حديث رقم: 231

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ ، ثنا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : خَطَبَ النَّاسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِالْجَابِيَةِ , فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَامَ فِي مِثْلِ مَقَامِي هَذَا , فَقَالَ : أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِي , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ , ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ عَلَى الْيَمِينِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ عَلَيْهَا , وَيَشْهَدُ عَلَى الشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ عَلَيْهَا , فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَنَالَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ أَلَا لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ , أَلَا وَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ تَسُوؤُهُ سَيِّئَتُهُ , وَتَسُرُّهُ حَسَنَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ

حديث رقم: 232

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ثنا يُوسُفُ ، ثنا جَرِيرٌ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ : كُنَّا مَعَ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ , فَجَاءَ كِتَابُ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ إِلَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ مِنْهُ شَيْءٌ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا هَكَذَا , وَقَالَ أَبُو عُثْمَانَ بِأُصْبُعَيْهِ اللَّتَيْنِ تَلِيَانِ الْإِبْهَامَ , قَالَ فَرَأَيْتُهُمَا أَزْرَارَ الطَّيَالِسَةِ حِينَ رَأَيْتُ الطَّيَالِسَةَ

حديث رقم: 233

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ أَيُّوبَ الطَّائِيِّ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الشَّامَ عَرَضَتْ لَهُ مَخَاضَةٌ , فَنَزَلَ عَنْ بَعِيرِهِ وَنَزَعَ مُوقَيْهِ , فَأَمْسَكَهُمَا بِيَدِهِ , وَخَاضَ الْمَاءَ وَمَعَهُ بَعِيرُهُ , فَقَالَ لَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ : قَدْ صَنَعْتَ الْيَوْمَ صَنِيعًا عَظِيمًا يَعْنِي خُفَّيْهِ عِنْدَ أَهْلِ الْأَرْضِ صَنَعْتَ كَذَا وَكَذَا , فَصَكَّ عُمَرُ فِي صَدْرِهِ , وَقَالَ : أَوَّهْ , لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ أَذَلَّ النَّاسِ , وَأَحْقَرَ النَّاسِ , وَأَقَلَّ النَّاسِ , فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ , فَمَهْمَا تَطْلُبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِهِ يُذِلَّكُمُ اللَّهُ تَعَالَى

حديث رقم: 234

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ثنا الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ الْأَعْرَجُ ، ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا عَوْنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، وَنَصَرِ بْنِ عَاصِمٍ ، وَحُمَيْدٍ الْحِمْيَرِيِّ قَالُوا : خَرَجْنَا حُجَّاجًا , فَقَضَيْنَا نُسُكَنَا قُلْنَا : لَوْ مَرَرْنَا بِابْنِ عُمَرَ أَوْ لَقِينَاهُ , فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ الْبَصْرَةِ قَالَ : فَانْطَلَقُوا يُرِيدُونَهُ , فَإِذَا بِهِ مُقْبِلًا , فَقَالُوا : هَذَا ابْنُ عُمَرَ , فَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ : دَعُونِي إِلَى كَلَامِهِ قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَيْهِ قَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ , إِنَّا حَجَجْنَا , فَلَمَّا قَضَيْنَا نُسُكَنَا نُرِيدُ النَّفْرَ أَرَدْنَا أَنْ نَسْأَلَكَ عَمَّا اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ مِصْرِنَا قَالَ : وَفِيمَ اخْتَلَفُوا ؟ قَالَ : اخْتَلَفُوا فِي الْقَدَرِ قَالَ : مَا قَالُوا ؟ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : {{ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ }} , وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ , وَخَيَّرَ ؛ قَالَ : مَنْ قَالَ ذَاكَ ؟ قَالَ : لَا يَضُرُّكُ أَلَّا تَسْأَلَ قَالَ : مَا أَنَا بِمُنْبِئُكُمْ حَتَّى تَنْبِئُونِي مَنْ قَالَهُ قَالَ : فَقَالَ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ قَالَ : فَإِذَا لَقِيتَهُ فَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ مِنِّي بَرِيءٌ , وَأَنِّي مِنْهُ بَرِيءٌ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ , فَإِنِّي بَيْنَمَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا جَاءَهُ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَيْهِ ثِيَابٌ بَيَاضٌ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ , فَسَلَّمَ قَالَ : فَأَعْجَبَنَا حَيْثُ جَاءَ , فَقُلْنَا : نَسْمَعُ , فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ , وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ , وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ , وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلَاةَ , وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ , وَتَحُجَّ الْبَيْتَ قَالَ : صَدَقْتَ قَالَ : فَقَوْلُهُ صَدَقْتَ أَعْجَبُ عِنْدَنَا مِنْ مَسْأَلَتِهِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : تُؤْمِنُ بِاللَّهِ , وَمَلَائِكَتِهِ , وَكُتُبِهِ , وَرُسُلِهِ , وَبِالْبَعْثِ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ , وَبِالْجَنَّةِ , وَالنَّارِ , وَبِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ بِهَا مِنَ السَّائِلِ , وَلَكَنْ لَهَا أَشْرَاطَ قَالَ : وَمَا أَشْرَاطُهَا ؟ قَالَ : إِذَا الْمَرْأَةُ وَلَدَتْ رَبَّهَا , وَإِذَا رُعَاةُ الْبَهْمِ كَانُوا قَادَةَ النَّاسِ , وَإِذَا أُشِيدَ الْبِنَاءُ , وَظَهَرَ الْفُحْشُ قَالَ : ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ , فَذَهَبَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : عَلَيَّ الرَّجُلَ , فَطَلَبُوهُ , فَلَمْ يُلْقُوهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا رَأَيْنَاهُ قَالَ : تَدْرُونَ مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : لَا قَالَ : هَذَا جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ مَعَالِمَ دِينِكُمْ

حديث رقم: 235

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبُسْرِيُّ ، ثنا مُحَمَّدٌ يَعْنِي غُنْدَرًا ، ثنا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ ذَرٍّ ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ رَجُلًا أَتَى عُمَرَ , فَقَالَ : إِنِّي أَجْنَبُ , فَلَمْ أَجِدِ الْمَاءَ , فَقَالَ عُمَرُ : لَا تُصَلِّ , فَقَالَ عَمَّارٌ : أَمَا تَذْكُرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِي سَرِيَّةٍ , فَأَجْنَبْنَا , فَلَمْ نَجِدْ مَاءً , فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ , وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ بِالتُّرَابِ , وَصَلَّيْتُ , فَلَمَّا أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ , وَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِيَدَيْهِ الْأَرْضَ , وَنَفَخَ فِيهِمَا , وَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ

حديث رقم: 236

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا مُطَرِّفٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : فَرَضَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ عَشَرَةَ آلَافٍ عَشَرَةَ آلَافٍ , فَزَادَ عَائِشَةَ أَلْفَيْنِ , وَقَالَ : إِنَّهَا حَبِيبَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَّا جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ , وَصَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ فَإِنَّهُ فَرَضَ لَهُمَا سِتَّةَ أَلْفٍ قَالَ أَسْبَاطٌ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ : فَلَقِيتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ , فَقُلْتُ : إِنَّهُمْ يَدَّعُونَ أَنَّهُ إِنَّمَا نَقَصَهُمَا مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا مُلِكَتَا قَالَ : فَأَنْكَرَ ذَلِكَ أَشَدَّ الْإِنْكَارِ , ثُمَّ قَالَ : إِنَّمَا نَقَصَهُمَا مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا لَمْ تُهَاجِرَا

حديث رقم: 237

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ ، ثنا إِسْحَاقُ الْفَرْوِيُّ ، ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ , وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ ذَكَرَ لِي ذِكْرًا مِنْ حَدِيثِهِ ذَلِكَ , فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ , فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ الْحَدِيثِ , فَقَالَ مَالِكٌ : بَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي أَهْلِي حِينَ مَتَعَ النَّهَارُ إِذَا رَسُولُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَأْتِينِي , فَقَالَ : أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى أَدْخُلَ عَلَى عُمَرَ , فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى رِمَالِ سَرِيرٍ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فِرَاشٌ , مُتَّكِئٌ عَلَى وِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ , فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ , ثُمَّ جَلَسْتُ , فَقَالَ : يَا مَالِ , إِنَّهُ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ قَوْمِكَ أَهْلُ أَبْيَاتٍ , وَقَدْ أَمَرْتُ فِيهِمْ , فَاقْبِضْهُ , فَاقْسِمْهُ فِيهِمْ , فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , لَوْ أَمَرْتَ بِهِ غَيْرِي ؟ قَالَ : اقْبِضْهُ أَيُّهَا الْمَرْءُ قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَهُ أَتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَأُ , فَقَالَ : هَلْ لَكَ فِي عُثْمَانَ , وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ , وَالزُّبَيْرِ , وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يَسْتَأْذِنُونَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , ائْذَنْ لَهُمْ , فَدَخَلُوا , وَسَلَّمُوا , فَجَلَسُوا , ثُمَّ جَلَسَ يَرْفَأُ يَسِيرًا , ثُمَّ قَالَ : هَلْ لَكَ فِي عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ , فَأَذِنَ لَهُمَا قَالَ : فَدَخَلَا , فَسَلَّمَا , وَجَلَسَا , فَقَالَ عَبَّاسٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , اقْضِ بَيْنِي وَبَيْنَ هَذَا , وَهُمَا يَخْتَصِمَانِ فِيمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ , فَقَالَ الرَّهْطُ عُثْمَانُ وَأَصْحَابُهُ اقْضِ بَيْنَهُمَا وَأَرِحْ أَحَدَهُمَا مِنَ الْآخَرِ , فَقَالَ عُمَرُ : أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ , هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ يُرِيدُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَفْسَهُ ؟ قَالَ الرَّهْطُ : قَدْ قَالَ ذَلِكَ , فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ , فَقَالَ : أَنْشُدُكُمَا هَلْ تَعْلَمَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ ذَلِكَ ؟ قَالَا : قَدْ قَالَ ذَلِكَ . قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَإِنِّي أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ كَانَ خَصَّ رَسُولَهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي هَذَا الْفَيْءِ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ , ثُمَّ قَرَأَ : {{ وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ }} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ قَدِيرٌ }} , فَكَانَتْ هَذِهِ خَاصَّةً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , ثُمَّ وَاللَّهِ مَا احْتَازَهَا دُونَكُمْ , وَلَا اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ , قَدْ أَعْطَاكُمُوهُ , وَبَثَّهَا فِيكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ , فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ مِنْ هَذَا الْمَالِ , ثُمَّ يَأْخُذُ مَا بَقِيَ , فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ , فَعَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِذَلِكَ حَيَاتَهُ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : نَعَمْ , ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ وَلِلْعَبَّاسِ : أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمَانِ ذَلِكَ ؟ قَالَ عُمَرُ : ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا وَلِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَقَبَضَهَا أَبُو بَكْرٍ فَعَمِلَ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ فِيهَا لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ , ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ , وَكُنْتُ أَنَا وَلِيُّ أَبِي بَكْرٍ , فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ مِنْ إِمَارَتِي أَعْمَلُ فِيهَا بِمَا عَمِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَبِمَا عَمِلَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ , وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي فِيهَا لَصَادِقٌ بَارٌّ رَاشِدٌ تَابِعٌ لِلْحَقِّ , ثُمَّ جِئْتُمَانِي تُكَلِّمَانِي , وَكَلِمَتُكُمَا وَاحِدَةٌ , وَأَمْرُكُمَا جَمِيعٌ وَاحِدٌ , فَجِئْتَنِي يَا عَبَّاسُ , تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ , وَجَاءَنِي هَذَا يُرِيدُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُرِيدُ نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِنْ أَبِيهَا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَقُلْتُ لَكُمَا : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ , فَلَمَّا بَدَا لِي أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْكُمَا قُلْتُ : إِنْ شِئْتُمَا دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا عَلَى أَنَّ عَلَيْكُمَا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَتَعْمَلَانِ فِيهَا بِمَا عَمِلَ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَبِمَا عَمِلَ فِيهَا أَبُو بَكْرٍ , وَبِمَا عَمِلْتُ فِيهَا مُنْذُ وُلِّيتُهَا , فَقُلْتُمَا : ادْفَعْهَا إِلَيْنَا , فَبِذَلِكَ دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ دَفَعَتْ إِلَيْكُمَا ؟ قَالَ الرَّهْطُ : نَعَمْ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ , فَقَالَ : أَنْشُدُكُمَا بِاللَّهِ هَلْ دَفَعْتُهَا إِلَيْكُمَا بِذَلِكَ ؟ قَالَا : نَعَمْ قَالَ : فَتَلْتَمِسَانِ قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ ؟ فَوَاللَّهِ , الَّذِي بِإِذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا أَقْضِي فِيهَا قَضَاءً غَيْرَ ذَلِكَ , فَإِنْ عَجَزْتُمَا عَنْهَا , فَادْفَعَاهَا إِلَيَّ , فَأَنَا أَكْفِيكُمَاهَا

حديث رقم: 238

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهَا سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى إِذَا جَاءَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُرِيدُ تَبُوكَ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَبْكِي , وَيَقُولُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَتُخَلِّفُنِي مَعَ الْخَوَالِفِ ؟ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا النُّبُوَّةَ