قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : ثنا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا حَفْصُ أَبُو عُمَرَ الْقَارِئُ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ قَالَ : كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ فَسَمِعَ ضَجَّتَهُمْ ، فِي الْمَسْجِدِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ فَقَالَ : طُوبَى لِهَؤُلَاءِ ، هَؤُلَاءِ كَانُوا أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
وَقَالَ الْحَارِثُ : ثنا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، ثنا مُجَالِدٌ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ نُعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ . قَالُوا : مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ
قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثنا حَمَّادٌ ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مِنْ تَعْظِيمِ اللَّهِ احْتِرَامِ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ ، وَالْإِمَامِ الْعَدْلِ
قَالَ : ثنا أَحْمَدُ ، ثنا حَمَّادٌ ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِهْرِيِّ : إِنَّ رَجُلًا أَصَابَ مِنْ مَغْنَمٍ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ ذَهَبٍ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِيَدْعُوَ لَهُ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ عَادَ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ ، ثُمَّ عَادَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَقَالَ : مَا غَنِمَ فُلَانٌ أَفْضَلَ مِمَّا غَنِمْتَ ، تَعَلَّمْ خَمْسَ آيَاتٍ
قَالَ إِسْحَاقُ : أنا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ ، وَمَاتَ فِي الْجَمَاعَةِ ، بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ السَّفَرَةِ وَالْبَرَرَةِ ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ، وَهُوَ يَتَفَلَّتُ مِنْهُ ، آتَاهُ اللَّهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ ، وَمَنْ مَاتَ حَرِيصًا عَلَيْهِ ، وَلَا يَسْتَطِيعُهُ ، وَلَا يَدَعُهُ بَعَثَهُ اللَّهُ مَعَ أَشْرَفِ أَهْلِهِ وَفُضِّلُوا عَلَى الْخَلَائِقِ كَمَا فُضِّلَتِ النُّسُورُ عَلَى سَائِرِ الطَّيْرِ ، وَكَمَا فُضِّلَتْ عَيْنٌ فِي مَرْجَةٍ عَلَى مَا حَوْلَهَا ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا لَا تُلْهِيهِمْ رِعَايَةُ الْأَنْعَامِ عَلَى تِلَاوَةِ كِتَابِي ؟ فَيَقُومُونَ فَيَلْبِسُ أَحَدُهُمْ تَاجَ الْكَرَامَةِ ، وَيُعْطَى الْيُمْنَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِيَسَارِهِ ، ثُمَّ يُكْسَى أَبَوَاهُ إِنْ كَانَا مُسْلِمَيْنِ حُلَّةً خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، فَيَقُولَانِ : أَنَّى لَنَا هَذَا ، وَمَا بَلَغَتْ أَعْمَالُنَا ؟ فَيُقَالُ : إِنَّ وَلَدَكُمَا كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ هَذَا إِسْنَادٌ مُتَّصِلٌ لَكِنْ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا عُثْمَانُ يَعْنِي ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، ثنا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ . . . . . . الْحَدِيثَ
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : يَتَمَثَّلُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ قَدْ كَانَ حَمَلَهُ فَخَالَفَ أَمْرَهُ فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ قَالَ : فَيَقُولُ : يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَشَرَّ حَامِلٍ تَعَدَّى حُدُودِي ، وَضَيَّعَ فَرَائِضِي ، وَرَكِبَ مَعْصِيَتِي ، وَتَرَكَ طَاعَتِي ، فَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ عَلَيْهِ بِالْحُجَجِ حَتَّى يُقَالَ : فَشَأْنُكَ بِهِ فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ مَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكُبَّهُ عَلَى صَخْرَةٍ فِي النَّارِ . قَالَ : وَيُؤْتَى بِالْعَبْدِ الصَّالِحِ قَدْ كَانَ حَمَلَهُ ، فَحَفِظَ أَمْرَهُ ، فَيَتَمَثَّلُ خَصْمًا دُونَهُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ حَمَّلْتَهُ إِيَّايَ فَكَانَ خَيْرَ حَامِلٍ ، حَفِظَ حُدُودِي ، وَعَمِلَ بِفَرَائِضِي ، وَاجْتَنَبَ مَعْصِيَتِي ، وَعَمِلَ بِطَاعَتِي ، وَمَا يَزَالُ يَقْذِفُ لَهُ بِالْحُجَجِ ، حَتَّى يُقَالَ لَهُ : شَأْنُكَ بِهِ فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ فَمَا يُرْسِلُهُ حَتَّى يَكْسُوَهُ حُلَّةَ الْإِسْتَبْرَقِ ، وَيَعْقِدَ عَلَيْهِ تَاجَ الْمُلْكِ ، وَيَسْقِيَهُ كَأْسَ الْخَمْرِ هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا أَبُو خَيْثَمَةَ ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، بِهِ . هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ : ثنا وَكِيعٌ ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، يُقَالُ لَهُ يُحَنَّسَ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ بِخَمْسِمِائَةِ آيَةٍ إِلَى أَلْفِ آيَةٍ أَصْبَحَ لَهُ قِنْطَارٌ مِنَ الْأَجْرِ الْقِيرَاطُ مِنَ الْقِنْطَارِ مِثْلُ التَّلِّ الْعَظِيمِ وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، ثنا وَكِيعٌ ، بِهَذَا وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، بِهِ وَزَادَ فِي الْإِسْنَادِ بَعْدَ يُحَنَّسَ رَاشِدَ بْنَ سَعِيدٍ أَخٌ لِأُمِّ الدَّرْدَاءِ وَزَادَ فِي الْمَتْنِ : مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ فِي لَيْلَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَرَأَ بِمِائَتَيْ آيَةٍ ، كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : ثنا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : أَبْشِرُوا ، أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرْفُهُ بِيَدِ اللَّهِ ، وَطَرَفٌ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا ، وَلَنْ تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ : ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، بِهَذَا
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : ثنا أَبُو الْفَضْلِ ، ثنا اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَرَّ عَلَى أَصَحَابِهِ ، وَهُمْ جُلُوسٌ يَنْتَظِرُونَهُ ، فَلَمَّا خَرَجَ وَقَفَ عَلَيْهِمْ ، فَجَلَسَ فَقَالَ : أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَتَشْهَدُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَتَشْهَدُونَ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ؟ قَالُوا : بَلَى نَشْهَدُ عَلَى هَذَا . قَالَ : أَبْشِرُوا فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ سَبَبٌ مِنَ اللَّهِ طَرَفٌ بِيَدِ اللَّهِ ، وَطَرَفٌ بِأَيْدِيكُمْ ، فَاسْتَمْسِكُوا ، وَلَا تَضِلُّوا ، وَلَا تَهْلِكُوا بَعْدَهُ أَبَدًا
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : ثنا بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، ثنا عِيسَى هُوَ ابْنُ الْمُخْتَارِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ رَجُلًا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ ، ثُمَّ سَرَقَ آخِرَهُ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِذَا قَرَأَ أَوَّلَ اللَّيْلِ حَجَزَهُ آخِرَهُ عَنْ أَنْ يَسْرِقَ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثنا شَرِيكٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : الْقُرْآنُ غِنًى لَا فَقْرَ بَعْدَهُ ، وَلَا غِنًى دُونَهُ
وَقَالَ الْحَارِثُ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَحْسَنِ شَارَةٍ ، وَأَحْسَنِ هَيْئَةٍ قَالَ : فَيَقُولُ : يَا رَبِّ قَدْ أَعْطَيْتَ كُلَّ عَامَلٍ أَجْرَ عَمَلِهِ ، فَأَيْنَ أَجْرُ عَمَلِي ؟ قَالَ : فَيُكْسَى صَاحِبُ الْقُرْآنِ حُلَّةَ الْكَرَامَةِ ، وَيُتَوَّجُ تَاجَ الْمُلْكِ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ لَهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا قَالَ : فَيُعْطَى الْخُلْدَ بِيَمِينِهِ ، وَالنَّعِيمَ بِشِمَالِهِ قَالَ : فَيُقَالُ لَهُ : أَرَضِيتَ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ أَيْ رَبِّ هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحٌ
وَقَالَ : ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ ، ثنا دَاوُدُ أَبُو بَحْرٍ ، عَنْ صِهْرٍ يُقَالُ لَهُ مُسْلِمُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ ، عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ : إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ ، فَإِنَّهُ يَطْرُدُ بِجَهْرِ قِرَاءَتِهِ الشَّيْطَانَ ، وَفُسَّاقَ الْجِنِّ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ فِي الْهَوَاءِ ، وَسُكَّانَ الدَّارِ يَسْتَمِعُونَ لِقِرَاءَتِهِ وَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ ، فَإِذَا مَضَتْ هَذِهِ اللَّيْلَةُ وَأَقْبَلَتِ الْمَلَائِكَةُ الْمُسْتَأْنَفَةُ ، فَتَقُولُ : نَبِّهِيهِ لِسَاعَتِهِ ، وَكُونِي عَلَيْهِ خَفِيفَةً ، فَإِذَا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَاءَ الْقُرْآنُ فَوَقَفَ عِنْدَ رَأْسِهِ ، وَهُمْ يُغَسِّلُونَهُ ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْهُ ، دَخَلَ حَتَّى صَارَ بَيْنَ صَدْرِهِ وَكَفَنِهِ ، فَإِذَا وُضِعَ فِي حُفْرَتِهِ وَجَاءَهُ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ ، خَرَجَ الْقُرْآنُ حَتَّى صَارَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمَا ، فَيَقُولَانِ لَهُ : إِلَيْكَ عَنَّا ، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَسْأَلَهُ ، فَيَقُولُ : وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمُفَارِقِهِ قَالَ أَبُوعَبْدِ الرَّحْمَنِ : وَفِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إِلَيَّ هَذَا الْحَرْفُ : حَتَّى أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ كُنْتُمَا أُمِرْتُمَا فِيهِ بِشَيْءٍ فَشَأْنُكُمَا ، ثُمَّ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُنِي فَيَقُولُ : لَا وَاللَّهِ ، فَيَقُولُ : أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي كُنْتُ أُسْهِرُ لَيْلَكَ ، وَأُظْمِي نَهَارَكَ ، وَأَمْنَعُكَ شَهْوَتَكَ وَسَمْعَكَ وَبَصَرَكَ ، فَتَجُدنِي مِنَ الْأَخِلَّاءِ خَلِيلَ صِدْقٍ ، وَمِنَ الْإِخْوَانِ أَخَا صِدْقٍ ، فَأَبْشِرْ فَمَا عَلَيْكَ بَعْدَ مَسْأَلَةِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ مِنْ هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ ، ثُمَّ يَخْرُجَانِ عَنْهُ ، فَيَصْعَدُ الْقُرْآنُ إِلَى رَبِّهِ فَيَسْأَلُ لَهُ فِرَاشًا وَدِثَارًا . قَالَ : فَيُؤْمَرُ لَهُ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ وَقِنْدِيلٍ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيَاسَمِينَ مِنْ يَاسَمِينَ الْجَنَّةِ فَيَحْمِلُهُ أَلْفُ مَلَكٍ مِنْ مُقَرَّبِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ : فَيَسْبِقُهُمْ إِلَيْهِ الْقُرْآنُ فَيَقُولُ : هَلِ اسْتَوْحَشْتَ بَعْدِي ؟ فَإِنِّي لَمْ أَزَلْ بِرَبِّي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ ، حَتَّى آمُرَ لَكَ بِفِرَاشٍ وَدِثَارٍ ، وَنُورٍ مِنْ نُورِ الْجَنَّةِ ، فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ ، فَيَحْمِلُونَهُ وَيَفْرِشُونَ ذَلِكَ الْفِرَاشَ تَحْتَهُ ، وَيَضَعُونَ الدِّثَارَ تَحْتَ قَلْبِهِ ، وَالْيَاسَمِينَ عِنْدَ صَدْرِهِ ، ثُمَّ يَحْمِلُونَهُ حَتَّى يَضَعُونَهُ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ، ثُمَّ يَصْعَدُونَ فَيَسْتَلْقِيَ عَلَيْهِ ، فَلَا يَزَالُ يَنْظُرُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ ، حَتَّى يَلْحَقُوا فِي السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُرْفَعُ الْقُرْآنُ فِي نَاحِيَةِ الْقَبْرِ فَيُوَسَّعُ عَلَيْهِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُوَسِّعَ مِنْ ذَلِكَ . قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : وَكَانَ فِي كِتَابِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَمَّادٍ إِلَيَّ فَيُوسَعُ مَسِيرَةُ أَرْبَعمِائَةِ عَامٍ ثُمَّ يُحْمَلُ الْيَاسَمِينُ مِنْ عِنْدِ صَدْرِهِ ، فَيَجْعَلُهُ عِنْدَ أَنْفِهِ ، فَيَشُمَّهُ غَضًّا إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ، ثُمَّ يَأْتِي أَهْلَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ فَيَأْتِيهِ بِخَبَرِهِمْ فَيَدْعُو لَهُمْ بِالْخَيْرِ وَالْإِقْبَالِ ، فَإِنْ تَعَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ الْقُرْآنَ ، بَشَّرَهُ بِذَلِكَ وَإِنْ كَانَ عَقِبُهُ عَقِبَ سُوءٍ ، أَتَى الدَّارَ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً فَبَكَى عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ أَوْ كَمَا قَالَ