فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ ، ثنا مُسْلِمُ الْمُلَائِيُّ ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ ، وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : إِنَّ عَلِيًّا يَقَعُ فِيكَ إِنَّكَ تَخَلَّفْتَ عَنْهُ ، فَقَالَ سَعْدٌ : وَاللَّهِ إِنَّهُ لَرَأْيٌ رَأَيْتُهُ ، وَأَخْطَأَ رَأْيِي ، إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أُعْطِيَ ثَلَاثًا لِأَنْ أَكُونَ أُعْطِيتُ إِحْدَاهُنَّ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، لَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرٍ خُمٍّ بَعْدَ حَمْدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ : هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ ، فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، وَالِ مَنْ وَالَاهُ ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَجِيءَ بِهِ يَوْمَ خَيْبَرَ وَهُوَ أَرْمَدُ مَا يُبْصِرُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أَرْمَدُ ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ ، وَدَعَا لَهُ فَلَمْ يَرْمَدْ حَتَّى قُتِلَ ، وَفُتِحَ عَلَيْهِ خَيْبَرُ وَأَخْرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَمَّهُ الْعَبَّاسَ وَغَيْرَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ : تُخْرِجُنَا وَنَحْنُ عَصَبَتُكَ وَعُمُومَتُكَ وَتُسْكِنُ عَلِيًّا ؟ فَقَالَ : مَا أَنَا أَخْرَجْتُكُمْ وَأَسْكَنْتُهُ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَخْرَجَكُمْ وَأَسْكَنَهُ