أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ سَنَّ سُنَّةً صَالِحَةً يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَهُ إِلَّا جَرَى عَلَيْهِ أَجْرُهَا ، وَمِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ ، وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً جَرَى عَلَيْهِ وَزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ : أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِصُرَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، فَقَالَ : هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَأَعْطَى ، ثُمَّ قَامَ عُمَرُ فَأَعْطَى ، ثُمَّ قَامَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَأَعْطَوْا ، قَالَ : فَأَشْرَقَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى رَأَيْنَا الْإِشْرَاقَ فِي وَجْنَتَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ سَنَّ سُنَّةً صَالِحَةً فِي الْإِسْلَامِ فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أُجُورِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً يُعْمَلُ بِهَا بَعْدَهُ ، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ أَوْزَارِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : تَسَلَّفَ رَجُلٌ مِنْ رَجُلٍ مِائَةَ دِينَارٍ ، أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ ، فَقَالَ : لَا نُسَلِّفُكَ حَتَّى تَأْتِيَنِي بِحَمِيلٍ ، قَالَ : مَا أَجِدُ أَحَدًا يَكْفُلُ عَلَيَّ ، وَلَكِنْ لَكَ اللَّهُ حَمِيلٌ وَكَفِيلٌ أَنْ أُؤَدِّيَ إِلَيْكَ ، قَالَ : فَأَسْلَفَهُ ، قَالَ : فَرَكِبَ الْمُسَلِّفُ فِي الْبَحْرِ ، فَحَلَّ الْأَجَلُ وَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرْكَبَ إِلَيْهِ ، وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْبَحْرُ ، فَأَخَذَ عُودًا فَنَقَرَهُ ، ثُمَّ وَضَعَ الدَّنَانِيرَ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ كِتَابًا وَضَعَهُ مَعَ الدَّنَانِيرِ ، ثُمَّ شَدَّ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَحَمَّلْتَ عَلَيَّ وَمَنْ أَدَّى إِلَى الْكَفِيلِ فَقَدْ بَرِئَ ، فَإِنِّي أُؤَدِّيَهَا إِلَيْكَ فَرَمَى بِالْعُودِ فِي الْبَحْرِ ، فَضَرَبَهُ الرِّيحُ - أَوْ قَالَ : الْمَوْجُ - هَكَذَا وَهَكَذَا ، فَقَالَ : لَوْ أَخَذْتُ هَذَا الْعُودَ حَطَبًا لِأَهْلِي ، فَأَخَذَ الْعُودَ ، فَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَهُ كَسَرَهُ ، فَإِذَا هُوَ بِالدَّنَانِيرِ وَالْكِتَابِ ، وَإِذَا هُوَ مِنْ صَاحِبِهِ ، فَضَرَبَ الدَّهْرُ حَتَّى جَاءَ صَاحِبُهُ ، فَلَزِمَهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ وَاللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ لَيَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُهَا ، قَالَ : فَسَكَتَ عَنْهُ وَذَهَبَ مَعَهُ لِيُنْقِدَهُ ، فَلَمَّا أَخْرَجَهَا قَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَيَعْلَمُ أَنِّي قَدْ أَدَّيْتُ ، قَالَ : وَكَيْفَ أَدَّيْتَ ؟ فَأَخْبَرَهُ كَيْفَ صَنَعَ ، قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّاهَا عَنْكَ