حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَرَّاقُ ، نا عَارِمٌ ، نا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ الْعَائِشِيُّ ، عَنْ عَقِيلٍ الْجَعْدِيِّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ : تَدْرِي أَيُّ عُرَى الْإِيمَانِ أَوْثَقُ ؟ قَالَ : قُلْتُ ، اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : الْوَلَايَةُ فِي اللَّهِ ، الْحَبُّ فِيهِ وَالْبُغْضُ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ : أَتَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : فَإنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عَقْلًا أَفْضَلُهُمْ عَمَلًا إِذَا فَقِهُوا فِي دِينِهِمْ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ : هَلْ تَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ : أَعْلَمُ النَّاسِ أَبْصَرُهُمْ بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ ، وَإِنْ كَانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ ، وَاخْتَلَفَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا فِي اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، نَجَا مِنْهَا ثَلَاثٌ ، وَهَلَكَ سَائِرُهَا ، فِرْقَةٌ آزَتِ الْمُلُوكُ وَقَاتَلُوهُمْ عَلَى دِينِ اللَّهِ وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ حَتَّى قُتِلُوا ، وَفِرْقَةٌ لَمْ تَكُنْ مُوَازَاةَ الْمُلُوكِ ، فَأَقَامُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِهِمْ فَدَعَوْهُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، فَأَخَذَتْهُمُ الْمُلُوكُ ، فَقَتَلَتْهُمْ وَقَطَّعَتْهُمْ ، وَفِرْقَةٌ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ طَاقَةُ لِمُوَازَاةِ الْمُلُوكِ ، وَلَا بِأَنْ يُقِيمُوا بَيْنَ ظَهْرَانِيِّ قَوْمِهِمْ فَيَدْعُونَهُمْ إِلَى دِينِ اللَّهِ وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، فَسَاحُوا فِي الْأَرْضِ ، هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ : {{ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ }} ، وَالْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِي وَصَدَّقُونِي ، وَالْفَاسِقُونَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِي وَجَحَدُونِي