قَالَ إِسْحَاقُ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أنا هُشَيْمٌ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ : أَنَّ عُتْبَةَ بْنَ فَرْقَدٍ عَرَضَ عَلَى ابْنِهِ التَّزْوِيجَ فَأَبَى ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِعُثْمَانَ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : أَلَيْسَ قَدْ تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَقَدْ تَزَوَّجَ أَبُو بَكْرٍ ، وَتَزَوَّجَ عُمَرُ ، وَعِنْدَنَا مِنْهُنَّ مَا عِنْدَنَا ؟ . فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَنْ لَهُ عَمَلٌ مِثْلُ عَمَلِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَبَى بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، وَمِثْلُ عَمَلِكَ ؟ فَلَمَّا قَالَ : وَمِثْلُ عَمَلِكَ ، قَالَ : كَفَى ، إِنْ شِئْتَ فَتَزَوَّجْ ، وَإِنْ شِئْتَ فَلَا
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أنا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ وَجْهِي : أَتَزَوَّجْتَ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ؟ قُلْتُ : لَا ، وَمَا أُرِيدُ ذَلِكَ يَوْمِي هَذَا ، قَالَ : أَمَا إِنَّهُ سَيَخْرُجُ مَا كَانَ فِي صُلْبِكَ مِنَ الْمُسْتَوْدَعَيْنِ قُلْتُ : صَحِيحٌ مَوْقُوفٌ ، وَبَعْضُهُ فِي الصَّحِيحِ
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ فِي أَشْيَاءَ يُؤْجَرُ فِيهَا الرَّجُلُ ، حَتَّى فِي غِشْيَانِهِ أَهْلَهُ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ وَهِيَ شَهْوَتُهُ يَقْضِيهَا ؟ قَالَ : أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ ، أَلَيْسَ كَانَ يُؤْزَرُ ؟ ، قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : فَكَذَلِكَ يُؤْجَرُ
وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، ثنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : اجْتَمَعَ نَفَرٌ ، فَقَالُوا : لَوْ بَعَثْنَا إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَسَأَلْنَاهُنَّ عَنْ أَخْلَاقِهِ ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِنَّ ، فَقُلْنَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُصَلِّي ، وَيَنَامُ ، وَيُفْطِرُ ، وَيَصُومُ ، وَيَنْكِحُ النِّسَاءَ ، قَالُوا : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَقُومُ اللَّيْلَ فَلَا أَنَامُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَصُومُ النَّهَارَ وَلَا أُفْطِرُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَدَعُ النِّسَاءَ فَلَا آتِيهِنَّ ، فَإِنَّ فِيهِنَّ شُغْلًا ، فَاطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ : مَا بَالُ الرِّجَالِ يَتَحَسَّسُونَ عَنْ شَأْنِ نَبِيِّهِمْ ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا بِهِ رَغِبُوا عَنْهُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ كَذَا ، وَبَعْضُهُمْ كَذَا ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَكِنِّي أَنَامُ وَأَقُومُ ، وَأُفْطِرُ وَأَصُومُ ، وَأَنْكِحُ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا أَبُو عَلِيٍّ الشَّيْلَمَانِيُّ ، ثنا خَالِدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَيُّمَا شَابٍّ تَزَوَّجَ فِي حَدَاثَةِ سِنِّهِ عَجَّ شَيْطَانُهُ : يَا وَيْلَهُ ، يَا وَيْلَهُ ، عَصَمَ مِنِّي دِينَهُ
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ : إِلَى صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ أَجَلِي إِلَّا يَوْمًا وَاحِدًا ، لَقِيتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِزَوْجَةٍ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ . هَذَانِ حَدِيثَانِ مُنْكَرَانِ ، وَخَالِدٌ مُتَّهَمٌ بِالْكَذِبِ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ سَعِيدٍ ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي ، وَمِنْ سُنَّتِي النِّكَاحُ
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُجِيرٍ ، عَنْ طَاوُسٍ ، قَالَ : لَا يَتِمُّ نُسُكُ الشَّابِّ حَتَّى يَتَزَوَّجَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، ثنا زَاهِرُ بْنُ الصَّلْتِ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ شَدَّادٍ ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : يَا شَبَابَ قُرَيْشٍ ، لَا تَزْنُوا ، مَنْ سَلِمَ لَهُ شَبَابُهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ ، ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ ، قَالَ : جَاءَ عَكَّافُ بْنُ وَدَاعَةَ الْهِلَالِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا عَكَّافُ ، أَلَكَ زَوْجَةٌ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : وَلَا جَارِيَةٌ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : وَأَنْتَ صَحِيحٌ مُوسِرٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، قَالَ : فَأَنْتَ إِذًا مِنْ إِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ ، إِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنْ رَهْبَانِيَّةِ النَّصَارَى ، فَأَنْتَ مِنْهُمْ ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ مِنَّا ، فَاصْنَعْ كَمَا نَصْنَعُ ، فَإِنَّ مِنْ سُنَّتِنَا النِّكَاحُ ، شِرَارُكُمْ عُزَّابُكُمْ ، وَأَرَاذِلُ مَوْتَاكُمْ عُزَّابُكُمْ ، إِنَّ الشَّيْطَانَ مَا لَهُ فِي نَفْسِي سِلَاحٌ أَبْلَغُ فِي الصَّالِحِينَ مِنَ الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ ، إِلَّا الْمُتَزَوِّجِينَ ، أُولَئِكَ الْمُطَهَّرُونَ الْمُبَرَّءُونَ مِنَ الْخَنَا ، وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ ، إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ دَاوُدَ ، وَصَوَاحِبُ أَيُّوبَ ، وَصَوَاحِبُ يُوسُفَ ، وَصَوَاحِبُ كُرْسُفٍ الْحَدِيثَ وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ ، تَزَوَّجْ ، فَإِنَّكَ مِنَ الْمُذَبْذَبِينَ . قَالَ : فَقَالَ عَكَّافٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَا أَتَزَوَّجُ حَتَّى تُزَوِّجَنِي مَنْ شِئْتَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : قَدْ زَوَّجْتُكَ عَلَى اسْمِ اللَّهِ وَبَرَكَتِهِ كَرِيمَةَ بِنْتَ كُلْثُومٍ الْحِمْيَرِيِّ