أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , ثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ , أنبأ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أنبأ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ , عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : الصَّدَقَةُ وَالسَّائِبَةُ لِيَوْمِهِمَا . أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ , أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ , أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ - يَعْنِي : بِقَوْلِهِ لِيَوْمِهِمَا : يَوْمَ الْقِيَامَةِ , الْيَوْمَ الَّذِي كَانَ أَعْتَقَ فِيهِ سَائِبَتَهُ , وَتَصَدَّقَ بِصَدَقَتِهِ لَهُ ، يَقُولُ : فَلَا يَرْجِعُ إِلَى الِانْتِفَاعِ بِشَيْءٍ مِنْهُمَا بَعْدَ ذَلِكَ فِي الدُّنْيَا , وَذَلِكَ كَالرَّجُلِ يُعْتِقُ عَبْدَهُ سَائِبَةً ثُمَّ يَمُوتُ الْمُعْتَقُ , وَيَتْرُكُ مَالًا لَا وَارِثَ لَهُ إِلَّا الَّذِي أَعْتَقَهُ ، يَقُولُ : فَلَيْسَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَرْزَأَ مِنْ مِيرَاثِهِ شَيْئًا , وَلَا يَرْزَأَ مِنْ مِيرَاثِ السَّائِبَةِ شَيْئًا , إِلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ فِي مِثْلِهِ . وَكَذَلِكَ يُرْوَى ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ , وَإِنَّمَا هَذَا مِنْهُمْ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ وَالثَّوَابِ , لَيْسَ عَلَى أَنَّهُ مُحَرَّمٌ .
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالَا : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ , ثنا يَحْيَى , أنبأ يَزِيدُ , أنبأ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ , عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، أُتِيَ بِمَالِ مَوْلًى كَانَ لَهُ ، فَقَالَ : إِنَّمَا كُنَّا أَعْتَقْنَاهُ سَائِبَةً , فَأَمَرَ أَنْ يُشْتَرَى بِهِ رِقَابٌ فَيُلْحِقُوهَا بِهِ , أَيْ يُعْتِقُوهَا .
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ , أنبأ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَصْبَهَانِيُّ , أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانُ , ثنا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى , أنبأ ابْنُ الْمُبَارَكِ , أنبأ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُقْبَةَ , عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ , عَنْ زِيَادِ بْنِ نُعَيْمٍ , أَخْبَرَهُ أَنَّهُ ، كَانَ جَالِسًا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ حِينَ جَاءَهُ رَجُلٌ بِحَقِيبَةِ وَرِقٍ , فَقَالُوا : إِنَّ فُلَانًا مَوْلَى أَبِيكَ تُوُفِّيَ , وَإِنَّهُ أَمَرَنِي أَنْ أَدْفَعَ هَذِهِ إِلَيْكَ , قَالَ : وَيْحَهُ , أَلَا أَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , فَجَاءَهُ رَسُولُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ أَنِ ابْعَثْ إِلِيَّ بِمِيرَاثِهِ مِنْ مَوْلَى أَبِيهِ , فَبَعَثَهُ إِلَيْهِ كُلَّهُ , وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَرِثُ السَّائِبَةَ , وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَعْتَقَهُ سَائِبَةً . . قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : هَذَا إِنْ صَحَّ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ لَا يَرَاهُ حَرَامًا , إِذْ لَوْ رَآهُ حَرَامًا لَمَنَعَهُ مِنْ أَخِيهِ عَاصِمٍ , كَمَا امْتَنَعَ مِنْهُ , وَلَكِنَّهُ اسْتَحَبَّ التَّنَزُّهَ عَنْهُ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السُّكَّرِيُّ ، بِبَغْدَادَ , أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ , ثنا عَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ , ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا شُعْبَةُ , عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : السَّائِبَةُ يَضَعُ مَالَهُ حَيْثُ شَاءَ قَالَ شُعْبَةُ : لَمْ يَسْمَعْ هَذَا مِنْ سَلَمَةَ أَحَدٌ غَيْرِي . قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ : يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ : أَنْ يَضَعَهُ فِي حَيَاتِهِ حَيْثُ شَاءَ , لِأَنَّ مَوْلَاهُ يَتَنَزَّهُ عَنْ أَخْذِ مَالِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ .