حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِيُّ أَبُو يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، فَقَرَّبَتْ إِلَيَّ تَمْرًا ، فَقَالَتْ : تَمْرٌ طَيِّبٌ ، فَكُلْ . قُلْتُ : إِنَّ هَذَا لَطَيِّبٌ . قَالَتْ : مَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : عَامِرٌ . قَالَتِ : الشَّعْبِيُّ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، حَدِّثِينِي حَدِيثًا سَمِعْتِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . فَقَالَتْ : قَامَ يَوْمًا عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لَمْ يَأْتِنِي خَبَرٌ مِنْ عَدُوِّكُمْ . فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : وَلَكِنْ حَدَّثَنِي تَمِيمٌ الدَّارِيُّ أَنَّ نَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ رَكِبُوا الْبَحْرَ ، فَعَصَفَتِ الرِّيحُ ، فَأَضَافَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ ، فَنَزَلُوا ، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ تَجُرُّ شَعَرَهَا ، قُلْتُ : مَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ أَوِ الدَّسَّاسَةُ فَقَالَتِ : انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الدَّيْرِ ، فَإِنَّ ثَمَّ الْخَبَرَ إِلَى دَيْرٍ قَرِيبٍ مِنَّا . قَالُوا : فَانْطَلَقْنَا ، فَإِذَا الدَّجَّالُ نَعْرِفُهُ بِعَيْنِهِ ، قَالَ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : أُمَّةُ مُحَمَّدٍ ، فَفَرِحَ ، فَقَالَ : أَوَ قَدْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ ؟ ثُمَّ سَأَلَهُمْ عَنْ زُغَرَ ، وَعَنْ طَبَرِيَّةَ ، وَعَنْ نَخَلَاتِ بَيْسَانَ ، ثُمَّ شَالَ بِإِحْدَى رِجْلَيْهِ ، فَإِذَا هُمَا مُقَيَّدَتَانِ ، فَقَالَ : لَوْ أُطْلِقَتْ هَذِهِ لَوَطِئْتُ بِهَا الْأَرْضَ كُلَّهَا إِلَّا الْمَدِينَةَ