحْدَةِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : كَفَى بِالْمَرْءِ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يُشِيرَ النَّاسُ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي دِينٍ أَوْ دُنْيَا , فَقِيلَ : وَإِنْ يَكُ خَيْرًا ؟ فَقَالَ : وَإِنْ يَكُ خَيْرًا فَهُوَ مَزَلَّةٌ إِلَّا مَا عَصَمَ اللَّهُ ، وَإِنْ يَكُ شَرًّا فَهُوَ شَرٌّ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ الْحَضْرَمِيُّ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ قَالَ فِي أَهْلِ بَدْرٍ حِينَ تَخَلَّفُوا فِي بُيُوتِهِمْ ، وَإِذَا مَرَّ بِالْجِنَازَةِ قَالُوا : مَا لَكَ لَمْ تَحْرِفْ عَنْ دِينِكَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : صَاحِبُ الصِّدْقِ خَيْرٌ مِنَ الْوَحْدَةِ ، وَالْوَحْدَةُ خَيْرٌ مِنْ صَاحِبِ السُّوءِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَنْعَمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ , وَأَقَامَ الصَّلَاةَ , وَآتَى الزَّكَاةَ , وَاعْتَزَلَ النَّاسَ , فَقِيلَ لَهُ : مَا اعْتِزَالُهُ النَّاسَ ؟ قَالَ : يَعْتَزِلُ مَا دَخَلُوا فِيهِ مِنَ الشَّرِّ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَانِتِ الْمُخْبِتِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ الْخُلُقِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَانِتِ الْمُخْبِتِ قَالَ : وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، بِنَحْوِ ذَلِكَ لَا يَرْفَعُهُ
قَالَ : أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ ، قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُطْبَعُ عَلَى كُلِّ طَبْعٍ غَيْرَ الْخِيَانَةِ وَالْكَذِبِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ , وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ وَزَعَمَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ ، أَوْ عَامِرِ بْنِ جَشِيبٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، يَرْفَعُهُ ، قَالَ : مَا مِنْ رَجُلٍ يَكْذِبُ كِذْبَةً مُتَعَمِّدًا إِلَّا حَمَّلَهُ اللَّهُ إِثْمَ مَنْ كَذَبَ بَعْدَ مَا بَعْدَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَلَامٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مِقْسَمٍ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ الْمُجَمِّرِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ أَكْذَبَ النَّاسِ الصُّنَّاعُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّهُ قَالَ : لَيْسَ بِكَاذِبٍ مَنْ دَرَأَ عَنْ نَفْسِهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : مَنْ قَالَ لِصَبِيٍّ : تَعَالَ هَاكَ , ثُمَّ لَمْ يُعْطِهِ شَيْئًا فَهِيَ كِذْبَةٌ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عُلَيٍّ ، قَالَ : قَالَ يَزِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ : إِنَّ الْكَذِبَ يَسْقِي بَابَ كُلِّ شَرٍّ ، كَمَا يَسْقِي الْمَاءُ أُصُولَ الشَّجَرِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، يَرْفَعُهُ ، قَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ وَيَتَكَبَّرُ حَتَّى يُكْتَبَ جَبَّارًا فَيُصِيبُهُ مَا يُصِيبُ الْجَبَابِرَةَ مِنْ عُقُوبَةِ اللَّهِ وَنِقْمَتِهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ ، . . . قَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ الدِّيلِيُّ : إِذَا سَرَّكَ أَنْ يَكْذِبَكَ صَاحِبُكَ فَلْيَكْذِبْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ الْعَجْلَانِ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّهُ قَالَ : مَا حَلَّ مِنَ الْكَذِبِ شَيْءٌ قَطُّ لَا جَادًّا وَلَا هَازِلًا ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَمْتَلِئَ قَلْبُهُ بِرًّا ، وَمَا يَبْقَى مِنْهُ مَوْضِعُ إِبْرَةٍ مِنْ فُجُورٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يَمْتَلِئَ قَلْبُهُ فُجُورًا , فَمَا يَبْقَى فِي قَلْبِهِ مَوْضِعَ إِبْرَةٍ مَنْ بِرٍّ ، الصِّدْقُ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَالْبِرُّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَالْكَذِبُ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَالْفُجُورُ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُ يُقَالُ : صَدَقَ وَبَرَّ وَكَذَبَ وَفَجَرَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ ، يَقُولُ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ وَمَا يُرِيدُ الْكَذِبَ , فَمَا يَزَالُ يَتَمَادَى حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَاذِبِينَ ، فَإِذَا كُتِبَ مِنَ الْكَاذِبِينَ لَمْ يُطِقْ يَنْزَعُ
قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ سَمْعَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ ، وَأَبُو الْحُوَيْرِثِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ ، أَنَّهُ بَلَغَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ , عَلَيْهِ السَّلَامُ , أَنَّهُ قِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ شَحِيحًا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ سَيِّئَ الْخُلُقِ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَهَلْ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ قَالَ : لَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , سُئِلَ ، فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا ؟ فقَالَ : نَعَمْ ، فَقِيلَ : أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا ؟ ، فقَالَ : نَعَمْ ، فَقِيلَ : أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ ، فَقَالَ : لَا
قَالَ : وَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ ، أَنَّهُمْ دَخَلُوا عَلَى أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، يَعُودُونَهُ ، قَالَ : فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ أَصْحَابًا لَهُ وَهُوَ يَعِظُهُمْ ، كَانَ أَكْثَرُ مَا يَقُولُ لَهُمْ : عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَالْبِرُّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ . ثَلَاثٌ مَنْ كَانَ فِيهِمْ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ : الْحَاجُّ ، وَالْغَازِي ، وَمَنْ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : وَحَسِبْتُ الثَّالِثَةَ الْحَجَّ
قَالَ : وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ قَالَ : بِحَسْبِ الْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ
قَالَ : وَسَمِعْتُ مَالِكًا ، يُحَدِّثُ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : لَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَكْذِبُ وَتُنْكَتُ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ حَتَّى يَسْوَدَّ قَلْبُهُ فَيُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْكَاذِبِينَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ عَجْلَانَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ مَوَالِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَدَوِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ ، أَنَّهُ قَالَ : دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَاعِدًا فِي بَيْتِنَا ، فَقَالَتْ : هَا أُعْطِيكَ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ ؟ ، قَالَتْ : أُعْطِيهِ تَمْرًا ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةً
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكٌ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطِيَّةَ أَبِي دِلَافٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ قَالَ : لَا تَنْظُرُوا إِلَى صَوْمِ امْرِئٍ وَلَا إِلَى صَلَاتِهِ ، وَلَكِنِ انْظُرُوا إِلَى مَنْ إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ أَدَّى ، وَإِذَا أَشْفَى وَرِعَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ قَالَ : عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَالْبِرُّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَالْفُجُورُ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُ يُقَالُ : صَدَقَ وَبَرَّ ، وَكَذَبَ وَفَجَرَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : مَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَهُوَ بَاطِلٌ بُنِيَ لَهُ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَهُوَ مُحِقٌّ بُنِيَ لَهُ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ بُنِيَ لَهُ فِي أَعْلَاهَا قَالَ : وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : . . . . . . وَالْكَذِب
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِنْ حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِنْ وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِنِ اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ قَالَ : {{ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ }} ، وَقَالَ : {{ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }}
قَالَ : وَحَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : لَيْسَ الْمُصْلِحُ بِالْكَذَّابِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أَسْمَاءَ ابْنَةِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيَّةِ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , يَخْطُبُ لِلنَّاسِ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا يَحْمِلُكُمْ عَلَى أَنْ تَتَابَعُوا فِي الْكَذِبِ ، كَمَا يَتَتَابَعُ الْفَرَاشُ فِي النَّارِ ، كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلَّا ثَلَاثًا : كَذِبُ الرَّجُلِ عَلَى امْرَأَتِهِ لِيُرْضِيَهَا ، وَرَجُلٌ كَذَبَ بَيْنَ اثْنَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا ، وَرَجُلٌ كَذَبَ فِي خَدِيعَةِ حَرْبٍ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَتْ : مَا كَانَ شَيْءٌ أَبْغَضَ عِنْدَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , مِنَ الْكَذِبِ ( . . . . . . . . . ) مِنْ أَحَدٍ مِنْ شَيْءٍ ، وَإِنْ قَلَّ فَيُخْرِجُ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ حَتَّى تُحْدِثَ لَهُ تَوْبَةً
قَالَ : وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، أَنَّ رَجُلًا ، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْذِبُ امْرَأَتِي ؟ قَالَ : لَا خَيْرَ فِي الْكَذِبِ , فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعِدُهَا وَأَقُولُ لَهَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا جُنَاحَ عَلَيْكَ قَالَ : وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ ، يُحَدِّثُ عَنْهُمْ بِنَحْوِ ذَلِكَ أَيْضًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أُمِّ وَلَدِ مُحْرِزِ بْنِ زُهَيْرٍ ، رَجُلٌ مِنْ أَسْلَمَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَنَّهَا كَانَتْ تَسْمَعُ مُحْرِزًا يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَمَانِ الْكَاذِبِينَ ، قَالَتْ : فَقُلْتُ لَهُ : وَمَا زَمَانُ الْكَاذِبِينَ ؟ قَالَ : زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيهِ الْكَذِبُ فَيَذْهَبُ الَّذِي لَا يُرِيدُ أَنْ يَكْذِبَ ، فَيَتَحَدَّثُ بِحَدِيثِهِمْ ، فَإِذَا هُوَ قَدْ دَخَلَ مَعَهُمْ فِي كَذِبِهِمْ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ وَالْكُفْرُ فِي قَلْبِ امْرِئٍ ، وَلَا يَجْتَمِعُ الصِّدْقُ وَالْكَذِبُ جَمِيعًا ، وَلَا تَجْتَمِعُ الْخِيَانَةُ وَالْأَمَانَةُ جَمِيعًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا ، يَقُولُ : إنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، يَقُولُ : إِنَّ فِي النَّارِ سِجْنًا ، وَإِنَّ فِي الْجَنَّةِ حِصْنًا مِنْ لُؤْلُؤٍ ، فَأَمَّا حِصْنُ الْجَنَّةِ فَلَا يَدْخُلُهُ مَنْ كَانَ فِيهِ مِنَ الْكَذِبِ شَيْءٌ ، وَأَمَّا سِجْنُ النَّارِ فَلَا يَدْخُلُهُ إِلَّا شَرُّ الْأَشْرَارِ ، قَرَارُهُ نَارٌ ، وَسَقْفُهُ نَارُ ، وَجُدْرَانُهُ نَارٌ ، وَتَلْفَحُ فِيهِ نَارٌ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَهُوَ يَقُولُ : وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ الْقَوْمَ كَاذِبًا لِيُضْحِكَهُمْ ، وَيْلٌ لَهُ ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ رَجُلًا ، قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنِّي أُحَدِّثُ الْحَدِيثَ أُضْحِكُ بِهِ الْقَوْمَ بَعْضُهُ بَاطِلٌ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لَا خَيْرَ فِي الْبَاطِلِ . فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّكَ مُمَازِحٌ وَضَاحِكٌ ، فَقَالَ : إِنِّي لَا أَقُولُ إِلَّا حَقًّا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى الشَّيْخِ الزَّانِي ، وَلَا إِلَى الْعَائِلِ الْمَزْهُوِّ ، وَلَا إِلَى الْإِمَامِ الْكَذَّابِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَرْضَى بِالصِّدْقِ إِذَا أُوتِيَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ سَهْلَ بْنَ عَقِيلٍ حَدَّثَهُ ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ النَّبِيَّ وَعَدَ رَجُلًا مَكَانًا أَنْ يَأْتِيَهُ فَجَاءَ وَنَسِيَ الرَّجُلُ ، فَظَلَّ بِهِ إِسْمَاعِيلُ وَبَاتَ حَتَّى جَاءَ الرَّجُلُ مِنَ الْغَدِ ، فَقَالَ : مَا بَرِحْتَ مِنْ هَاهُنَا ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : لَمْ أَكُنْ لِأَبْرَحَ حَتَّى تَأْتِيَ فَبِذَلِكَ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ وَهُوَ يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ ، فَإِنَّ الْكَذِبَ مُجَانِبُ الْإِيمَانِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : لَا يُؤْمِنُ الْعَبْدُ كُلَّ الْإِيمَانِ حَتَّى لَا يَأْكُلَ إِلَّا كَسْبًا ، وَيُتِمَّ الْوُضُوءَ فِي الْمَكَارِهِ ، وَيَضَعَ الْكَذِبَ وَلَوْ فِي الْمُزَاحَةِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : أَرْبَعٌ إِذَا كُنَّ فِيكَ فَلَا عَلَيْكَ مَا فَاتَكَ مِنَ الدُّنْيَا : حَفِظُ أَمَانَةٍ ، وَصِدْقُ حَدِيثٍ ، وَحُسْنُ خَلِيقَةٍ ، وَعِفَّةُ طُعْمَةٍ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُلَيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : أَرْبَعٌ إِذَا أُعْطِيتَهُنَّ فَلَا يَضُرُّكَ مَا عُزِلَ عَنْكَ مِنَ الدُّنْيَا ، ثُمَّ ذَكَرَ هَذِهِ الْخِصَالَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ : ثَلَاثٌ إِذَا كُنَّ فِي غَيْرِكَ فَلَا تَتَحَرَّجَنَّ أَنْ تَشْهَدَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مُنَافِقٌ : مَنْ كَانَ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ . وَمَنْ كَانَ إِذَا حَدَّثَ صَدَقَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ أَدَّى ، وَإِذَا وَعَدَ أَوْفَى فَلَا تَتَحَرَّجْ أَنْ تَشْهَدَ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَعْرِفُ الْكِذْبَةَ مِنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، فَمَا يَزَالُ عَنْهُ مُعْرِضًا سَاخِطًا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْرِفَ أَنَّهُ قَدْ تَابَ مِنْهَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي شَبِيبُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، وَسُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : لَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكتَبَ صَدِيقًا ، وَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ كَاذِبًا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي شَبِيبٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مَنْ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ , عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيثًا يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبَيْنِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي شَبِيبٌ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ ، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَلْقَى الرَّجُلَ فِي صُورَةِ الْإِنْسَانِ فَيُخْبِرُهُ بِالْكَذِبِ فَيُحَدِّثُ بِهِ ، فَيُقَالُ : مَنْ حَدَّثَكَ ؟ فَيَقُولُ : رَجُلٌ لَا أَعْرِفُهُ
قَالَ : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ مُسَافِرًا ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا يَأْكُلُ فُلَانٌ حَتَّى يُطْعَمَ ، وَلَا يَرْحَلُ حَتَّى يُرَحَّلَ لَهُ مَا أَعْجَزَهُ فَقَالَ : اغْتَبْتُمْ أَخَاكُمْ ، قَالُوا : قُلْنَا مَا فِيهِ ؟ قَالَ : حَسْبُكُمْ أَنْ تُحَدِّثُوا عَنْ أَخِيكُمْ مَا فِيهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ عَائِشَةَ ابْنَةَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، دَخَلَتْ عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَعِنْدَهَا أَعْرَابِيَّةٌ ، فَخَرَجَتِ الْأَعْرَابِيَّةُ عَلَى ذَيْلِهَا ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ بِنْتُ طَلْحَةَ : مَا أَطْوَلَ ذَيْلَهَا , فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ ، زَوْجُ النَّبِيِّ , عَلَيْهِ السَّلَامُ : اغْتَبْتِيهَا ، أَدْرِكِيهَا تَسْتَغْفِرْ لَكِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُقْبَةَ الْمَدَنِيِّ ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ شِهَابٍ ، يَقُولُ : إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ طَلَعَ شَجَرَةً يَجْنِيهَا لِرَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : مَا أَدَقَّ سَاقَيْكَ يَا ابْنَ أُمِّ عَبْدٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ أُحُدٍ , وَقَدِ اغْتَبْتَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : يَأْتِي الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَكُونُ لَهُ مِنَ الْحَسَنَاتِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ ، فَيُدْعَى : مَنْ كَانَ لَهُ حَقٌّ فَلْيَأْتِ يَأْخُذْهُ ، فَمَا يَزَالُ يُؤْخَذُ مِنْ حَسَنَاتِهِ حَتَّى لَا تَبْقَى لَهُ إِلَّا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَيْنَا هُوَ يَسِيرُ إِذْ أَتَاهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ , فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَقَالَ الْقَوْمُ : أَلَا تُعْجِبُكُمْ قِلَّةُ حَيَاءِ هَذَا الْأَعْرَابِيِّ ؟ حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَوَقَصَهُ بَعِيرُهُ فَقَتَلَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : انْزِلُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ فَغَيِّبُوهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أُصِيبَ وَإِنَّ أَفْوَاهَكُمْ لَتَنْطُفُ مِنْ دَمِهِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَتْ : دَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ قَصِيرَةٌ ، فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ بِيَدِي هَكَذَا : مَا أَقْصَرَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : اغْتَبْتِيهَا ، قَوْمِي فَتَحَلَّلِيهَا ، قَالَتْ : فَدَخَلَتْ عَلَيْنَا امْرَأَةٌ تَجُرُّ ذَيْلَهَا ، فَلَمَّا خَرَجَتْ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَطْوَلَ ذَيْلَهَا ، فَقَالَ : اغْتَبْتِيهَا ، فَقُومِي فَتَحَلَّلِيهَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ مِنْهُ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نِسَاؤُهُ ، فَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ : أَمَا وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ الَّذِي بِكَ بِي ، فَتَغَامَزْنَهَا أَزْوَاجُ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ , فَأَبْصَرَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ : مَضْمِضْنَ ، قُلْنَ : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : مِنْ تَغَامُزِكُنَّ بِصَاحِبَتِكُنَّ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهَا صَادِقَةٌ
وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، أَنَّ رَجُلَيْنِ ، مَرَّا بِرَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهُوَ قَاعِدٌ فِي الْحِجْرِ ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّي يَتَغَامَزَانِهِ ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَوْلَهُمَا وَهُمَا فِي الطَّوَافِ ، فَلَمَّا رَجَعَا إِلَيْهِ نَاوَلَهُمَا عُودًا فَقَالَ : تَخَلَّلَا بِهِ ، فَقَالَا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مَا أَكَلْنَاهُ ، فَقَالَ : بَلْ قَدْ أَكَلْتُمَاهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ , قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا يَمْلِكُ دِرْهَمًا لَهُ ، قَالَ : الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصِيَامٍ وَصَلَاةٍ وَزَكَاةٍ , وَيَأْتِي قَدْ قَذَفَ هَذَا ، وَشَتَمَ عِرْضَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، فَيَقْعُدُ فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ الَّذِي عَلَيْهِ مِنَ الْخَطَايَا أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحْنَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ