قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ , عَنْ أَبِي تَوْبَةَ الْبَصْرِيِّ , سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ , يَقُولُ : نَزَلَتْ فِي الْخَمْرِ آيَاتٌ : فَأَوَّلُ شَيْءٍ نَزَلَ : {{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ }} الْآيَةَ , فَقِيلَ : حُرِّمَتِ الْخَمْرُ , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , دَعْنَا نَنْتَفِعُ بِهَا كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , فَسَكَتَ عَنْهُمْ , ثُمَّ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : {{ لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى }} , فَقِيلَ : حُرِّمَتِ الْخَمْرُ , فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ , إِنَّا نَشْرَبُهَا لَا قُرْبَ الصَّلَاةِ , فَسَكَتَ عَنْهُمْ , ثُمَّ نَزَلَتْ : {{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ }} , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : حُرِّمَتِ الْخَمْرُ وَقُدِّمَتْ لِرَجُلٍ رَاوِيَةٌ مِنَ الشَّامِ أَوْ رَوَايَا ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ , حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ , ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ , عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ , عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ : أَنَّهُ كَانَ يُهْدِي لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كُلَّ عَامٍ رَاوِيَةَ خَمْرٍ , فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَحْرِيمَ الْخَمْرِ جَاءَ بِهَا , فَلَمَّا رَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ضَحِكَ وَقَالَ : إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ بَعْدَكَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , فَأَبِيعُهَا وَأَنْتَفِعُ بِثَمَنِهَا ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ ، فَأَذَابُوهُ وَبَاعُوهُ , فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ الْخَمْرَ وَثَمَنَهَا وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , ثنا سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ , عَنْ رَجُلٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَجُلًا , كَانَ يُهْدِي لِلنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كُلَّ عَامٍ رَاوِيَةً مِنْ خَمْرٍ , فَأَهْدَاهَا لَهُ عَامًا وَقَدْ حُرِّمَتْ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّهَا قَدْ حُرِّمَتْ . فَقَالَ الرَّجُلُ : أَفَلَا أَبِيعُهَا ؟ فَقَالَ : إِنَّ الَّذِي حَرَّمَ شُرْبَهَا , حَرَّمَ بَيْعَهَا . قَالَ : أَفَلَا أُكَارِمُ بِهَا الْيَهُودَ ؟ إِنَّ الَّذِي حَرَّمَهَا حَرَّمَ أَنْ يُكَارَمَ بِهَا الْيَهُودُ ؟ قَالَ : كَيْفَ أَصْنَعُ بِهَا ؟ قَالَ : صُبَّهَا فِي الْبَطْحَاءِ
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ , عَنْ عَطَاءٍ , عَنْ مَالِكِ بْنِ الصَّبَّاحِ ، رَجُلٌ مِنْ ثَقِيفٍ قَالَ : لَقِيَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , جِئْتُ بِبِضَاعَتِي , قَالَ : وَمَا بِضَاعَتُكَ . قَالَ : الْخَمْرُ . قَالَ : انْطَلِقْ بِهَا إِلَى الْبَطْحَاءِ , فَحُلَّ أَفْوَاهَهَا فَأَهْرِقْهَا . قَالَ : فَخَرَجَ بِهَا فَأَبَتْ نَفْسُهُ فَرَجَعَ إِلَيْهٍ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا لِي وَلِعِيَالِي هَارِبٌ وَلَا قَارِبٌ غَيْرَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اخْرُجْ بِهَا إِلَى الْبَطْحَاءِ , فَحُلَّ أَفْوَاهَهَا فَأَهْرِقْهَا . قَالَ : فَفَعَلَ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَقَالَ : قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ . فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَدَيْهِ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ , فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَغْنِ فُلَانًا وَآلَ فُلَانٍ وَآلَ فُلَانٍ مِنْ فَضْلِكَ . قَالَ : إِنْ كَانَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ الْبَيْتِ لَيَمُوتُ فَيُوَرِّثُ أَلْفَ بَعِيرٍ