حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ : لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ أَبُو بَكْرٍ فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ , فَجَاءَ فَدَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ مُسَجًّى , فَوَضْعَ فَاهُ عَلَى جَبِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَجَعَلَ يُقَبِّلُهُ وَيَبْكِي وَيَقُولُ : بِأَبِي وَأُمِّي ، طِبْتَ حَيًّا وَطِبْتَ مَيِّتًا , فَلَمَّا خَرَجَ مَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَقُول : مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلَا يَمُوتُ حَتَّى يَقْتُلَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ , قَالَ : وَكَانُوا قَدِ اسْتَبْشَرُوا بِمَوْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَرَفَعُوا رُءُوسَهُمْ , فَقَالَ : أَيُّهَا الرَّجُلُ , ارْبَعْ عَلَى نَفْسِكَ , فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ مَاتَ , أَلَمْ تَسْمَعِ اللَّهَ يَقُولُ : {{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }} وَقَالَ : {{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ }} قَالَ : ثُمَّ أَتَى الْمِنْبَرَ فَصَعِدَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ , إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ إِلَهَكُمُ الَّذِي تَعْبُدُونَ فَإِنَّ إِلَهَكُمْ قَدْ مَاتَ , وَإِنْ كَانَ إِلَهَكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ فَإِنَّ إِلَهَكُمْ لَمْ يَمُتْ , ثُمَّ تَلَا {{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ }} حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ , ثُمَّ نَزَلَ وَقَدِ اسْتَبْشَرَ الْمُسْلِمُونَ بِذَلِكَ وَاشْتَدَّ فَرَحُهُمْ , وَأَخَذَتِ الْمُنَافِقِينَ الْكَآبَةُ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَكَأَنَّمَا كَانَتْ عَلَى وُجُوهِنَا أَغْطِيَةٌ فَكُشِفَتْ
حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّهُمْ شَكُّوا فِي قَبْرِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَيْنَ يَدْفِنُونَهُ ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ النَّبِيَّ لَا يُحَوَّلُ عَنْ مَكَانِهِ , يُدْفَنُ حَيْثُ يَمُوتُ فَنَحَّوْا فِرَاشَهُ فَحَفَرُوا لَهُ مَوْضِعَ فِرَاشِهِ
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ جَرِيرٍ , قَالَ : كُنْتُ بِالْيَمَنِ فَلَقِيتُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ذَا كُلَاعٍ وَذَا عَمْرٍو , فَجَعَلْتُ أُحَدِّثُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَا : إِنْ كَانَ حَقًّا مَا تَقُولُ فَقَدْ مَرَّ صَاحِبُكَ عَلَى أَجَلِهِ مُنْذُ ثَلَاثٍ , فَأَقْبَلْتُ وَأَقْبَلَا مَعِي حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ وَقَعَ لَنَا رَكْبٌ مِنْ قِبَلِ الْمَدِينَةِ , فَسَأَلْنَاهُمْ فَقَالُوا : قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ ، وَالنَّاسُ صَالِحُونَ , قَالَ : فَقَالَا لِي : أَخْبِرْ صَاحِبَكَ أَنَّا قَدْ جِئْنَا , وَلَعَلَّنَا سَنَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ , وَرَجَعَا إِلَى الْيَمَنِ , قَالَ : فَأَخْبَرْتُ أَبَا بَكْرٍ بِحَدِيثِهِمْ , قَالَ : أَفَلَا جِئْتَ بِهِمْ , قَالَ : فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ قَالَ لِي ذُو عَمْرٍو : يَا جَرِيرُ , إِنَّ بِكَ عَلَيَّ كَرَامَةً , وَإِنِّي مُخْبِرُكَ خَبَرًا , إِنَّكُمْ مَعْشَرَ الْعَرَبِ لَنْ تَزَالُوا بِخَيْرٍ مَا كُنْتُمْ إِذَا هَلَكَ أَمِيرٌ تَأَمَّرْتُمْ فِي آخَرَ ، فَإِذَا كَانَتْ بِالسَّيْفِ كَانُوا مُلُوكًا يَغْضَبُونَ غَضَبَ الْمُلُوكِ ، وَيَرْضَوْنَ رِضَى الْمُلُوكِ
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءٍ , قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حِينَ مَاتَ , قَالَ : أَقْبَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ فَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَخْرُجُونَ وَيَدْخُلُ آخَرُونَ كَذَلِكَ , قَالَ : قُلْتُ لِعَطَاءٍ : يُصَلُّونَ وَيَدْعُونَ ؟ قَالَ : يُصَلُّونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ
حَدَّثَنَا حَفْصٌ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : لَمْ يُؤَمَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِمَامٌ , وَكَانُوا يَدْخُلُونَ أَفْوَاجًا يُصَلُّونَ وَيَخْرُجُونَ
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ , عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ , قَالَ : لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَعَلَتْ أُمُّ أَيْمَنَ تَبْكِي , فَقِيلَ لَهَا : لِمَ تَبْكِينَ يَا أُمَّ أَيْمَنَ ؟ قَالَتْ : أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ انْقَطَعَ عَنَّا
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةَ , عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسٍ , قَالَ : لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ أَوْ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ : انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا , فَانْطَلَقَا إِلَيْهَا فَجَعَلَتْ تَبْكِي , فَقَالَا لَهَا : يَا أُمَّ أَيْمَنَ , إِنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَلَكِنِّي أَبْكِي عَلَى خَبَرِ السَّمَاءِ انْقَطَعَ عَنَّا , فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ ; فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا
حَدَّثَنَا حَفْصٌ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : خَرَجَتْ صَفِيَّةُ وَقَدْ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهِيَ تَلْمَعُ بِثَوْبِهَا يَعْنِي تُشِيرُ بِهِ وَهِيَ تَقُولُ : قَدْ كَانَ بَعْدَكَ أَنْبَاءٌ وَهَنْبَثَةٌ لَوْ كُنْتَ شَاهِدُهَا لَمْ تُكْثِرِ الْخَطْبَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , أَنَّ الَّذِي وَلِيَ دَفْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَإِجْنَانَهُ أَرْبَعَةُ نَفَرٍ دُونَ النَّاسِ : عَلِيٌّ وَعَبَّاسٌ وَالْفَضْلُ وَصَالِحٌ مَوْلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَلَحَدُوا لَهُ وَنَصَبُوا عَلَيْهِ اللَّبِنَ نَصْبًا
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ عَامِرٍ , قَالَ : دَخَلَ قَبْرَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ وَأُسَامَةُ , قَالَ الشَّعْبِيُّ : وَحَدَّثَنِي مَرْحَبٌ أَوِ ابْنُ أَبِي مَرْحَبٍ ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ دَخَلَ مَعَهُمُ الْقَبْرَ
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , قَالَ : غَسَّلَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلِيٌّ وَالْفَضْلُ وَأُسَامَةُ . قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْحَبٍ ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ دَخَلَ مَعَهُمُ الْقَبْرَ , قَالَ : وَقَالَ الشَّعْبِيُّ : مَنْ يَلِي الْمَيِّتَ إِلَّا أَهْلُهُ , وَفِي حَدِيثِ ابْنِ إِدْرِيسَ ، عَنْ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ : وَجَعَلَ عَلِيٌّ يَقُولُ : بِأَبِي وَأُمِّي ، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ , قَالَ : غُسِّلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي قَمِيصٍ , فَوَلِيَ عَلِيٌّ سِفْلَتَهُ , وَالْفَضْلُ مُحْتَضَنَهُ , وَالْعَبَّاسُ يَصُبُّ الْمَاءَ , قَالَ : وَالْفَضْلُ يَقُولُ : أَرِحْنِي ، قَطَعْتَ وَتِينِي , إِنِّي لَأَجِدُ شَيْئًا يَنْزِلُ عَلَيَّ , قَالَ : وَغُسِّلَ مِنْ بِئْرِ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ بِقُبَاءَ وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا : بِئْرُ أَرِيسٍ , قَالَ : وَقَدْ وَاللَّهِ شَرِبْتُ مِنْهَا وَاغْتَسَلْتُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى , وَابْنُ مُبَارَكٍ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , أَنَّ عَلِيًّا الْتَمَسَ مِنَ النَّبِيِّ ، كَرَّمَهُ اللَّهُ ، مَا يُلْتَمَسُ مِنَ الْمَيِّتِ , فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا فَقَالَ : بِأَبِي وَأُمِّي ، طِبْتَ حَيًّا وَطِبْتَ مَيِّتًا
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : لَمَّا أَرَادُوا أَنْ يُغَسِّلُوا النَّبِيَّ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ , فَأَرَادُوا أَنْ يَنْزِعُوهُ , فَسَمِعُوا نِدَاءً مِنَ الْبَيْتِ : أَنْ لَا تَنْزِعُوا الْقَمِيصَ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , وَابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَبَّلَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعْدَمَا مَاتَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَنَسٍ , قَالَ : لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَكَى النَّاسُ , فَقَامَ عُمَرُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيبًا , فَقَالَ : لَا أَسْمَعُ أَحَدًا يَزْعُمُ أَنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ , وَلَكِنْ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَبُّهُ كَمَا أَرْسَلَ إِلَى مُوسَى رَبُّهُ , فَقَدْ أَرْسَلَ اللَّهُ إِلَى مُوسَى فَلَبِثَ عَنْ قَوْمِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً , وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُوَ أَنْ تُقْطَعَ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلِهِمْ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَاتَ
حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أُنَيْسِ بْنِ أَبِي يَحْيَى , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمًا وَنَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ عَاصِبٌ رَأْسَهُ بِخِرْقَةٍ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ , فَأَهْوَى قَبْلَ الْمِنْبَرِ حَتَّى اسْتَوَى عَلَيْهِ فَاتَّبَعْنَاهُ , فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , إِنِّي لَقَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ السَّاعَةَ , وَقَالَ : إِنَّ عَبْدًا عُرِضَتْ عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا فَاخْتَارَ الْآخِرَةَ فَلَمْ يَفْطِنْ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ , فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَبَكَى وَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , بَلْ نَفْدِيكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالِنَا , قَالَ : ثُمَّ هَبَطَ فَمَا قَامَ عَلَيْهِ حَتَّى السَّاعَةِ ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
حَدَّثَنَا حَاتِمٌ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ , قَالَ : لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : أَيْنَ أَكُونُ غَدًا ؟ قَالُوا : عِنْدَ فُلَانَةَ , قَالَ : أَيْنَ أَكُونُ بَعْدَ غَدٍ ؟ قَالُوا : عِنْدَ فُلَانَةَ , فَعَرَفْنَ أَزْوَاجُهُ أَنَّهُ إِنَّمَا يُرِيدُ عَائِشَةَ , فَقُلْنَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَدْ وَهَبْنَا أَيَّامَنَا لِأُخْتِنَا عَائِشَةَ
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ , عَنْ زَائِدَةَ , عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ , قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ , قَالَ : أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ : حَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَتْ : نَعَمْ , مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَثَقُلَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فَأَفَاقَ , فَقَالَ : ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ , فَفَعَلْنَا , قَالَتْ : فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ : ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ , فَفَعَلْنَا , قَالَتْ : فَاغْتَسَلَ , فَذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ , قَالَتْ : ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ : ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ , قَالَتْ : قُلْتُ : قَدْ فَعَلْنَا , قَالَتْ : فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَفَاقَ , فَقَالَ : أَصَلَّى النَّاسُ بَعْدُ ؟ فَقُلْنَا : لَا يَا رَسُولَ اللَّهِ , هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ , قَالَتْ : وَالنَّاسُ عُكُوفٌ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ بِهِمْ عِشَاءَ الْآخِرَةِ , قَالَتْ : فَاغْتَسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ : أَصَلَّى النَّاسُ بَعْدُ ؟ قُلْتُ : لَا , فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ , قَالَتْ : فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ , قَالَ : يَا عُمَرُ , صَلِّ بِالنَّاسِ , فَقَالَ : أَنْتَ أَحَقُّ , إِنَّمَا أَرْسَلَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَتْ : فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الْأَيَّامَ , ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَجَدَ خِفَّةً مِنْ نَفْسِهِ , فَخَرَجَ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ بَيْنَ الْعَبَّاسِ وَرَجُلٍ آخَرَ , فَقَالَ لَهُمَا : أَجْلَسَانِي عَنْ يَمِينِهِ , فَلَمَّا سَمِعَ أَبُو بَكْرٍ حِسَّهُ ذَهَبَ يَتَأَخَّرُ , فَأَمَرَهُ أَنْ يَثْبُتَ مَكَانَهُ , قَالَتْ : فَأَجْلَسَاهُ عَنْ يَمِينِهِ , فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِصَلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ , وَالنَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ , قَالَ : فَأَتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ : أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ ؟ قَالَ : هَاتِ , فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ هَذَا فَلَمْ يُنْكِرْ مِنْهُ شَيْئًا ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : أَخْبَرَتْكَ مَنِ الرَّجُلُ الْآخَرُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا , فَقَالَ , هُوَ عَلِيٌّ رَحِمَهُ اللَّهُ
حَدَّثَنَا عَفَّانُ , حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ , حَدَّثَنَا دَاوُدُ , عَنْ أَبِي نَضْرَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ , قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَامَ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ , فَجَعَلَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ , إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْكُمْ قَرَنَ مَعَهُ رَجُلًا مِنَّا , فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا مِنْكُمْ وَالْآخَرُ مِنَّا , قَالَ : فَتَتَابَعَتْ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ , فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَإِنَّ الْإِمَامَ إِنَّمَا يَكُونُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ , فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ , وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ , ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَا صَالَحْتُكُمْ
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ , حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَرْمَلَةَ , قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ , فَكَانَ النَّاسُ يَدْخُلُونَ زُمَرًا زُمَرًا يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَخْرُجُونَ وَلَمْ يَؤُمَّهُمْ أَحَدٌ , وَتُوُفِّيَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ , وَدُفِنَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ