حَدَّثَنَا سَعِيدٌ قَالَ : نَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : نَا مُغِيرَةُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : لَمَّا عَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْمُلَاعَنَةَ عَلَى أَهْلِ نَجْرَانَ ، قَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ السَّيِّدُ وَالْعَاقِلُ ، فَرَجَعَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ كَانَ نَجِيبًا فَقَالَ لَهُمَا : مَا صَنَعْتُمَا شَيْئًا ، وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَبِيًّا ، لَا يَعْصِيهِ اللَّهُ فِيكُمْ ، وَإِنْ كَانَ مَلِكًا لَيَسْتَبِدَّنَّكُمْ ، فَقَالَا لَهُ : مَا تَرَى ؟ قَالَ : أَرَى أَنْ تَغْدُوَا ، فَإِنَّهُ يَغْدُو لِمِيعَادِكُمَا ، فَإِذَا غَدَا عَلَيْكُمَا ، فَإِنَّهُ سَيَعْرِضُ عَلَيْكُمَا الْمُلَاعَنَةَ ، فَإِذَا عَرَضَ ذَلِكَ عَلَيْكُمَا ، فَقُولَا لَهُ : نَعُوذُ بِاللَّهِ ، وَاغْدُوَا ، وَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِ حَسَنٍ ، وَحُسَيْنٍ يَتْبَعُهُ ، وَفَاطِمَةُ تَمْشِي مِنْ خَلْفِهِ ، فَقَالَ لَهُمَا : هَلْ لَكُمَا فِي الْأَمْرِ الَّذِي انْطَلَقْتُمَا عَلَيْهِ مِنَ الْمُلَاعَنَةِ ؟ فَقَالَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ ، قَالَ : فَرَدَّدَ ذَلِكَ عَلَيْهِمَا ، فَقَالَا : نَعُوذُ بِاللَّهِ ، مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلَاثًا ، فَقَالَ لَهُمَا : هَلْ لَكُمَا فِي الْإِسْلَامِ أَنْ تُسْلِمَا وَيَكُونَ لَكُمَا مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْكُمَا مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ ؟ فَلَمْ يَقْبَلَا ذَلِكَ وَكَرِهَاهُ ، فَقَالَ لَهُمَا : هَلْ لَكُمَا فِي الْجِزْيَةِ تُؤَدِّيَانِهَا ، وَأَنْتُمْ صَاغِرُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ؟ فَقَبِلَا ذَلِكَ ، وَقَالَا : لَا طَاقَةَ لَنَا بِحَرْبِ الْعَرَبِ