حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ الْعَسْقَلَانِيُّ ، نا ابْنُ وَهْبٍ ، أنا سُفْيَانُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِي مَاجِدٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ مَسْعُودٍ بِابْنِ أَخِيهِ وَهُوَ سَكْرَانُ ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : تَرْتِرُوهُ وَمَزْمِزُوهُ وَاسْتَنْكِهُوهُ ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ ، فَوَجَدُوا مِنْهُ رِيحَ الشَّرَابِ ، فَأَمَرَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ ، ثُمَّ أَخْرَجَهُ الْغَدَ ، ثُمَّ أَمَرَ بِسَوْطٍ فَدُقَّتْ ثَمَرَتُهُ حَتَّى آضَتْ لَهُ مِخْفَقَةٌ ، فَقَالَ لِلْجَلَّادِ : اجْلِدْ وَارْجِعْ يَدَكَ ، فَضَرَبَهُ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ أَوْجَعَهُ ، ثُمَّ قَالَ : لَبِئْسَ ـ لَعَمْرُ اللَّهِ ـ وَلِيُّ الْيَتِيمِ ؛ مَا أَدَّبْتَ فَأَحْسَنْتَ الْأَدَبَ ، وَمَا سَتَرْتَ الْخَرَبَةَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِنَّهُ لَابْنُ أَخِي ، وَإِنِّي لَأَجِدُ لَهُ مِنَ اللَّوْعَةِ مَا أَجِدُ لِوَلَدِي ، وَلَكِنْ لَمْ أَلْهُ ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : إِنَّ اللَّهَ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ ، وَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لِوَالِي أَمْرٍ أَنْ يُؤْتَى بِحَدٍّ إِلَّا أَقَامَهُ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَرَقَ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ هَذَا سَرَقَ ، فَكَأَنَّمَا أَسَفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَمَادًا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا كَأَنَّهُ شَقَّ عَلَيْكَ قَالَ : وَمَا يَمْنَعُنِي وَأَنْتُمْ أَعْوَانُ الشَّيْطَانِ ، وَاللَّهُ عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ ، لَا يَنْبَغِي لِوَالِي أَمْرٍ أَنْ يُؤْتَى بِحَدٍّ إِلَّا أَقَامَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ {{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }} حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، نا يَحْيَى بْنُ مُوسَى ، نا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، نا سُفْيَانُ ، عَنْ يَحْيَى ، بِمِثْلِهِ