أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْحَنْظَلِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْكَامِلِيُّ ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ لَهِيعَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْأَسْوَدِ ، عَنْ عُرْوَةَ ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ اسْتَعْمَلَ عَلَى مِصْرَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخِيهِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ ، وَذَلِكَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ ، فَأَقَامَ الْحَجَّ فِيهَا مُعَاوِيَةُ
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، ثَنَا مَعْرُوفُ بْنُ خَرَّبُوذٍ الْمَكِّيُّ ، قَالَ : بَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ ، وَنَحْنُ بَيْنَ يَدَيْهِ إِذْ أَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ فَجَلَسَ إِلَيْهِ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : مَا لِي أَرَاكَ مُعْرِضًا ؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنَ ابْنِ عَمِّكَ ؟ قَالَ : لِمَ ؟ لِأَنَّهُ كَانَ مُسْلِمًا ، وَكُنْتُ كَافِرًا ، لَا ، وَلَكِنِّي ابْنُ عَمِّ عُثْمَانَ . قَالَ : فَإِنَّ عَمِّي خَيْرٌ مِنَ ابْنِ عَمِّكَ . قَالَ : إِنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُومًا . قَالَ : - وَعِنْدَهُمَا ابْنُ عُمَرَ - فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَإِنَّ هَذَا وَاللَّهِ أَحَقُّ بِالْأَمْرِ مِنْكَ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : إِنَّ عُمَرَ قَتَلَهُ كَافِرٌ وَعُثْمَانُ قَتَلَهُ مُسْلِمٌ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : ذَاكَ وَاللَّهِ أَدْحَضُ لِحُجَّتِكَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، أَخْبَرَنِي أَبُو يُونُسَ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، قَالَ : عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ يُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو ، تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الدِّمَشْقِيُّ ، ثَنَا أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنِي هِشَامٌ الْعَابِدُ ، حَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ نُسَيٍّ ، وَكَانَ عَامِلًا لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ عَلَى الْأُرْدُنِّ ، قَالَ : مَرَرْتُ بِنَاسٍ قَدِ اجْتَمَعُوا عَلَى شَيْخٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ ، فَفَرَّجُوا عَنِّي ، فَإِذَا شَيْخٌ يُحَدِّثُ ، يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ ثَلَاثًا عِنْدَكُمْ أَمَانَةٌ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ فَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ إِنْ قَالَ : صَلَّيْتُ وَلَمْ يُصَلِّ ، وَصُمْتُ وَلَمْ يَصُمْ ، وَاغْتَسَلْتُ مِنَ الْجَنَابَةِ وَلَمْ يَغْتَسِلْ . قَالَ : فَقَالَ مَنْ يَمِينِي : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيُّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ