حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ : مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَمَعَ لِأَحَدٍ فِدَاءَ أَبَوَيْهِ غَيْرِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ، فَإِنَّهُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَعَلَ يَوْمَ أُحُدٍ يَقُولُ لَهُ : ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي
وَحَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ الْكَيْسَانِيُّ قَالَا : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ قَالَ لِأَبِيهِ : يَا أَبَهْ ، لَقَدْ رَأَيْتُكَ ، وَإِنَّكَ لَتَحْمِلُ عَلَى فَرَسِكَ الْأَشْقَرِ ، فَقَالَ : هِيهِ ، وَهَلْ رَأَيْتَنِي أَيْ بُنَيَّ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ حِينَئِذٍ جَمَعَ لِأَبِيكَ أَبَوَيْهِ يَقُولُ : احْمِلْ ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي
وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، يَوْمَ الْخَنْدَقِ فِي الْأُطُمِ ، فَكَانَ يُطَأْطِئُ لِي , وَأُطَأْطِئُ لَهُ ، فَنَظَرَ إِلَى الْقِتَالِ ، فَرَأَيْتُ أَبِي يَوْمَئِذٍ يَجُولُ فِي السَّبَخَةِ , يَكِرُّ عَلَى هَؤُلَاءِ مَرَّةً ، وَيَكِرُّ عَلَى هَؤُلَاءِ مَرَّةً ، فَقُلْتُ : قَدْ رَأَيْتُكَ تَجُولُ فِي السَّبَخَةِ , تَكِرُّ عَلَى هَؤُلَاءِ مَرَّةً ، وَتَكِرُّ عَلَى هَؤُلَاءِ مَرَّةً , قَالَ : قَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْيَوْمَ أَبَوَيْهِ
وَحَدَّثَنَا يُونُسُ ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ : لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ
وَحَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، نَحْوَهُ . يَعْنِي مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي لَمْ يَتَجَاوَزْ بِهِ زِرٌّ ، وَهُوَ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَاجِدًا ، فَجَعَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَرْكَبَانِ عَلَى ظَهْرِهِ , قَالَ : فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : بِأَبِي أَنْتُمَا وَأُمِّي ، مَنْ أَحَبَّنِي ، فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ وَالَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَ هَذَا الْبَابِ يَدُلُّ عَلَى مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَرَادَ لِمَنْ قَالَ لَهُ هَذِهِ الْأَقْوَالَ الْمَذْكُورَةَ فِي هَذِهِ الْآثَارِ ، وَهُوَ : لَوْ أَقْدِرُ عَلَى أَنْ أَجْعَلَ أَبِي وَأُمِّي فِدَاءً لِمَنْ جَعَلْتَهُمَا فِدَاءً له لَفَعَلْتُ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ قَدْ بَلَغَ مِنْ قَلْبِهِ نِهَايَةَ مَا يَبْلُغُ مِثْلُهُ مِنْهُ ، وَيَكُونُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ لَهُ قَدْ عَلِمَ مِنْهُ أَنَّهُ مِنْ قَلْبِهِ فِي نِهَايَةِ مَا يَكُونُ مِنْهُ مِثْلُهُ مِنْ قَلْبِ مِثْلِهِ ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ