أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي ، قَالَا : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أبنا الشَّافِعِيُّ أبنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ عِنْدَهُ كِتَابًا مِنَ الْعُقُولِ نَزَلَ بِهِ الْوَحْيُ وَمَا فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ صَدَقَةٍ وَعُقُولٍ ، فَإِنَّمَا نَزَلَ بِهِ الْوَحْيُ . وَقِيلَ لَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا بِوَحْيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَمِنَ الْوَحْيِ مَا يُتْلَى وَمِنْهُ مَا يَكُونُ وَحْيًا إِلَى رَسُولِهِ ، فَيَسُنُّ بِهِ . هَكَذَا أبنا بِهِ فِي الْمُسْنَدِ ، وَكَذَلِكَ نَقَلَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مِنَ الْمَبْسُوطِ إِلَى الْمُسْنَدِ ، وَأَدْرَجَ كَلَامَ الشَّافِعِيِّ فِي كَلَامِ طَاوُسٍ ، وَكَلَامُ طَاوُسٍ انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ : فَإِنَّمَا نَزَلَ بِهِ الْوَحْيُ . وَقَوْلُهُ لَمْ يَسُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا بِوَحْيِ اللَّهِ وَإِلَى آخِرِهِ مِنْ كَلَامِ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ مُسْتَنْبَطًا مِنَ الْأَثَرِ الَّذِي رَوَاهُ عَنْ طَاوُسٍ ، ثُمَّ أَرْدَفَهُ بِحَدِيثِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ الَّذِي
أبنا بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، وَأَبُو زَكَرِيَّا ، وَأَبُو بَكْرٍ ، قَالُوا : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ ، أبنا الرَّبِيعُ ، أبنا الشَّافِعِيُّ ، أبنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ حَنْطَبٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِمَّا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ إِلَّا قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَلَا تَرَكْتُ شَيْئًا مِمَّا نَهَاكُمُ اللَّهُ عَنْهُ إِلَّا وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ، وَإِنَّ الرُّوحُ الْأَمِينَ قَدْ نَفَثَ فِي رُوعِي أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : أَلْقَى فِي رُوعِي . ثُمَّ اسْتَنْبَطَ مِنْهُ الشَّافِعِيُّ الْقَوْلَ الْآخَرَ فِيمَا سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : وَقَدْ قِيلَ مَا لَمْ يَتْلُ بِهِ قُرْآنًا فَإِنَّمَا أَلْقَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي رُوعِهِ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَكَانَ وَحْيًا إِلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَقَدْ قِيلَ : جَعَلَ اللَّهُ إِلَيْهِ بِمَا شَهِدَ لَهُ بِهِ مِنَ أَنَّهُ يَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ أَنْ يَسُنَّ ، ثُمَّ جَعَلَ مَا اسْتَنْبَطَهُ مِنْ أَثَرِ طَاوُسٍ وَمَا اسْتَنْبَطَهُ مِنْ أَثَرِ الْمُطَّلِبِ كَالْوَاحِدِ ، فَكِلَاهُمَا مِمَّا أَتَى بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَجَعَلَ مَا بَعْدَهُمَا الْقَوْلَ الْآخَرَ ، فَقَالَ : وَأَيُّهُمَا كَانَ فَقَدْ أَلْزَمَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَلْقَهُ ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُمُ الْخِيَرَةَ مِنْ أَمْرِهُمْ فِيمَا سَنَّ وَفَرَضَ عَلَيْهِمُ اتِّبَاعَ سُنَّتِهِ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، فِي الْمَبْسُوطِ ، أبنا أَبُو الْعَبَّاسِ ، أبنا الرَّبِيعُ ، أبنا الشَّافِعِيُّ فَذَكَرَ الْأَثَرَ ، وَذَكَرَ كَلَامَهُ عَلَيْهِمَا عَلَى مَا نَقَلْتُ مُفَصَّلًا عَنِ الْأَثَرَيْنِ . وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ