قَالَ إِسْحَاقُ ، أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَزِينٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ : قُلْتُ لِلْعَبَّاسِ : سَلْ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يَسْتَعْمِلَكَ عَلَى الصَّدَقَةِ ، فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : لَا نَسْتَعْمِلُكَ عَلَى غُسَالَةِ ذُنُوبِ النَّاسِ . هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ . وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ ، بِهِ
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : مَشَتْ بَنُو عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِلَى الْعَبَّاسِ فَقَالُوا : كَلِّمْ لَنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَيَجْعَلَ فِينَا مَا يَجْعَلُ فِي النَّاسِ مِنْ هَذِهِ السِّعَايَةِ وَغَيْرِهَا ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَأْتَمِرُونَ إِذْ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَدَعَاهُ الْعَبَّاسُ ، فَقَالَ : قَوْمُكَ وَبَنُو عَمِّكَ اجْتَمَعُوا ، لَوْ كَلَّمْتَ لَهُمْ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَجَعَلَ لَهُمُ السِّعَايَةَ ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّ اللَّهَ أَبَى لَكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنْ يُطْعِمَكُمْ أَوْسَاخَ أَيْدِي النَّاسِ . فَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ : دَعُوا هَذَا ، فَلَيْسَ لَكُمْ عِنْدَهُ خَيْرٌ . فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَهُوَ عِنْدَ مُسْلِمٍ ، وَأَبِي دَاوُدَ ، وَغَيْرِهِمَا بِمَعْنَاهُ ، وَوَقَعَ عِنْدَ مُسْلِمٍ فِي رِوَايَةٍ : فَانْتَحَاهُ رَبِيعَةُ ، وَلَمْ يُفَسِّرْ ذَلِكَ ، وَقَدْ فَسَّرَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ بِقَوْلِهِ : لَيْسَ لَكُمْ عِنْدَ هَذَا خَيْرٌ
وَقَالَ مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، أبنا أَبِي ، عَنْ حَنَشٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : بَعَثَ نَوْفَلُ بْنُ الْحَارِثِ ابْنَيْهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُمَا : انْطَلِقَا إِلَى عَمِّكُمَا لَعَلَّهُ يَسْتَعْمِلُكُمَا عَلَى الصَّدَقَاتِ ، لَعَلَّكُمَا تُصِيبَانِ شَيْئًا فَتَتَزَوَّجَانِ ، فَلَقِيَنَا عَلِيًّا ، فَقَالَ : أَيْنَ تَأْخُذَانِ ؟ فَحَدَّثَاهُ بِحَاجَتِهِمَا ، فَقَالَ لَهُمَا : ارْجِعَا ، فَلَمَّا أَمْسَى أَمَرَهُمَا ، يَعْنِي أَبُوهُمَا أَنْ يَنْطَلِقَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمَّا رَفَعَا إِلَى الْبَابِ اسْتَأْذَنَاهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِعَائِشَةَ : أَرْخِي عَلَيْكِ سَجْفَكِ أُدْخِلُ عَلَيَّ ابْنَيْ عَمِّي . فَحَدَّثَا نَبِيَّ اللَّهِ بِحَاجَتِهِمَا ، فَقَالَ لَهُمَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنَ الصَّدَقَاتِ شَيْءٌ ، إِنَّهَا غُسَالَةُ الْأَيْدِي ، إِنَّ لَكُمْ خُمُسًا ، وَفِي الْخُمُسِ مَا يَكْفِيكُمْ ، أَوْ يُغْنِيكُمْ قَالَ الْبَارُودِيُّ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ . وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ : ثنا أَبُو زُرْعَةَ ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَا : ثنا مُقَرِّنٌ بِهِ . وَقَالَ : ثنا رُشَيْدٌ . وَرَوَاهُ ابْنُ مَنْدَهْ ، وَابْنُ السَّكَنِ جَمِيعًا عَنِ الْبَارُودِيِّ بِهِ . وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَارِيخِهِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ بِهِ
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، ثنا مَعْرُوفُ بْنُ وَاصِلٍ ، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ بِنْتُ طَلْقٍ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ سَنَةَ تِسْعِينَ ، عَنْ جَدِّي رُشَيْدِ بْنِ مَالِكٍ أَبِي عَمِيرَةَ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ ، فَجَاءَ رَجُلٌ بِطَبَقٍ عَلَيْهِ تَمْرٌ ، فَقَالَ : مَا هَذَا ؟ صَدَقَةٌ أَمْ هَدِيَّةٌ ؟ . فَقَالَ الرَّجُلُ : بَلْ صَدَقَةٌ ، فَقَدَّمَهَا إِلَى الْقَوْمِ ، وَالْحَسَنُ صَغِيرٌ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَدْخَلَ أُصْبُعَهُ فَجَعَلَهَا فِي فِيِّ الصَّبِيِّ وَانْتَزَعَ التَّمْرَةَ وَقَذَفَ بِهَا ، فَقَالَ : إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَرْقَمَ بْنَ أَبِي أَرْقَمَ عَلَى الصَّدَقَةِ ، فَمَرَّ بِأَبِي رَافِعٍ فَاسْتَتْبَعَهُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا رَافِعٍ ، إِنَّ الصَّدَقَةَ حَرَامٌ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَآلِ مُحَمَّدٍ ، إِنَّ مَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ ، أَوْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ . خَالَفَهُ شُعْبَةَ ، فَرَوَاهُ عَنِ الْحَكَمِ ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ *
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، قَالَ : أَتَيْتُ أُمَّ كُلْثُومٍ يَعْنِي بِنْتَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهَا ، وَفِي الْبَيْتِ سَرِيرٌ مَحْبُوكٌ بِلِيفٍ وَوِسَادَةٌ وَقِرْبَةٌ مُعَلَّقَةٌ ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ ، فَقَالَتْ : مَا تَنْظُرُ ؟ أَمَّا أَنَا مِنَ اللَّهِ بِخَيْرٍ ، لَوْ لَمْ يَسْكُنْ لَنَا إِلَّا صَدَقَةُ النَّبِيِّ ، أَوْ عَلِيٍّ لَكَانَ لَنَا فِي ذَلِكَ غِنًى . قَالَ : قُلْتُ : دَرَاهِمُ أَوْصَى بِهَا سَلْمَانُ لِمَوْلَاةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا رُقَيَّةُ ؟ فَقَالَتْ : لَا أَعْرِفُهَا ، فَقُلْتُ : خُذِيهَا . فَقَالَتْ : إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً ، وَلَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ ، وَلَكِنِ انْطَلِقْ فَتَصَدَّقْ بِهَا أَنْتَ . فَقُلْتُ لَهَا : بَلْ تَصَدَّقِي بِهَا أَنْتِ ، فَأَبَتْ ، ثُمَّ قَالَتْ : لَقَدْ جَاءَتِ الْبَارِحَةَ صُرَّةٌ مِنَ الْعِرَاقِ فَرَدَّدْتُهَا ، وَأَبَيْتُ أَنْ أَقْبَلَهَا