قَالَ ابْنُ وَهْبٍ ، بَلَغَنِي عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : رَحِمَ اللَّهُ وَالِدًا أَعَانَ وَلَدَهُ عَلَى بِرِّهِ ، قَالُوا : كَيْفَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : يَقْبَلُ إِحْسَانَهُ ، وَيَتَجَاوَزُ عَنْ إِسَاءَتِهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ فِي بِرِّ أَبِيهِ : لَا تَمْشِ أَمَامَ أَبِيكَ ، وَلَا تَجْلِسْ قَبْلَهُ ، وَلَا تَدَعُوهُ بِاسْمِهِ ، وَلَا تَسْتَسِبَّ لَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الثِّقَةِ ، أَنَّ رَجُلًا ، دَخَلَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَهُوَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : ارْجِعْ عَنْ ذَلِكَ ، لَا تَمْشِ بَيْنَ يَدَيْ سَيِّدِكَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : إِنَّ مِنَ النَّاسِ ثَلَاثَةً شَرٌّ : رَجُلٌ يَسْعَى فِي فَسَادٍ بَيْنَ النَّاسِ حَتَّى يَفْسَدُوا ، وَرَجُلٌ يَتَكَبَّرُ عَلَى وَالِدَيْهِ فَتَكَبَّرَ عَلَيْهِمَا وَتَحَقَّرَهُمَا ، وَرَجُلٌ سَعَى فِي فَسَادِ رَجُلٍ وَامْرَأَتِهِ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُمَا ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عِيَاضٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، يَقُولُ : مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ يَسْتَسِبَّ ، الرَّجُلُ لِوَالِدَيْهِ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، أَنَّ أَبَا حَازِمٍ ، حَدَّثَهُ ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَمِلْتُ كَذَا وَكَذَا ، لِأَعْمَالٍ قَبِيحَةٍ ذَكَرَهَا ، فَهَلْ مِنْ تَوْبَةٍ ، أَوْ مَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَبَوَاكَ حَيَّانِ ؟ قَالَ : أَحَدُهُمَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : اجْعَلْهَا أُمَّكَ ، قَالَ : هِيَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : فَاذْهَبْ فَبِرَّهَا
قَالَ : وَسَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، وَسُئِلَ ، عَنِ الَّذِي لَمْ يُدْرِكْ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا ، أَنَّهُ لَا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ : اللَّهُمَّ {{ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }} قَالَ مَالِكٌ : وَقَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ مَعَ أَبِيهِ لَا يُرَبِّيهِ وَيَغِيبُ عَنْهُ لِلزَّمَانِ الطَّوِيلِ
قَالَ : وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ ، يُحَدِّثُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، أَنَّهُ كَانَ يُمَشِّطُ أُمَّهُ وَيُدَرِّيهَا
قَالَ : وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي قَابُوسَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ، ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ أَهْلُ السَّمَاءِ ، الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ ، مَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ
قَالَ : وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ ، يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ كَذَلِكُمُ الْبِرُّ ، كَذَلِكُمُ الْبِرُّ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ ، عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ ، فَقَالَ : مَهْ ، قَالَتْ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ : بَلَى . قَالَ : فَذَلِكَ لَكِ ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }}
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ اللَّهِ ، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هَانِئٍ ، مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ حُدُودَ اللَّهِ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ لِعُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ حِينَ بَعَثَتْهُ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ بِالْحُدَيْبِيَةِ : يَا عُرْوَةُ ، أَلِلْقَوْمِ رَحِمٌ لَيْسَتْ لِي ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَنْهَى عَنْ عُقُوقِ الْأُمَّهَاتِ ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ الْخَيِّرَ التَّقِيَّ ، وَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ السَّؤُولَ الْمِلْحَافَ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، قَالَ : كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّهِ كُلَّ يَوْمٍ فَيَقُولُ : جَزَاكِ اللَّهُ يَا أُمِّ خَيْرًا كَمَا رَبَّيْتِنِي صَغِيرًا . قَالَ : وَتَقُولُ هِيَ : جَزَاكَ اللَّهَ يَا بُنَيَّ خَيْرًا كَمَا بَرَرْتَنِي كَبِيرًا