حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَعْطِنِي ، فَإِنَّكَ لَا تُعْطِي مِنْ مَالِكِ وَلَا مِنْ مَالِ أَبِيكَ ، وَأَغْلَظَ لِلنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَوَثَبَ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا : يَا عَدُوَّ اللَّهِ تَقُولُ هَذَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ لَمَّا أَمْسَكْتُمْ . فَدَعَاهُ فَدَخَلَ بَيْتَهُ فَأَعْطَاهُ فَقَالَ : أَرَضِيتَ ؟ قَالَ : لَا ، ثُمَّ أَعْطَاهُ أَيْضًا ، فَقَالَ : أَرَضِيتَ ؟ قَالَ : لَا ، ثُمَّ أَعْطَاهُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ : أَرَضِيتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَاخْرُجْ إِلَى أَصْحَابِي فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّكَ قَدْ رَضِيتَ ؛ فَإِنَّ فِي قُلُوبِهِمْ عَلَيْكَ شَيْئًا ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَتَدْرُونَ مَا مَثَلِي وَمَثَلُ هَذَا الْأَعْرَابِيِّ ؟ ، مَثَلُ رَجُلٍ فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ ، مَعَهُ زَادُهُ وَرَاحِلَتُهُ فَنَفَرَتْ رَاحِلَتُهُ فَاتَّبَعَهَا النَّاسُ ، فَمَا زَادُوهَا إِلَّا نُفُورًا ، فَقَالَ : دَعُونِي فَإِنِّي أَعْلَمُ بِنَاقَتِي مِنْكُمْ ، فَعَمَدَ إِلَى قُمَامِ الْأَرْضِ - يَعْنِي الْحَشِيشَ - فَجَعَلَ يَقُولُ لَهَا : هُوِّي هُوِّي ، حَتَّى رَجَعَتْ ، فَأَنَاخَهَا فَحَمَلَ عَلَيْهَا زَادَهُ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى مَتْنِهَا ، فَلَوْ تَرَكْتُكُمْ حِينَ قَالَ مَا قَالَ فَقَتَلْتُمُوهُ ، دَخَلَ النَّارَ فَمَا زِلْتُ حَتَّى فَعَلْتُ مَا فَعَلْتُ وَقَالَ مَا قَالَ