حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُدْعَانَ قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَيَنْثُرُ كِنَانَتَهُ وَيَقُولُ : وَجْهِي لِوَجْهِكَ الْوِقَاءُ ، وَنَفْسِي لِنَفْسِكَ الْفِدَاءُ
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَحْوَ الْبَقِيعِ ، وَانْطَلَقْتُ أَتْلُوهُ ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَسَعْدَيْكَ ، وَأَنَا فِدَاؤُكَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا فِي حَقٍّ ، قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، فَقَالَ : هَكَذَا ثَلَاثًا
ثُمَّ عَرَضَ لَنَا أُحُدٌ فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ، وَأَنَا فِدَاؤُكَ ، قَالَ : مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا ، فَيُمْسِي عِنْدَهُمْ دِينَارٌ - أَوْ قَالَ : مِثْقَالٌ
ثُمَّ عَرَضَ لَنَا وَادٍ ، فَاسْتَنْتَلَ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُ حَاجَةً ، فَجَلَسْتُ عَلَى شَفِيرٍ ، وَأَبْطَأَ عَلَيَّ . قَالَ : فَخَشِيتُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ كَأَنَّهُ يُنَاجِي رَجُلًا ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيَّ وَحْدَهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي كُنْتَ تُنَاجِي ؟ فَقَالَ : أَوَ سَمِعْتَهُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَانِي ، فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، قُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : نَعَمْ