نا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ ، نا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلَاةِ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ ، وَقَالَ : فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا بِلَالُ ، قُمْ فَأَذِّنِ النَّاسَ بِالصَّلَاةَ
نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ ، نا بَهْزٌ يَعْنِي ابْنَ أَسَدٍ ، ثنا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ ، أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَبَاحٍ ، حَدَّثَ الْقَوْمَ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ وَفِي الْقَوْمِ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ ، فَقَالَ عِمْرَانُ : مَنِ الْفَتَى ؟ فَقَالَ : امْرُؤٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ عِمْرَانُ : الْقَوْمُ أَعْلَمُ بِحَدِيثِهِمُ انْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ فَإِنِّي سَابِعُ سَبْعَةٍ تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ عِمْرَانُ : مَا كُنْتَ أَرَى أَحَدًا بَقِيَ يَحْفَظُ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرِي ، فَقَالَ : سَمِعْتُ أَبَا قَتَادَةَ يَقُولُ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ إِلَّا تُدْرِكُوا الْمَاءَ مِنْ غَدٍ تَعْطَشُوا ، فَانْطَلَقَ سَرَعَانُ النَّاسُ ، فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ : وَلَزِمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، فَنَعَسَ فَنَامَ فَدَعَمْتُهُ ، ثُمَّ نَعَسَ أَيْضًا ، فَمَالَ فَدَعَمْتُهُ ، ثُمَّ نَعَسَ فَمَالَ أُخْرَى حَتَّى كَادَ يَنْجَفِلُ ، فَاسْتَيْقَظَ فَقَالَ : مَنِ الرَّجُلُ ؟ فَقُلْتُ : أَبُو قَتَادَةَ ، فَقَالَ : مِنْ كَمْ كَانَ مَسِيرَكَ هَذَا ؟ ، قُلْتُ : مُنْذُ اللَّيْلَةِ ، فَقَالَ : حَفِظَكَ اللَّهُ بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ ، ثُمَّ قَالَ : لَوْ عَرَّسْنَا ، فَمَالَ إِلَى شَجَرَةٍ وَمِلْتُ مَعَهُ فَقَالَ : هَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، هَذَا رَاكِبٌ ، هَذَا رَاكِبٌ ، هَذَانِ رَاكِبَانِ ، هَؤُلَاءِ ثَلَاثَةٌ ، حَتَّى صِرْنَا سَبْعَةً ، فَقَالَ : احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلَاتَنَا لَا نَرْقُدُ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ ، فَضُرِبَ عَلَى آذَانِهِمْ حَتَّى أَيْقَظَهُمْ حَرُّ الشَّمْسِ فَقَامُوا فَاقْتَادُوا هُنَيْئَةً ثُمَّ نَزَلُوا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَمَعَكُمْ مَاءٌ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، مَعِي مِيضَأَةٌ لِي فِيهَا مَاءٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : ائْتِ بِهَا ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ : مُسُّوا مِنْهَا ، مُسُّوا مِنْهَا ، فَتَوَضَّأْنَا وَبَقِيَ مِنْهَا جُرْعَةٌ ، فَقَالَ : ازْدَهِرْهَا يَا أَبَا قَتَادَةَ ؛ فَإِنَّ لِهَذِهِ نَبَأٌ ، فَأَذَّنَ بِلَالٌ فَصَلَّوْا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ ، ثُمَّ صَلَّوَا الْفَجْرَ ، ثُمَّ رَكِبُوا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : فَرَّطْنَا فِي صَلَاتِنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا تَقُولُونَ ؟ إِنْ كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنُكُمْ بِهِ ، وَإِنْ كَانَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ فَرَّطْنَا فِي صَلَاتِنَا ، فَقَالَ : إِنَّهُ لَا تَفْرِيطَ فِي النَّوْمِ ، وَإِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ ، وَإِذَا سَهَا أَحَدُكُمْ عَنْ صَلَاتِهِ فَلْيُصَلِّهَا حِينَ يَذْكُرُهَا وَمَنَ الْغَدِ لَلْوَقْتِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ