أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، وَيَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، قَالَا : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْفٍ ، نا أَبُو حَيَّانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَامَ عُمَرُ عَلَى مِنْبَرِ الْمَدِينَةِ ، فَقَالَ : إِنَّ الْخَمْرَ نَزَلَ تَحْرِيمُهَا يَوْمَ نَزَلَ ، وَهِيَ مِنْ خَمْسَةٍ : مِنَ الْعِنَبِ ، وَالْعَسَلِ ، وَالتَّمْرِ ، وَالْحِنْطَةِ ، وَالشَّعِيرِ ، وَالْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، نا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ ، وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ أَبِي حَيَّانَ ، بِإِسْنَادِهِ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : أُنْزِلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ ، وَهِيَ مِنْ خَمْسٍ ، فَقَالَ : الزَّبِيبُ بَدَلَ الْعِنَبِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ ، نا إِسْمَاعِيلُ الصَّفَّارُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، نا الثَّوْرِيُّ ، عَنِ أَبِي حَيَّانَ ، فَذَكَرَهُ وَهَكَذَا قَالَهُ حَمَّادٌ ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ ، وَكَذَلِكَ قَالَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ *
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، نا أَبُو دَاوُدَ ، نا مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، نا مُعْتَمِرٌ ، نا الْفُضَيْلُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ أَبِي حَرِيزٍ ، أَنَّ عَامِرًا ، حَدَّثَهُ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْخَمْرَ مِنَ الْعَصِيرِ ، وَالزَّبِيبِ ، وَالتَّمْرِ ، وَالْحِنْطَةِ ، وَالشَّعِيرِ ، وَالذُّرَةِ ، وَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ
قَالَ الشَّيْخُ : وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ مِنَ التَّمْرِ خَمْرًا ، وَإِنَّ مِنَ الزَّبِيبِ خَمْرًا ، وَإِنَّ مِنَ الْبُرِّ خَمْرًا ، وَإِنَّ مِنَ الشَّعِيرِ خَمْرًا ، وَإِنَّ مِنَ الْعَسَلِ خَمْرًا وَهَذَا لَا يُخَالِفُ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْخَمْرُ مِنْ هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ ، النَّخْلَةِ وَالْعِنَبَةِ فَإِنَّهُ إِنَّمَا خَرَجَ مَخْرَجَ التَّأْكِيدِ لَا التَّخْصِيصَ كَمَا يُقَالُ : الشِّبَعُ مِنَ اللَّحْمِ ، وَالدِّفْءُ مِنَ الْوَبَرِ ، وَلَيْسَ فِيهِ نَفْي الشِّبَعِ مِنْ غَيْرِ اللَّحْمِ ، وَلَا نَفْي الدِّفْءِ مِنْ غَيْرِ الْوَبَرِ ، وَقَدْ ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَحْرِيمَ سَائِرِ الْأَشْرِبَةِ الْمُسْكِرَةِ فِي أَخْبَارٍ صَحِيحَةٍ مِنْهَا
مَا حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ ، إِمْلَاءً ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، نا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الْبِتْعِ ؟ فَقَالَ : كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ ، فَهُوَ حَرَامٌ وَالْبِتْعُ نَبِيذُ الْعَسَلِ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الشَّرْقِيِّ نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، نا قُرَّةُ ، عَنْ سَيَّارِ أَبِي الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ عِنْدَنَا أَشْرِبَةً ، أَوْ شَرَابًا هَذَا الْبِتْعُ ، وَالْمِزْرُ مِنَ الذُّرَةِ وَالشَّعِيرِ ، فَمَا تَأْمُرُنَا فِيهِ ؟ فَقَالَ : أَنْهَاكُمْ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ
وَرُوِّينَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْمِزْرُ مِنَ الْبُرِّ وَالشَّعِيرِ وَالذُّرَةِ نَنْبِذُهُ حَتَّى يَشْتَدَّ . وَفِي حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فِي الْمِزْرِ قَالَ : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ ، إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ ، وَهِيَ عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ
وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ أُمِّ حَبِيبَةَ : نَهَى النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الْغُبَيْرَاءِ ، شَرَابٌ يُصْنَعُ مِنَ الْقَمْحِ وَالشَّعِيرِ
وَرَوَاهُ أَيْضًا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ زَيْدٌ : هِيَ السُّكْرُكَةُ
وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ : نَهَى النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَنِ الْجِعَةِ ، هِيَ شَرَابٌ يُصْنَعُ مِنَ الشَّعِيرِ
وَسُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْبَاذَقِ فَقَالَ : سَبَقَ مُحَمَّدٌ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْبَاذَقَ ، وَمَا أَسْكَرَ ، فَهُوَ حَرَامٌ
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هَذِهِ الْأَشْرِبَةُ كُلُّهَا عِنْدِي كِنَايَةٌ عَنِ اسْمِ الْخَمْرِ ، وَلَا أَحْسَبُهَا إِلَّا دَاخِلَةً فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ نَاسًا مِنْ أُمَّتِي يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ بِاسْمٍ يُسَمُّونَهَا بِهِ . وَمِمَّا يُبَيِّنُهُ قَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : الْخَمْرُ مَا خَامَرَ الْعَقْلَ وَالْحَدِيثُ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْدٍ فِي رِوَايَةِ عَائِشَةَ ، وَأَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
وَرُوِّينَا عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ ، وَإِنَّ بِالْمَدِينَةَ يَوْمَئِذٍ لِخَمْسَةَ أَشْرِبَةٍ مَا فِيهَا شَرَابُ الْعِنَبِ
وَرُوِّينَا عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : حُرِّمَتْ عَلَيْنَا الْخَمْرُ حِينَ حُرِّمَتْ ، وَمَا نَجِدُ خُمُورَ الْأَعْنَابِ إِلَّا الْقَلِيلَ ، وَعَامَّةُ خَمْرِهِمُ الْبُسْرُ ، وَالتَّمْرُ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ ، نا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيُّ ، نا أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ ، ثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَافِظُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الدُّولَابِيُّ ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ قَالَ أَحْمَدُ : هَكَذَا حَدَّثَنَا رَوْحٌ مَرْفُوعًا قَالَ الشَّيْخُ : حَدِيثُ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ مَرْفُوعًا مَشْهُورٌ ، وَحَدِيثُ مَالِكٍ مَرْفُوعًا غَرِيبٌ ، تَفَرَّدَ بِهِ الدُّولَابِيُّ ، عَنْ رَوْحٍ ، وَهُوَ ثِقَةٌ ، وَالْحَدِيثُ فِي الْأَصْلِ مَرْفُوعٌ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، نا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرِ حَرَامٌ ، وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا ، فَمَاتَ ، وَهُوَ يُدْمِنُهَا وَلَمْ يَتُبْ مِنْهَا لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، نا أَبُو الْمُثَنَّى ، نا مُسَدَّدٌ ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَكُلُّ خَمْرٍ حَرَامٌ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، نا أَبُو دَاوُدَ ، نا مُسَدَّدٌ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ، نا أَبُو عُثْمَانَ الْأَنْصَارِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ ، وَمَا أَسْكَرَ مِنْهُ الْفَرْقُ ، فَمِلْءُ الْكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دَاوُدَ الْعَلَوِيُّ ، نا أَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيُّ ، نا أَبُو الْأَزْهَرِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنَخَّلِ ، نا أَبُو ضَمْرَةَ ، نا دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ
وَقَدْ رُوِّينَا عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَعَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، وَعَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِثْلَ مَا رُوِّينَا عَنْ جَابِرٍ إِلَّا أَنَّ سَعْدًا قَالَ : عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَنْهَاكُمْ عَنْ قَلِيلِ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ
وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، : أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الطِّلَاءِ وَهُوَ الْعِنَبُ يُعْصَرُ ، ثُمَّ يُطْبَخُ ، ثُمَّ يُجْعَلُ فِي الدِّنَانِ ؟ قَالَ : أَيُسْكِرُ ؟ قَالُوا : إِذَا كَثُرَ مِنْهُ يُسْكِرُ ، قَالَ : فَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَرُوِيَ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ النَّارَ لَا تَحِلُّ شَيْئًا ، وَلَا تُحَرِّمْهُ . وَأَمَّا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا ، وَرِزْقًا حَسَنًا }} *
فَقَدْ رُوِّينَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ : السَّكَرُ مَا حَرُمَ مِنْ ثَمَرَتِهَا ، وَالرِّزْقُ الْحَسَنً مَا حَلَّ مِنْ ثَمَرَتِهَا
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : السَّكَرُ الْخَمْرُ قَبْلَ تَحْرِيمِهَا وَقَالَ الشَّعْبِيُّ ، وَأَبُو رَزِينٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ : هِيَ مَنْسُوخَةٌ
وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ : حُرِّمَتِ الْخَمْرُ بِعَيْنِهَا الْقَلِيلُ مِنْهَا ، وَالْكَثِيرُ ، وَالسَّكَرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ ، إِنَّمَا هُوَ السَّكَرُ بِفَتْحِ السِّينِ وَالْكَافِ ، وَالْمُرَادُ بِالسَّكَرِ الْمُسْكِرُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : الْمُسْكِرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، نا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّوفِيُّ ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي فَذَكَرَهُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ هَارُونَ الْحَافِظُ ، عَنْ أَحْمَدَ *
وَأَمَّا حَدِيثُ أَبِي الْأَحْوَصِ سَلَّامُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : اشْرَبُوا وَلَا تَسْكَرُوا فَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ أَبَا الْأَحْوَصِ وَهِمَ مِنْ إِسْنَادِهِ ، وَمَتْنِهِ ، وَإِنَّمَا الرِّوَايَةُ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَلَا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا
وَأَمَّا حَدِيثُ الْحَجَّاجِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ هِيَ الشَّرْبَةُ الَّتِي تُسْكِرُكَ فَقَدْ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ : هَذَا بَاطِلٌ
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كَانُوا يَقُولُونَ : إِذَا سَكِرَ مِنْ شَرَابٍ لَمْ يَحِلَّ أَنْ يَعُودَ فِيهِ أَبَدًا وَأَمَّا الرِّوَايَاتُ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَعَنْ عُمَرَ فِي السَّكَرِ بِالْمَاءِ ، فَإِنَّ أَكْثَرَهَا ضَعِيفَةٌ وَالَّتِي فِيهَا زِيَادَةُ قُوَّةٍ وَارِدَةٍ فِيهِ إِذَا خَشِيَ شِدَّتَهُ قَبْلَ بُلُوغِهِ حَدَّ الْإِسْكَارِ ، فَإِذَا بَلَغَ حَدَّ الْإِسْكَارِ ، فَإِنَّهُ فَعَلَ فِيهِ مَا
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ ، نا أَبُو دَاوُدَ ، نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، نا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ ، نا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : عَلِمْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ فَتَحَيَّنْتُ فِطْرَهُ بِنَبِيذٍ صَنَعْتُهُ فِي دُبَّاءٍ ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ ، فَإِذَا هُوَ يَنِشُّ ، فَقَالَ : اضْرِبْ بِهَذَا الْحَائِطَ ، فَإِنَّ هَذَا شَرَابُ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تَابَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَلَّاقٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ حُسَيْنٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ
وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَحْوَهُ ، وَرُوِّينَا عَنْ نَافِعٍ ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ فِي الْإِدَاوَةِ الَّتِي تَغَيَّرَتْ فَذَاقَهَا عُمَرُ ، فَقَبَضَ وَجْهَهُ ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهَا ، وَاللَّهِ مَا قَبَضَ عُمَرُ وَجْهَهُ إِلَّا أَنَّهَا تَخَلَّلَتْ ، وَكَذَلِكَ قَالَهُ ابْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَعُتْبَةُ بْنُ فَرْقَدٍ
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ : إِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، كَانُوا إِذَا حَمِضَ عَلَيْهِمُ النَّبِيذُ كَسَرُوهُ بِالْمَاءِ
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِنَّمَا كَسَرَ عُمَرُ النَّبِيذَ مِنْ شِدَّةِ حَلَاوَتِهِ . وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ : كُنَّا نَنْبِذُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي سِقَاءٍ يُنْبَذُ غُدْوَةً ، فَيَشْرَبُهُ عِشَاءً ، وَيُنْبَذُ عِشَاءً ، فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْنَا ، يَعْنِي لِلنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا نَصْنَعُ بِالزَّبِيبِ ؟ قَالَ : انْتَبِذُوهُ عَلَى غَدَائِكُمْ ، وَاشْرَبُوهُ عَلَى عَشَائِكُمْ ، وَانْتَبِذُوهُ عَلَى عَشَائِكُمْ ، وَاشْرَبُوهُ عَلَى غَدَائِكُمْ
وَرُوِّينَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ قَالَ : كَانَ النَّبِيذُ الَّذِي يَشْرَبُ عُمَرُ ، وَكَانَ يُنْقَعُ لَهُ الزَّبِيبُ غُدْوَةً ، فَيَشْرَبُهُ عَشِيَّةً ، وَيُنْقَعُ لَهُ عَشِيَّةً ، فَيَشْرَبُهُ غُدْوَةً ، وَلَا يُجْعَلُ فِيهِ دُرْدِيُّ فَعَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ كَانَ نَبِيذُهُمْ
وَالَّذِي رُوِيَ عَنْ عُمَرَ ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى سَايِحَتَهُ ، فَشَرِبَ مِنْهَا ، فَسَكِرَ فَضَرَبَهُ ، وَقَالَ : إِنَّمَا أَضْرِبُكَ عَلَى السَّكَرِ فَإِنَّمَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ ذِي لَعْوَةَ وَقِيلَ ابْنُ ذِي حُدَّانَ وَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ ضَعِيفٌ لَا يُحْتَجُّ بِهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ ، نا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، نا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ ، نا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا تَنْبِذُوا الرُّطَبَ وَالزَّهْوَ جَمِيعًا ، وَالتَّمْرَ وَالزَّبِيبَ جَمِيعًا ، وَانْتَبِذُوا كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا عَلَى حِدَتِهِ قَالَ يَحْيَى : فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي قَتَادَةَ ، فَأَخْبَرَنِي بِذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ ، وَقَالَ : يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ النَّهْي عَنْ الْخَلِيطَيْنِ لِأَنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى الِاشْتِدَادِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْلُغْهُ لَمْ يَحْرُمْ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ النَّهْي لِأَجَلِ الْخَلْطِ ، فَالْأُولَى أَنْ يُتَنَزَّهَ عَنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَشْتَدَّ لِأَنَّ أَخْبَارَ النَّهْي أَصَحُّ وَأَكْثَرُ مِمَّا رُوِيَ مُرْسَلًا عَنْ عَائِشَةَ فِي إِلْقَائِهِمُ الزَّبِيبَ فِي التَّمْرِ ، وَسَقْيِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَأَمَّا الْأَحَادِيثُ الَّتِي رَوَيْتُ فِي النَّهْي عَنِ الْأَوْعِيَةِ ، فَيُحْتَمَلُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ لِأَنَّ الِانْتِبَاذَ فِيمَا نَهَى عَنْهُ أَسْرَعُ إِلَى الْفَسَادِ وَالِاشْتِدَادِ حَتَّى يَصِيرَ مُسْكِرًا ، ثُمَّ قَدْ وَرَدَتِ الرُّخْصَةُ فِي الْأَوْعِيَةِ إِذَا اجْتُنِبَ الْمُسْكِرُ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ، ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، نا مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنِ الْأَشْرِبَةِ فِي ظُرُوفِ الْأُدُمِ ، فَاشْرَبُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ غَيْرَ أَلَّا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا
وَرُوِّينَا فِي ، حَدِيثِ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تَنْتَبِذُوا فِي الدُّبَّاءِ ، وَالْحَنْتَمِ ، وَالْمُزَفَّتِ فَانْبِذُوا ، وَلَا أُحِلَّ مُسْكِرًا