أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، أَنَّ سَعْدًا الضَّحَّاكَ مَرَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : أوْصُونِي ، فَجَعَلُوا يُوصُونَهُ ، وَكَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فِي آخِرِ الْقَوْمِ ، فَمَرَّ بِهِ فَقَالَ : أَوْصِنِي يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، قَالَ : إِنَّ الْقَوْمَ قَدْ أَوْصَوْكَ وَلَمْ يَأْلُوكَ ، وَإِنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ أَمْرَكَ فِي كَلِمَاتٍ : اعْلَمْ أَنَّهُ لَا غِنًى بِكَ عَنْ نَصِيبِكَ مِنَ الدُّنْيَا فَنِظِّمْهُ لَكَ انْتِظَامًا ، ثُمَّ يَزُولُ مَعَكَ أَيْنَمَا زُلْتَ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : يَقُولُ اللَّهُ : مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَأَكُونَ عَيْنَيْهِ اللَّتَيْنِ يُبْصِرُ بِهِمَا ، وَأُذُنَيْهِ اللَّتَيْنِ يَسْمَعُ بِهِمَا ، وَيَدَيْهِ اللَّتَيْنِ يَبْطِشُ بِهِمَا ، وَرِجْلَيْهِ اللَّتَيْنِ يَمْشِي بِهِمَا ، فَإِذَا دَعَانِي أَجَبْتُهُ ، وَإِذَا سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ ، وَإِنِ اسْتَغْفَرَنِي غَفَرْتُ لَهُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : مَرَّ رَجُلٌ بِقَوْمٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : إِنِّي لَأَبْغَضُ هَذَا لِلَّهِ ، فَقَالَ الْقَوْمُ : وَاللَّهِ لَا بِرَّ لَهَا ، اذْهَبْ يَا فُلَانُ فَبَلِّغْهُ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ الَّذِي قَالَ ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : إِنَّ فُلَانًا يَزْعُمُ أَنَّهُ يَبْغَضُنِي فِي اللَّهِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : عَلَامَ تَبْغَضُ هَذَا ؟ ، قَالَ : هُوَ لِي جَارٌ وَأَنَا أَعْلَمُ شَيْءٍ بِهِ ، وَأَخْبَرُ شَيْءٍ بِهِ ، وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُهُ صَلَّى صَلَاةً قَطُّ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ الَّتِي يُصَلِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، قَالَ : سَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ رَآنِي أَخَّرْتُهَا عَنْ وَقْتِهَا ، أَوْ أَسَأْتُ فِي وُضُوئِهَا ، أَوْ رُكُوعِهَا أَوْ سُجودِهَا ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : وَلَا رَأَيْتُهُ صَامَ يَوْمًا قَطُّ إِلَّا هَذَا الشَّهْرَ الَّذِي يَصُومُهُ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، قَالَ : سَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ رَآنِي أَفْطَرْتُ مِنْهُ يَوْمًا ، أَوِ استَخْفَفْتُ بِحَقِّهِ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : وَلَا رَأَيْتُهُ تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ قَطُّ إِلَّا هَذِهِ الزَّكَاةَ الَّتِي يُؤَدِّيهَا الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، قَالَ : سَلْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ كَتَمْتُهَا ، أَوْ أَخَّرْتُهَا - أَوْ قَالَ : مَنَعْتُهَا - ؟ قَالَ : لَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : دَعْهُ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْكَ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَأَصْبَحْتُ قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا تُخْبِرُنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ ، قَالَ : لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ثُمَّ قَالَ : أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ ، وَصَلَاةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ ، ثُمَّ قَرَأَ : {{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ }} - حَتَّى - {{ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }} ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ ، فَقُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِمِلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ ، قَالَ : قُلْتُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ : اكْفُفْ عَلَيْكَ هَذَا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَوَإِنَّا لَمَأْخُوذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ ؟ قَالَ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ قَالَ : عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سُئِلَ : أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ لَيْثٍ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ قَلْبَكَ غِنًى ، وَأَسْدُدْ عَلَيْكَ فَقْرَكَ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ مَلَأْتُ قَلْبَكَ شُغْلًا وَلَمْ أَسْدُدْ عَلَيْكَ فَقْرَكَ ، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي ، فَإِنِّي أَغْفِرُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ ، وَحَقٌّ عَلَيَّ أَلَّا أُضِلَّ عَبْدِي وَهُوَ يَسْأَلُنِي الْهُدَى ، وَأَنَا الْحَكَمُ