قَالَ إِسْحَاقُ : أنا جَرِيرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ : نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ ، وَمَعَهَا رَجُلٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، قَدْ نِيطُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا إِلَى الْأَرْضِ ، الْحم الْأَرْضِ تَرْتَجُّ وَهِيَ مَكِّيَّةٌ ، غَيْرَ آيَتَيْنِ : {{ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ }}
قَالَ إِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ : مَا تَقُولُونَ فِي هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ : {{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا }} ، وَ {{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }} ؟ قَالُوا : إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ، ثُمَّ عَمِلُوا بِهَا ، وَاسْتَقَامُوا عَلَى أَمْرِهِ ، قَالُوا : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ، لَمْ يُذْنِبُوا قَالَ : لَقَدْ حَمَلْتُمُوهَا عَلَى أَمْرٍ شَدِيدٍ {{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }} يَقُولُ بِشِرْكٍ , وَ {{ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا }} عَلَيْهَا ، فَلَمْ يَعْدِلُوا عَنْهَا بِشِرْكٍ وَلَا غَيْرِهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ بَعْضِ الْمَكِّيِّينِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلُهُ تَعَالَى : {{ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }} قَالَ : الْبِدَعُ وَالشُّبُهَاتُ
وَقَالَ مُسَدَّدٌ : ثنا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مُجَمِّعٍ التَّيْمِيِّ ، حَدَّثَهُ عَنْ مَاهَانَ قَالَ : إِنَّ قَوْمًا أَتَوَا النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالُوا : إِنَّا أَصَبْنَا ذُنُوبًا عِظَامًا ، فَمَا إِخَالُهُ رَدَّ عَلَيْهِمْ ، فَلَمَّا أَدْبَرُوا نَزَلَتْ : {{ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }} الْآيَةَ ، فَدَعَاهُمْ فَتَلَاهَا عَلَيْهِمْ
قَالَ مُسَدَّدٌ : ثنا أَبُو الْأَحَوَصِ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ ، عَنْ حَسَّانَ الْفِهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ }} قَالَ : مَا مِنْ شَجَرَةٍ فِي بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ ، إِلَّا وَبِهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ يَكْتُبُ مَا يَسْقُطُ مِنْ وَرَقِهَا
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : ثنا أَبُو بَدْرٍ ، عَنْ عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : لِيَتَّقِ اللَّهَ امْرُؤٌ أَلَّا يَكُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي شَيْءٍ ، ثُمَّ قَرَأَتْ هَذِهِ الْآيَةَ : {{ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ }}
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ ، ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ ، ثنا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ خَالِدٍ الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا جَلَسَ النَّاسُ حَوْلَهُ صَلَّى صَلَاةً خَفِيفَةً ، تَامَّةَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، فَسَجَدَ ذَاتَ يَوْمٍ ، فَأَطَالَ السُّجُودَ ، حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ ، أَنِ اسْكُتُوا فَإِنَّهُ نَزَلَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَطَلْتَ السُّجُودَ حَتَّى أَوْمَأَ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ أَنَّهُ نَزَلَ عَلَيْكَ . قَالَ : لَا ، وَلَكِنَّهَا كَانَتْ صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ سَأَلْتُ اللَّهَ ثَلَاثًا ، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً ، سَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ عُذِّبَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَلَا يُسَلِّطَ عَلَى عَامَّتِكُمْ عَدُوًّا يَسْتَبِيحُهَا ، فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَلَا يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ، فَمَنَعَنِيهَا قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَبُوكَ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، عَدَدَ أَصَابِعِهِ هَذِهِ عَشْرًا . وَقَالَ الْبَزَّارُ حَدَّثَنَا عَلَى بْنُ الْمُنْذِرِ ثنا ابْنُ فُضَيْلٍ ، نَحْوَهُ
قَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا حُسَيْنُ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ ، ثنا أَبِي ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْأَزْدِيِّ ، عَنْ أَبِي الْكَنُودِ ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {{ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ }} قَالَ : جَاءَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ وَعُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنٍ الْفَزَارِيُّ ، فَوَجَدُوا النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَاعِدًا مَعَ بِلَالٍ وَصُهَيْبٍ وَخَبَّابٍ وَنَاسٍ مِنَ الضُّعَفَاءِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَمَّا رَأَوْهُمْ حَوْلَهُ حَقَرُوهُمْ ، وَأَتَوْهُ فَخَلَوْا بِهِ ، فَقَالُوا : إِنَّا نُحِبُّ أَنْ نَجْعَلَ لَكَ مِنَّا مَجْلِسًا تَعْرِفُ لَنَا بِهِ الْعَرَبُ فَضْلَنَا ، فَإِنَّ وُجُوهَ الْعَرَبِ تَفِدُ عَلَيْكَ ، فَنَسْتَحِي أَنْ تَرَانَا الْعَرَبُ وَهَذِهِ الْأَعْبُدَ ، فَإِذَا نَحْنُ جِئْنَاكَ ، فَأَقِمْهُمْ عَنَّا ، فَإِذَا نَحْنُ فَرَغْنَا فَأَقْعِدْهُمْ إِنْ شِئْتَ قَالَ : نَعَمْ . قَالُوا : فَاكْتُبْ لَنَا عَلَيْكَ كِتَابًا قَالَ : فَدَعَا بِالصَّحِيفَةِ ، وَدَعَا عَلِيًّا لِيَكْتُبَ ، وَنَحْنُ قُعُودٌ فِي نَاحِيَةٍ ، إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : {{ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }} إِلَى قَوْلِهِ : {{ مِنَ الظَّالِمِينَ }} ثُمَّ قَالَ : {{ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }} فَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالصَّحِيفَةِ مِنْ يَدِهِ ثُمَّ دَعَانَا فَأَتَيْنَاهُ وَهُوَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : {{ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }} فَدَنَوْنَا مِنْهُ حَتَّى وَضَعْنَا رُكَبَنَا عَلَى رُكْبَتِهِ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَجْلِسُ مَعَنَا ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ قَامَ وَتَرَكَنَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {{ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }} قَالَ : مَجَالِسُ الْأَشْرَافِ ، {{ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا }} قَالَ : عُيَيْنَةَ وَالْأَقْرَعَ ، {{ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }} قَالَ : هَلَاكًا . ثُمَّ ضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ رَجُلَيْنِ بِمَثَلِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقْعُدُ مَعَنَا ، فَإِذَا بَلَغَ السَّاعَةَ الَّتِي يَقُومُ فِيهَا ، قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ ، وَإِلَّا صَبَرَ أَبَدًا حَتَّى نَقُومَ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، ثنا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، فَذَكَرَهُ بِتَمَامِهِ . وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيِّ ، مُخْتَصَرًا