حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ بَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ووَدِيعَةَ بْنِ ثَابِتٍ كَلَامٌ ، فَقَالَ وَدِيعَةُ لِعَمَّارٍ : إِنَّمَا أَنْتَ عَبْدُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، مَا أَعْتَقَكَ بَعْدُ . قَالَ عَمَّارٌ : كَمْ كَانَ أَصْحَابُ الْعَقَبَةِ ؟ فَقَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ . قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ عِلْمِكَ . فَسَكَتَ وَدِيعَةُ ، فَقَالَ مَنْ حَضَرَهُ : أَخْبِرْهُ عَمَّا سَأَلَكَ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ عَمَّارٌ أَنْ يُخْبِرَهُ أَنَّهُ كَانَ فِيهِمْ ، فَقَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا . فَقَالَ عَمَّارٌ : فَإِنْ كُنْتَ فِيهِمْ فَإِنَّهُمْ خَمْسَةَ عَشَرَ . فَقَالَ وَدِيعَةُ : مَهْلًا يَا أَبَا الْيَقْظَانِ أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَنْ تَفْضَحَنِي . فَقَالَ عَمَّارٌ : وَاللَّهِ مَا سَمَّيْتُ أَحَدًا وَلَا أُسَمِّيهِ أَبَدًا ، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ الْخَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا اثْنَا عَشَرَ مِنْهُمْ حَرْبٌ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ ، قَالَ : تَسْمِيَةُ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ : مُعْتِبُ بْنُ قُشَيْرِ بْنِ مُلَيْلٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ شَهِدَ بَدْرًا ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ : يَعِدُنَا مُحَمَّدٌ كُنُوزَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ ، وَأَحَدُنَا لَا يَأْمَنُ عَلَى خَلَائِهِ . وَهُوَ الَّذِي قَالَ : لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قَالَ الزُّبَيْرُ : وَهُوَ الَّذِي شَهِدَ عَلَيْهِ الزُّبَيْرُ بِهَذَا الْكَلَامِ . وَدِيعَةُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ الَّذِي قَالَ : إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ ونَلْعَبُ ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ : مَالِي أَرَى قُرَّاءَنَا هَؤُلَاءِ أَرْغَبَنَا بُطُونًا وأَجْبَنَنَا عِنْدَ اللِّقَاءِ . وَجِدُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَبِيلِ بْنِ الْحَارِثِ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا مُحَمَّدُ ، مَنْ هَذَا الْأَسْوَدُ كَثِيرٌ شَعْرُهُ ، عَيْنَاهُ كَأَنَّهُمَا قِدْرَانِ مِنْ صُفْرٍ ، يَنْظُرُ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ ، وَكَبِدُهُ كَبِدُ حِمَارٍ ، يُخْبِرُ الْمُنَافِقِينَ بِخَبَرِكَ ، وَهُوَ الْمُجْتَرُّ بِخُرْئِهِ ؟ وَالْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ الطَّائِيُّ ، حَلِيفٌ لِبَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَهُوَ الَّذِي سَبَقَ إِلَى الْوَشَلِ الَّذِي نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يَمَسَّهُ أَحَدٌ ، فَاسْتَقَى مِنْهُ . وَأَوْسُ بْنُ قَيْظِيٍّ ، وَهُوَ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ : إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ، وَهُوَ جَدُّ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ ، وَالْجَلَّاسُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ الصَّامِتِ ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، وَبَلَغَنَا أَنَّهُ تَابَ بَعْدَ ذَلِكَ . وَسَعْدُ بْنُ زُرَارَةَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ ، وَهُوَ الْمُدَخِّنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَكَانَ أَصْغَرَهُمْ سِنًّا وَأَخْبَثَهُمْ . وَقَيْسُ بْنُ قَهْدٍ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ . وَسُوَيْدٌ وَدَاعِسٌ ، وَهُمَا مِنْ بَنِي بَلْحُبْلى وَهُمَا مِمَّنَ جَهَّزَ ابْنُ أُبَيٍّ فِي تَبُوكَ يُخَذِّلَانِ النَّاسَ . وَقَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ ، وَزَيْدُ بْنُ اللَّصِيتِ ، وَكَانَ مِنْ يَهُودِ قَيْنُقَاعَ ، فَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ ، وَفِيهِ غِشُّ الْيَهُودِ ، وَنِفَاقُ مَنْ نَافَقَ . وَسَلَامَةُ بْنُ الْحُمَامِ ، مِنْ بَنِي قَيْنُقَاعَ ، فَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ