حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ وَحَدَّثَنَا فَهْدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، ثُمَّ اجْتَمَعَا فَقَالَا : عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ }} قَالَ : شُكْرَكُمْ ، تَقُولُونَ : مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا ، وَكَذَا ، وَنَجْمِ كَذَا ، وَكَذَا وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَهُ ، وَلَمْ يَرْفَعْهُ
وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ الْجَوْهَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، ثُمَّ اجْتَمَعَا ، فَقَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا : عَنْ أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ : وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ ، أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ قَالَ : نَزَلَتْ بِالْأَنْوَاءِ ، كَانُوا إِذَا مُطِرُوا مِنَ اللَّيْلِ ، فَإِذَا أَصْبَحُوا ، قَالُوا : مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا ، وَكَذَا ، وَكَانَ قَوْلُهُمْ ذَلِكَ كُفْرًا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ عَلَى مَا أَنْزَلْتُ عَلَيْكُمْ مِنَ الرِّزْقِ ، وَالْغَيْثِ ، أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ تَقُولُونَ : مُطِرْنَا بِنَوْءِ كَذَا ، وَكَذَا وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا ، أَنَّهُ قَرَأَ مَكَانَ : وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ ، {{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ }} *
كَمَا قَدْ حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تَكْذِبُونَ }} قَالَ : هُوَ الِاسْتِسْقَاءُ بِالْأَنْوَاءِ فَتَأَمَّلْنَا مَا فِي هَذِهِ الْآثَارِ ، فَوَجَدْنَا فِي بَعْضِهَا : وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ مَكَانَ مَا يَقْرَأُ : {{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ }} ، فَكَانَ ذَلِكَ مَفْتُوحُ الْمَعْنَى ، وَكَانَ ذَلِكَ كَمَا تَقُولُ الْعَرَبُ : زُرْتُكَ لِتُكْرِمَنِي ، فَجَعَلْتُ زِيَارَتِي أَنَّكَ اسْتَخْفَفْتَ بِي ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى : جَعَلْتَ ثَوَابَ زِيَارَتِي الِاسْتِخْفَافَ بِي ، فَمِثْلُ ذَلِكَ جَعَلْتُمُ الشُّكْرَ لِمَا كَانَ مِنِّي إِلَيْكُمُ التَّكْذِيبَ ، كَذَلِكَ قَالَ الْفَرَّاءُ وَوَجَدْنَا فِي بَعْضِهَا مَا يَقْرَءُونَهُ وَهُو {{ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تَكْذِبُونَ }} فَكَانَ مَعْنَى ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَى الْمَعْنَى الْآخَرُ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُسَمِّي الشُّكْرَ الرِّزْقَ مِنْهُمْ أَزْدُ شَنُوءَةَ ، ذَكَرَ ذَلِكَ قُطْرُبُ وَالْفَرَّاءُ جَمِيعًا ، فَرَجَعَ مَعْنَى ذَلِكَ إِلَى مَعْنَى مَا قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي الْمُرَادِ بِقَوْلِهِ : وَتَجْعَلُونَ شُكْرَكُمْ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِيمَا كَانُوا يَقُولُونَهُ عِنْدَ الْمَطَرِ ، كَانُوا يُعَانُونَ بِهِ ، وَيَجِبُ عَلَيْهِمُ الشُّكْرُ عِنْدَهُ
مَا قَدْ حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَتَّابِ بْنِ حُنَيْنٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ حَبَسَ اللَّهُ الْقَطْرَ عَنِ النَّاسِ تِسْعَ سِنِينَ ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ لَأَصْبَحَ قَوْمٌ كَافِرِينَ ، يَقُولُونَ : مُطِرْنَا بِنَوْءِ الْمِجْدَحِ
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَيُصَبِّحُ الْقَوْمَ بِالنِّعْمَةِ ، أَوْ يُمَسِّيهِمْ بِهَا ، ثُمَّ يُصْبِحُ قَوْمٌ بِهَا كَافِرِينَ ، يَقُولُونَ : بِنَوْءِ كَذَا ، وَكَذَا قَالَ مُحَمَّدٌ : فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، فَقَالَ : وَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَا هَذَا مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَهَذَا الَّذِي كَانُوا يَقُولُونَهُ ، فَيُصْبِحُونَ بِقَوْلِهِمْ إِيَّاهُ كَافِرِينَ ، أَيْ : كَافِرِينَ لِنِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، لَا كَافِرِينَ بِمَا سِوَى ذَلِكَ ، وَهَذَا مِثْلُ مَا يَرْوِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، مِمَّا قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِيمَا تَقَدَّمَ مِنَّا فِي كِتَابِنَا هَذَا ، مِنْ قَوْلِهِ : وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ، فَقِيلَ : لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، فَقَالَ : بِكُفْرِهِنَّ ، فَقِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ؟ ، فَقَالَ : لَا ، يَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ ، وَيَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ وَاللَّهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ