عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَعْمَى وَحْدِي ، وَأَخْبَرَنَا مَعَ عَطَاءٍ قَالَ : انْطَلَقَ أَبُو حَكِيمٍ إِلَى مَرْوَانَ بِزَكَاةِ مَالِهِ ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ : أَفِي عَطَاءٍ أَنْتَ ؟ قَالَ : لَا قَالَ : فَاذْهَبْ بِزَكَاةِ مَالِكَ ؛ فَإِنَّا لَا نَأْخُذُهَا مِنْكَ قَالَ : فَفَرَضَ لَهُ مَرْوَانُ مِنَ الْغَدِ
فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : وَلَقِيَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَجُلًا يَحْمِلُ زَكَاةَ مَالِهِ ، يُرِيدُ الْإِمَامَ ، فَقَالَ : أَبُو هُرَيْرَةَ : مَا مَعَكَ ؟ قَالَ : زَكَاةُ مَالِي أَذْهَبُ بِهَا إِلَى الْإِمِامِ ، قَالَ لَهُ : أَفِي دِيوَانٍ أَنْتَ ؟ قَالَ : لَا قَالَ : فَلَا تُعْطِهِمْ شَيْئًا
فَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ : حِينَئِذٍ قَالَ : بَلَغَنَا ذَلِكَ عَنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ بِزَكَاةِ مَالِهِ ، فَقَالَ : أَتَأْخُذُ مِنْ عَطَائِنَا ؟ قَالَ : لَا قَالَ : فَاذْهَبْ ، فَإِنَّا لَا نَأْخُذُ مِنْكَ ، لَا نَجْمَعُ عَلَيْكَ ، لَا نُعْطِيكَ ، وَنَأْخُذُ مِنْكَ قَالَ : قُلتُ : يَقُولُونَ : لَا تَجِبُ الزَّكَاةُ عَلَى مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ دِيوَانٌ قَالَ : هِيَ ، وَاجِبَةٌ عَلَيْهِمْ زَكَاتُهُمْ ، وَلَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ : لَا نَأْخُذُ مِنْكُمْ ، وَلَا نُعْطِيكُمْ ، فَتَأْخُذُ فَتُعْطِيهِمْ زَكَاتَهُمْ ؛ لِأَنَّهَ لَا يُعْطِيهِمْ مِنَ الْمَالِ شَيْئًا ، قُلْتُ لَهُ : امْرُؤٌ لَهُ رِزْقٌ فِي الْقَمْحِ لَيْسَ لَهُ فِي الْوَرِقِ شَيْءٌ قَالَ : حَسْبُهُ ذَلِكَ عَطَاءٌ قَالَ : تُؤْخَذُ مِنْهُ حِينَئِذٍ زَكَاتُهُ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، أَنَّ نَاسًا أَتَوْا عَلِيًّا بِصَدَقَاتِهِمْ ، فَقَالَ : تَأْخُذُونَ مِنَّا ؟ فَقَالُوا : لَا ، فَأَبَى أَنْ يَأْخُذَ مِنْهُمْ ، قَالَ مَعْمَرٌ : إِنَّمَا يَقُولُ : لَا نَأْخُذُ مِنْكُمْ ، وَلَكِنْ ضَعُوهَا أَنْتُمْ مَوَاضِعَهَا .