أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَى تَبُوكَ حَتَّى أَتَى وَادِيَ الْقُرَى ، فَإِذَا امْرَأَةٌ فِي حَدِيقَةٍ لَهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اخْرُصُوا ، فَخَرَصَ الْقَوْمُ عَشَرَةَ أَوْسُقٍ ، وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ : أَحْصِي مَا يَخْرُجُ مِنْهَا حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكِ ، فَسَارَ حَتَّى أَتَى تَبُوكَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمُ اللَّيْلَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ ، فَلَا يَقُومَنَّ فِيهَا أَحَدٌ ، وَمَنْ كَانَ لَهُ بَعِيرٌ فَلْيُوثِقْ عِقَالَهُ . فَهَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ ، فَلَمْ يَقُمْ فِيهَا إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ فَأَلْقَتْهُ فِي جَبَلِ طَيِّئٍ . قَالَ : فَأَتَاهُ مَلِكُ أَيْلَةَ ، وَأَهْدَى لَهُ بَغْلَةً بَيْضَاءَ ، وَكَسَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رِدَاءَهُ ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَتَى وَادِيَ الْقُرَى ، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ : كَمْ جَاءَتْ حَدِيقَتُكِ ؟ ، قَالَتْ : عَشَرَةُ أَوْسُقٍ خَرْصَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . قَالَ : ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنِّي مُسْتَعْجِلٌ ، مَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَجَّلَ مَعِي فَلْيَفْعَلْ ، فَسَارَ حَتَّى إِذَا أَوْفَى عَلَى الْمَدِينَةِ ، قَالَ : هَذِهِ طَيْبَةُ أَوْ طَابَةُ ، فَلَمَّا رَأَى أُحُدًا قَالَ : هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الْأَنْصَارِ ؟ ، قَالُوا : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : خَيْرُ دُورِ الْأَنْصَارِ ، بَنُو النَّجَّارِ ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالَّذِينَ يَلُونَهُمْ ؟ ، قَالُوا : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : بَنُو سَاعِدَةَ ، وَبَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ