قَالَ إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ الْمَدَائِنِيُّ ، ثنا هِشَامٌ وَهُوَ ابْنُ الْغَازِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ابْتَاعَ حَائِطًا مِنْ رَجُلٍ فَسَاوَمَهُ حَتَّى قَامَ عَلَى الثَّمَنِ ، ثُمَّ قَالَ : أَعْطِنِي يَدَكَ ، وَكَانُوا لَا يَسْتَوْجِبُونَ إِلَّا بِصْفَقَةٍ ، فَلَمَّا رَأَى الْبَائِعَ قَالَ : لَا وَاللَّهِ ، لَا أَبِيعُهُ حَتَّى تَزِيدَنِي عَشْرَةَ آلَافٍ ، فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُدْخِلُ الْجَنَّةَ رَجُلًا كَانَ سَمْحًا بَائِعًا ، وَمُبْتَاعًا ، وَقَاضِيًا ، وَمُقْتَضِيًا . ثُمَّ قَالَ : دُونَكَ الْعَشَرَةُ آلَافِ ، لِأَسْتَوْجِبَ هَذِهِ الْكَلِمَةَ الَّتِي سَمِعْتُهَا مِنْ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . هَذَا مُرْسَلٌ يُؤَيِّدُهُ الَّذِي بَعْدَهُ
وَقَالَ إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ ، أنا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَدِمَ حَاجًّا ، فَلَمَّا قَضَى حَجَّهُ ، قَدِمَ إِلَى أَرْضٍ بِالطَّائِفِ ، فَإِذَا أَرْضٌ إِلَى جَنْبِ أَرْضِهِ ، فَطَلَبَهَا ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا عَشْرَةُ آلَافٍ فِي الثَّمَنِ ، فَلَمَّا وَضَعَ عُثْمَانُ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَسَمِعْتَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحَ الْبَيْعِ ، سَمْحَ الِابْتِيَاعِ ، سَمْحَ الْقَضَاءِ ، سَمْحَ التَّقَاضِي ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : نَعَمْ ، فَقَالَ عُثْمَانُ رَدًّا عَلَيَّ الرَّجُلَ ، فَأَعْطَاهُ الْعَشَرَةَ آلَافِ وَأَخَذَ الْأَرْضَ . هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ يُؤَيِّدُهُ الَّذِي قَبْلَهُ ، فَاعْتَضَدَ كُلٌّ مِنْهُمَا بِالْآخَرِ لِاخْتِلَافِ الْمَخْرَجَيْنِ ، وَلَهُ طَرِيقٌ ثَالِثَةٌ
قَالَ أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ ، ثنا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ ، ثنا سَالِمٌ الْحَنَّاطُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، أَنَّهُ سَاوَمَ رَجُلًا بِأَرْضٍ حَتَّى وَجَبَ الْبَيْعُ ، أَوْ كَادَ الْبَيْعُ أَنْ يَجِبَ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : وَاللَّهِ لَا أُعْطِيكُ حَتَّى تَزِيدَنِي عَشْرَةَ آلَافٍ فَالْتَفَتَ عُثْمَانُ إِلَى الرِّجَالِ ، فَقَالَ : أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحَ التَّقَاضِي ، سَمْحَ الِاقْتِضَاءِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، فَزَادَهُ عَشْرَةَ آلَافٍ ، وَأَخَذَ الْأَرْضَ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، ثنا حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الْعَدَوِيَّةِ ، حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : انْطَلَقْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَنَزَلْتُ عِنْدَ الْوَادِي ، فَإِذَا رَجُلَانِ بَيْنَهُمَا عَنْزٌ وَاحِدَةٌ ، وَإِذَا الْمُشْتَرِي يَقُولُ لِلْبَائِعِ : أَحْسِنْ مُبَايَعَتِي ، فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْجِسْمِ ، فَقَالَ الْمُشْتَرِي : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قُلْ لَهُ يُحْسِنُ مُبَايَعَتِي . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَمَدَّ يَدَهُ : أَمْوَالَكُمْ تَمْلِكُونَ ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بِشَيْءٍ ظَلَمْتُهُ فِي مَالٍ ، وَلَا دَمٍ ، وَلَا عِرْضٍ ، إِلَّا بِحَقِّهِ ، رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً سَهْلَ الْبَيْعِ ، سَهْلَ الشَّرْيِ ، سَهْلَ الْأَخْذِ ، سَهْلَ الْعَطَاءِ ، سَهْلَ التَّقَاضِي