حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ حُصَيْنٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ , قَالَ : كَتَبَ كِسْرَى إِلَى بَاذَامَ : أَنِّي نُبِّئْتُ أَنَّ رَجُلًا يَقُولُ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ , فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ فَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ وَلَا يَكُنْ مِنَ النَّاسِ فِي شَيْءٍ وَإِلَّا فَلْيُوَاعِدْنِي مَوْعِدًا أَلْقَاهُ بِهِ , قَالَ : فَأَرْسَلَ بَاذَامُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَجُلَيْنِ حَالِقِي لِحَاهُمَا مُرْسِلِي شَوَارِبِهِمَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا يَحْمِلُكُمَا عَلَى هَذَا ؟ قَالَ : فَقَالَا لَهُ : يَأْمُرُنَا بِهِ الَّذِي يَزْعُمُونَ أَنَّهُ رَبُّهُمْ , قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَكِنَّا نُخَالِفُ سُنَّتَكُمْ , نَجُزُّ هَذَا وَنُرْسِلُ هَذَا , قَالَ : فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ طَوِيلُ الشَّارِبِ , فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يَجُزَّهُمَا , قَالَ : فَتَرَكَهُمَا بِضْعًا وَعِشْرِينَ يَوْمًا , ثُمَّ قَالَ : اذْهَبَا إِلَى الَّذِي يَزْعُمُونَ أَنَّهُ رَبُّكُمَا , فَأَخْبِرَاهُ أَنَّ رَبِّي قَتَلَ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ رَبُّهُ , قَالَا : مَتَى ؟ قَالَ : الْيَوْمَ , قَالَ : فَذَهَبَا إِلَى بَاذَامَ فَأَخْبَرَاهُ الْخَبَرَ , قَالَ : فَكَتَبَ إِلَى كِسْرَى , فَوَجَدُوا الْيَوْمَ هُوَ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ كِسْرَى
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْأَسْلَمِيِّ , قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ , يَقُولُ : كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ وَالنَّجَاشِيِّ : أَمَّا بَعْدُ , تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ , وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا , وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ , فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ قَالَ سَعِيدٌ : فَمَزَّقَ كِسْرَى الْكِتَابَ وَلَمْ يَنْظُرْ فِيهِ , قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ : مُزِّقَ وَمُزِّقَتْ أُمَّتُهُ , فَأَمَّا النَّجَاشِيُّ فَآمَنَ وَآمَنَ مَنْ كَانَ عِنْدَهُ , وَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِهَدِيَّةٍ حُلَّةٍ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اتْرُكُوهُ مَا تَرَكَكُمْ , وَأَمَّا قَيْصَرُ فَقَرَأَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : هَذَا كِتَابٌ لَمْ أَسْمَعْ بِهِ بَعْدَ سُلَيْمَانَ النَّبِيِّ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ كَانَا تَاجِرَيْنِ بِأَرْضِهِ , فَسَأَلَهُمَا عَنْ بَعْضِ شَأْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَسَأَلَهُمَا مَنْ تَبِعَهُ , فَقَالَا : تَبِعَهُ النِّسَاءُ وَضَعَفَةُ النَّاسِ , فَقَالَ : أَرَأَيْتُمَا الَّذِينَ يَدْخُلُونَ مَعَهُ ، يَرْجِعُونَ ؟ قَالَا : لَا , قَالَ : هُوَ نَبِيٌّ , لَيَمْلِكَنَّ مَا تَحْتَ قَدَمِيَّ , لَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَقَبَّلْتُ قَدَمَيْهِ
حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ يَعْقُوبَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرٍو , قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ إِلَى أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ : رَجُلًا إِلَى كِسْرَى , وَرَجُلًا إِلَى قَيْصَرَ , وَرَجُلًا إِلَى الْمُقَوْقَسِ , وَبَعَثَ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ إِلَى النَّجَاشِيِّ , فَأَصْبَحَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانِ الْقَوْمِ الَّذِينَ بُعِثَ إِلَيْهِمْ , فَلَمَّا أَتَى عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ النَّجَاشِيَّ وَجَدَ لَهُمْ بَابًا صَغِيرًا يَدْخُلُونَ مِنْهُ مُكَفِّرِينَ , فَلَمَّا رَأَى عَمْرُو ذَلِكَ وَلَّى ظَهْرَهُ الْقَهْقَرَى , قَالَ : فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْحَبَشَةِ فِي مَجْلِسِهِمْ عِنْدَ النَّجَاشِيِّ حَتَّى هَمُّوا بِهِ ، حَتَّى قَالُوا لِلنَّجَاشِيِّ : إِنَّ هَذَا لَمْ يَدْخُلْ كَمَا دَخَلْنَا , قَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَدْخُلَ كَمَا دَخَلُوا ؟ قَالَ : إِنَّا لَا نَصْنَعُ هَذَا بِنَبِيِّنَا , وَلَوْ صَنَعْنَاهُ بِأَحَدٍ صَنَعْنَاهُ بِهِ , قَالَ : صَدَقَ , قَالَ : دَعُوهُ , قَالُوا لِلنَّجَاشِيِّ : هَذَا يَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى مَمْلُوكٌ , قَالَ : فَمَا تَقُولُ فِي عِيسَى ؟ قَالَ : كَلِمَةُ اللَّهِ وَرُوحُهُ , قَالَ : مَا اسْتَطَاعَ عِيسَى أَنْ يَعْدُوَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى جَدِّي وَهَذَا كِتَابُهُ عِنْدَنَا : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى عُمَيْرِ ذِي مِرَانَ وَإِلَى مَنْ أَسْلَمَ مِنْ هَمْدَانَ , سَلَامٌ عَلَيْكُمْ , فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكُمُ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , أَمَّا بَعْدُ ذَلِكُمْ ، فَإِنَّهُ بَلَغَنَا إِسْلَامُكُمْ مَرْجِعَنَا مِنْ أَرْضِ الرُّومِ , فَأَبْشِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ هَدَاكُمْ بِهُدَاهُ , وَإِنَّكُمْ إِذَا شَهِدْتُمْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ فَإِنَّ لَكُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى دِمَائِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَأَرْضِ الْبَوْنِ الَّتِي أَسْلَمْتُمْ عَلَيْهَا ، سَهْلِهَا ، وَجَبَلِهَا ، وَعُيُونِهَا ، وَمَرَاعِيهَا ، غَيْرَ مَظْلُومِينَ وَلَا مُضَيَّقًا عَلَيْكُمْ ، فَإِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ , وَإِنَّمَا هِيَ زَكَاةٌ تُزَكُّونَ بِهَا أَمْوَالَكُمْ لِفُقَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ , وَإِنَّ مَالِكَ بْنَ مَرَارَةَ الرَّهَاوِيَّ حَفِظَ الْغَيْبَ وَبَلَّغَ الْخَبَرَ ، وَآمُرُكَ بِهِ يَا ذَا مِرَانَ خَيْرًا , فَإِنَّهُ مَنْظُورٌ إِلَيْهِ , وَكَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، وَلَيُحَيِّيكُمْ رَبُّكُمْ
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ , قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى خَثْعَمَ لِقَوْمٍ كَانُوا فِيهِمْ , فَلَمَّا غَشِيَهُمُ الْمُسْلِمُونَ اسْتَعْصَمُوا بِالسُّجُودِ , قَالَ : فَسَجَدُوا , قَالَ : فَقُتِلَ بَعْضُهُمْ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : أَعْطُوهُمْ نِصْفَ الْعَقْلِ لِصَلَاتِهِمْ , ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَلَا إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ
حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ , عَنْ أُسَامَةَ , قَالَ : بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ فَصَبَّحْنَا الْحُرَقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ , فَأَدْرَكْتُ رَجُلًا فَقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَطَعَنْتُهُ , فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ , فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّمَا قَالَهَا فَرَقًا مِنَ السِّلَاحِ ، , قَالَ : فَهَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا فَرَقًا مِنَ السِّلَاحِ أَمْ لَا ؟ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ ثَوْبَانَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعَثَ عَلْقَمَةَ بْنَ مُحْرِزٍ عَلَى بَعْثٍ أَنَا فِيهِمْ , فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى رَأْسِ غَزَاتِهِ أَوْ كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ اسْتَأْذَنَتْهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْجَيْشِ فَأَذِنَ لَهُمْ , وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسٍ السَّهْمِيَّ , فَكُنْتُ فِيمَنْ غَزَا مَعَهُ , فَلَمَّا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ أَوْقَدَ الْقَوْمُ نَارًا لِيَصْطَلُوا أَوْ لِيَصْطَنِعُوا عَلَيْهِ شَيْئًا لَهُمْ , فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَكَانَتْ فِيهِ دُعَابَةٌ : أَلَيْسَ لِي عَلَيْكُمُ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ , قَالُوا : بَلَى , قَالَ : فَمَا أَنَا بِآمِرِكُمْ شَيْئًا إِلَّا صَنَعْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ , قَالَ : فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكُمْ أَلَّا تَوَاثَبْتُمْ فِي هَذِهِ النَّارِ , قَالَ : فَقَامَ نَاسٌ فَتَجَهَّزُوا , فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّهُمْ وَاثِبُونَ قَالَ : أَمْسِكُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ , فَإِنَّمَا كُنْتُ أَمْزَحُ مَعَكُمْ , فَلَمَّا قَدِمْنَا ذَكَرْنَا ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَنْ أَمَرَكُمْ مِنْهُمْ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا تُطِيعُوهُمْ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ , عَنِ الْأَجْلَحِ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ , قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى , فَجَعَلَ يَضْرِبُهَا بِسَيْفِهِ وَيَقُولُ : إِنِّي رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ أَهَانَكِ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا بُرْدَةَ , يَقُولُ : كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ : أَسْلِمْ أَنْتَ قَالَ : فَلَمْ يَفْرُغِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ كِتَابِهِ حَتَّى أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ أَنَّهُ يَقْرَأُ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِيهِ السَّلَامَ , فَرَدَّ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي أَسْفَلِ كِتَابِهِ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ , عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ السَّدُوسِيِّ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ , قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا بِهَذَا الْمِرْبَدِ بِالْبَصْرَةِ , فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ مَعَهُ قِطْعَةُ أَدِيمٍ أَوْ قِطْعَةٌ مِنْ جِرَابٍ ، فَقَالَ : هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ لِيَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَالَ : فَأَخَذْتُهُ فَقَرَأْتُهُ عَلَى الْقَوْمِ , فَإِذَا فِيهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِبَنِي زُهَيْرِ بْنِ أُقَيْشٍ : إِنَّكُمْ إِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَأَعْطَيْتُمْ مِنَ الْمَغَانِمِ الْخُمُسَ وَسَهْمَ النَّبِيِّ وَالصَّفِيَّ فَأَنْتُمْ آمِنُونَ بِأَمَانِ اللَّهِ وَأَمَانِ رَسُولِهِ ، قَالَ : فَمَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ شَيْئًا ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ , عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعَثَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُنَيْسٍ إِلَى خَالِدِ بْنِ سُفْيَانَ , قَالَ : فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ , وَذَلِكَ فِي وَقْتِ الْعَصْرِ , خِفْتُ أَنْ يَكُونَ دُونَهُ مُحَاوَلَةٌ أَوْ مُزَاوَلَةٌ , فَصَلَّيْتُ وَأَنَا أَمْشِي
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ قَيْسٍ , قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَمْرًا عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ إِلَى لَخْمٍ وَجُذَامٍ وَمَسَانِفِ الشَّامِ , قَالَ : وَكَانَ فِي أَصْحَابِهِ قِلَّةٌ , قَالَ : فَقَالَ لَهُمْ عَمْرُو : لَا يُوقِدَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ نَارًا , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ , فَكَلَّمُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُكَلِّمَ عَمْرًا ، فَكَلَّمَهُ فَقَالَ : لَا يُوقِدُ أَحَدٌ نَارًا إِلَّا أَلْقَيْتُهُ فِيهَا , فَقَابَلَ الْعَدُوَّ فَظَهَرَ عَلَيْهِمْ وَاسْتَبَاحَ عَسْكَرَهُمْ , فَقَالَ النَّاسُ : أَلَا نَتْبَعُهُمْ ؟ فَقَالَ : لَا , إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ لَهُمْ وَرَاءَ هَذِهِ الْجِبَالِ مَادَّةٌ يَقْتَطِعُونَ بِهَا الْمُسْلِمِينَ , فَشَكَوْهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حِينَ رَجَعُوا ، فَقَالَ : صَدَقُوا يَا عَمْرُو ؟ قَالَ : كَانَ فِي أَصْحَابِي قِلَّةٌ فَخَشِيتُ أَنْ يَرْغَبَ الْعَدُوُّ فِي قَتْلِهِمْ , فَلَمَّا أَظْهَرَنِي اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَالُوا : اتْبَعْهُمْ , قُلْتُ : أَخْشَى أَنْ تَكُونَ لَهُمْ وَرَاءَ هَذِهِ الْجِبَالِ مَادَّةٌ يَقْتَطِعُونَ بِهَا الْمُسْلِمِينَ , قَالَ : فَكَأَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَمِدَ أَمْرَهُ
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ , قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , عَنْ قَيْسٍ , أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ لِبِلَالٍ : أَجَهَّزْتَ الرَّكْبَ أَوِ الرَّهْطَ الْبَجَلِيِّينَ ؟ قَالَ : لَا , قَالَ : فَجَهِّزْهُمْ وَابْدَأْ بِالْأَحْمَسِيِّينَ قَبْلَ الْقُسَيْرِيِّينَ
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ الشَّعْبِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى رِعْيَةَ السُّحَيْمِيِّ بِكِتَابٍ , فَأَخَذَ كِتَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَرَقَّعَ بِهِ دَلْوَهُ ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَرِيَّةً فَأَخَذُوا أَهْلَهُ وَمَالَهُ , وَأَفْلَتَ رِعْيَةُ عَلَى فَرَسٍ لَهُ عُرْيَانًا لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْءٌ , فَأَتَى ابْنَتَهُ وَكَانَتْ مُتَزَوِّجَةً فِي بَنِي هِلَالٍ , قَالَ : وَكَانُوا أَسْلَمُوا فَأَسْلَمَتْ مَعَهُمْ وَكَانُوا دَعَوْهُ إِلَى الْإِسْلَامِ , قَالَ : فَأَتَى ابْنَتَهُ وَكَانَ يَجْلِسُ الْقَوْمُ بِفِنَاءِ بَيْتِهَا , فَأَتَى الْبَيْتَ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ , فَلَمَّا رَأَتْهُ ابْنَتُهُ عُرْيَانًا أَلْقَتْ عَلَيْهِ ثَوْبًا , قَالَتْ : مَا لَكَ ؟ قَالَ : كُلُّ الشَّرِّ , مَا تُرِكَ لِي أَهْلٌ وَلَا مَالٌ , قَالَ : أَيْنَ بَعْلُكِ ؟ قَالَتْ : فِي الْإِبِلِ , قَالَ : فَأَتَاهُ فَأَخْبَرَهُ , قَالَ : خُذْ رَاحِلَتِي بِرَحْلِهَا وَنُزَوِّدُكَ مِنَ اللَّبَنِ , قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ , وَلَكِنْ أَعْطِنِي قَعُودَ الرَّاعِي وَإِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ , فَإِنِّي أُبَادِرُ مُحَمَّدًا لَا يَقْسِمُ أَهْلِي وَمَالِي , فَانْطَلَقَ وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ إِذَا غَطَّى بِهِ رَأْسَهُ خَرَجَتِ اسْتُهُ , وَكَذَا غَطَّى بِهِ اسْتَهُ خَرَجَ رَأْسُهُ فَانْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ لَيْلًا , فَكَانَ بِحِذَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْفَجْرَ قَالَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , ابْسُطْ يَدَكَ فَلْأُبَايِعْكَ , فَبَسَطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَهُ , فَلَمَّا ذَهَبَ رِعْيَةُ لِيَمْسَحَ عَلَيْهَا قَبَضَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ لَهُ رِعْيَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , ابْسُطْ يَدَكَ ، قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ , قَالَ : فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِعَضُدِهِ فَرَفَعَهَا , ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ , هَذَا رِعْيَةُ السُّحَيْمِيُّ الَّذِي كَتَبْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذَ كِتَابِي فَرَقَّعَ بِهِ دَلْوَهُ , فَأَسْلَمَ , ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَهْلِي وَمَالِي ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَمَّا مَالُكَ فَقَدْ قُسِّمَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ , وَأَمَّا أَهْلُكَ فَانْظُرْ مَنْ قَدَرْتَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ , قَالَ : فَخَرَجْتُ فَإِذَا ابْنٌ لِي قَدْ عَرَفَ الرَّاحِلَةَ وَإِذَا هُوَ قَائِمٌ عِنْدَهَا , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقُلْتُ : هَذَا ابْنِي , فَأَرْسَلَ مَعِي بِلَالًا , فَقَالَ : انْطَلِقْ مَعَهُ فَسَلْهُ : أَبُوكَ هُوَ ؟ فَإِنْ قَالَ : نَعَمْ , فَادْفَعْهُ إِلَيْهِ , قَالَ : فَأَتَاهُ بِلَالٌ فَقَالَ : أَبُوكَ هُوَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ , فَدُفِعَ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَأَتَى بِلَالٌ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمَا مُسْتَعْبِرًا إِلَى صَاحِبِهِ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ذَلِكَ جَفَاءُ الْعَرَبِ